[قبر الأمل ..]

30 4 6
                                    

[ وعلى ناصية قبري انقشوا، وهي في رحم السعادة قتلت، ومن طبيب المجتمع أجهضت، وأفعى التعاسة على أعناق أهلها التفت، لهذا السبب ماتت قبل أن تولد .]

ظلام المجرة تم دسها في أعماقي، آلام البشر أجمع زرعت في أضلعي و في ذلك القابع في صدري، و الخوف بات يرتعش رعباً عند رؤية رهبتي و خوفي الأعظم، يغدو كطفلٍ رضيعٍ أمامي .

لطالما رغبت بالنجاة وسرت طليقة القدمين ناحيتها، ولكنني دوماً أتوقف في منتصف الطريق أطالع قدماي التي بترت من كثرة السعي للنجاة، أجلس في مكاني أنتظر نموها مجدداً ، ثم تنمو، وأركض، وتبتر، و أنتظر، و تنمو، و تتكرر، و هكذا هو حالي وإلى الآن لم أصل إلى طريق النجاة... لأن في النهاية اتضح أنني أجري في مكاني و هذا الكون يخدعني .

لحن الموسيقى ذاك سرى في مسمعي وغمر في صدري الراحة والهدوء، بعد أن كان جسدي منكمشاً من الخوف والألم شعرت بذاتي ترتخي وبجسدي ينبسط على طول السرير معلنة استسلامه لأغنية استطاعت أن تهدئ قليلاً من العاصفة التي كانت تجول في خُلدي وتعيث الخراب والدمار فيه .

كل ما كنت أفعله هو مطالعة عينيه و تفحص تفاصيله تفصيلاً تفصيلاً بينما أستلقي على جانبي و أدفن كفاي تحت رأسي أسنده عليها ، إنه مثاليّ كالعادة لا تشوبه شائبة كحجر كريم خالي من العيوب يسرق كل الأبصار بنقائه وصفوته، بادلني هو بالمِثل، كان يغوص في تفاصيلي وأنا أغرق فيه رويداً رويداً، لا أستطيع نكران أنه استطاع تملّكي والسيطرة على كياني لاهتمامه المفرط بي، لأصدقكم القول كنت أشعر بالأمان بتواجدي معه دون غيره عندما يكون شقيقي غائبٌ عني، بقائه بجانبي واهتمامه بي و مساعدتي في بعض الفروض المدرسية و محاولاته في اضحاكي ورسم السعادة على ملامحي والتدرب معاً على العزف تحضيراً للحفل الموسيقي للشباب و الكثير من الأمور كانت كفيلة لجعلي أنظر إليه وأفكر به ليس كصديق و إنما كرجل، أشعر بالغرابة من نفسي أنه أنا تلك الفتاة التي كرهت جنس الذكور و رؤيتهم وحتى سماع صوتهم الآن ترغب بالبقاء بجانب أحدهم، وهذا شيء لم أتوقع حدوثه لي مطلقاً، ولكن يبدو أن الأمر قد اختلف هذه المرة و سيناريو جديد سيتم كتابته سأكون فيه البطلة البائسة و هو البطل المنقذ .

" اوه سيهون .."

نطقتها بصوت أشبه بالأموات، يبدو أن تلك الأغنية أحيت روحي فقط و تركت جسدي أسير عتمته يصارع الموت وحده ..

" أخبريني؟! ... أنا أسمعكِ "

حتى رده لا يخلو من الطمأنينة والأمان، إنه مشبع بالاهتمام المفرط، مملوء بالحنيّة، يصنع الراحة في صوته ويسكبها في أعماقي قِدراً قِدراً و ما بالي أنا العطشى التي لا ترتوي من قِدر الراحة !.

" ماذا كان سيحدث لو لم تسافر بعيداً؟ أكان من الممكن أن نصبح أصدقاءً مقربين منذ الطفولة !؟ ما الذي تتوقع حدوثه لولا سفر عائلتك ؟"

أنـدروفــوبــيــا Ooh SehunTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon