كُـن لـي...فأكـون لَـك

26 4 0
                                    


[ ومن حضنك بزغ لي أملاً بحياة مليئة بدفئك و بك ]

تحت السماء السابعة خُلقنـا، مقيدين و مكبلين بسلاسل الواقع، محبوسين في زنزانة الخيال، محاطين بقضبان مصنوعة من ألسنة البشر، نريد الهروب ولكن قذارتهم تمنعنا، معذبين نحن بالاستماع لأغنية الانتقادات، غارقين في بحر ممتلئ ببؤس البشر.
تحت السماء السابعة خلقنا، هنا حيث البشر يأكلون بعضهم، ليس لحماً وإنما حقداً و كرهاً وشماتةً، هنا تجد جميع أصناف البشر على أطباق من ذهب، إنسان يتغذى على الحقد وآخر على الكره، إنسان ممتلئ بالطمع ويتلذذ بسرقة ونهب أخيه الإنسان، ومئة خط تحت (أخيه الإنسان ).
تحت السماء السابعة خلقنا، معميّين البصيرة، كالببغاء ندمدم بما تلفظه أفواه البشر كالأغبياء نكرر خلفهم، وحين تحل المصيبة...ندفن رؤوسنا تحت التراب كالنعام هاربين من اللوم الذي سيقع على رؤوسنا فيفجّنا و يرحلنا إلى الهلاك، نخطئ ونقنع أنفسنا بالصواب، ونكمل مسيرنا على طريق الخطيئة راضين بفعلتنا الشنعاء.
تحت السماء السابعة خلقنا، سائرنا كسائر الحيوانات، إن لم نستخدم عقولنا بدل الحذاء في رأسنا، ستحل علينا لعنة الغباء والبهامة و ستسير البشرية إلى الفناء و نضيع نحن الأبرياء في نقطة سوداء.

الأيام تمضي و الكون يفنى ومازلنا نطمع بأشياء ليست ملكنا، هذا هو واقعنا البائس نحن البشر ...للأسف، وهذا السبب الذي أودى بي لقاع الهلاك وجعلني أتخبط يميناً ويساراً لعل أحد ما يسمعني وينقذني، لقد سئمت من الانتظار وكنت على وشك الاستسلام ولكن في الثانية الأخيرة أسعفني أحدهم بحبل نجاة مده لي فأمسكت به وتسلقته لقد أخذ مني وقت طويل تسلق تلك الهوة صعوداً و عندما وصلت كانوا هم من أنقذوني.... أصدقائي هم من أسرعوا لنجدتي بعد سماع نداء استغاثتي، أصدقاء ظننت أني إن كنت بقربهم سيؤذوني، سيهون وجيسو وسوهو ومينا لقد كانوا أشبه بالأمطار بعد يوم صيف حار لقد كانوا لي ملاذاً ألتجئ إليه وقت الخوف والشدة، عائلتي بذلت كل ما تستطيع لأجلي لحمايتي... لإسعادي وطمأنتي وأنا سعيدة لأنني خلقت بينهم، الآن بتُّ أملك عائلتان صاروا جزءاً من حياتي لا أقدر على التنفس من دونهم كأعمدة المنزل ما إن تسقط واحدة حتى يهوي الجميع، عائلتان وثقت بهم وبادلوني الثقة هم عائلتي الحقيقية وأصدقائي الذين ظهروا فجأة من العدم .

اليوم حين أتوا إليّ محاولين إقناعي بالخروج و رفضت بشكل قاطع شعرت وكأنني أحبطتهم هم يحاولون بشتى الطرق مساعدتي لكنني أدركت أنني غبية جداً لأنني لم أحاول التجاوب مع مساعدتهم، غير هذا لقد وجدت في كلام مينا الكثير من المنطق ... هل سأبقى هكذا للأبد ؟؟ أخاف الخروج من قوعتي كالحلزون خوفاً مما ينتظرني من واقع و مجتمع بائس ! أنا أخاف أن أمنح نفسي فرصة للحياة فتقابلني الحياة بالرفض، إن تكررت مأساتي هل سأقدر على النجاة مرة أخرى؟! ما زلت جاهلة لمصيري ولكنني الآن لربما هذه المرة سأسلم مصيري للحياة لتتحكم به كيفما تشاء و أسير بخطاي مع من يحاول إنقاذي، ليس إنقاذي من الآخرين! بل إنقاذي من نفسي السجينة، لذلك خرجت معهم .. مع أصدقائي الذين أتوا إليّ لنجدتي، في الحقيقة لم يكن الأمر سيئاً فلقد حظيت بوقت مرح معهم وأدركت أنني ابتسمت وضحكت كثيراً معهم، سعيدة أنا لأن الحياة لم تعترضني بقسوتها، لقد حدثت الكثير من الأمور مينا اعترفت لسوهو بحبها وهو أخبرها أيضاً أنه يكن لها المشاعر و لكنني لاحظت أن هناك شخص حزين.. كانت جيسو تبدي تعابيراً حزينة و عندما سألتها ما هو السبب أخبرتني أنها كانت معجبة بسوهو ولكن يبدو أنه كان ينظر لجيسو فقط بمنظور الصداقة، أو ربما لأنها كانت صديقته لم يفكر أن يدمر تلك الصداقة القوية بشيء يدعى الحب، كانا هما الإثنان أصدقاء منذ المدرسة الإعدادية هذا ما أخبرتني به، لم أكن أعرف ماذا أفعل هل أفرح للثنائي الجديد أم أحزن على مشاعر جيسو؟ أنا لا أعرف كيف أواسي شخص ما لأنني دوماً ما كنت أنا الشخص الذي يواسى، كل ما استطعت قوله هو أنه لربما ليس سوهو هو الشخص المقدر ليكون شريكها ولا بأس بالانتظار فإن كنت تلاحق الشيء فهو سيبتعد عنك أما إن توقفت وأعطيت لنفسك وقت لترتاح فيه سيأتيك ما كنت تلاحقه وعلى طبق من فضة، وأيضاً كنت سعيدة وأنا بجانب سيهون كان يوليني كل الاهتمام لم يبرح جانبي ولو للحظة، لقد ذهبنا للكاريوكي وأفرغنا طاقتنا بالغناء والرقص بشكل جنوني وهذا ساعدني حقاً ثم خرجنا للملاهي ولعبنا الكثير من الألعاب وتناولنا الطعام ثم عاد كل شخص لمنزله وبقيت أنا وسيهون معاً وعدنا سويةً بما أننا نسكن بالقرب من بعض، لا أريد الكذب ولكنني شعرت بالتوتر عندما كنّا لوحدنا، ليس مقصدي أنني خائفة منه ولكنه ذلك الشعور عندما تكون مع شخص تحبه لوحدكما لقد كان الشعور بتواجده محبب لقلبي ولكن هناك القليل من التوتر ليس مني فقط! حتى هو كان متوتراً بعض الشيء وهذا السبب كان في قلة حديثنا على الطريق حيث كنّا نمشي بهدوء وسكوت، تريثنا قليلاً عند موقف الباص ننتظره حتى يصل لم يكن هناك الكثير من البشر حولنا لا أعرف لماذا على الرغم من أن الوقت ليس متأخراً حتى ينعدم البشر ولكن على الرغم من التوتر السائد بيننا إلا أنني أرغب بأن يتوقف الزمن عند هذه اللحظة ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 17, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنـدروفــوبــيــا Ooh Sehunحيث تعيش القصص. اكتشف الآن