٠:٠

7.6K 221 202
                                    




~~~




١٩٧٦



تايهِيُونغ وَضعَ سيجارتُه الثالِثة لِـهذا اليوم بَين شَفتِيهِ، يُثبتها هُناك أثناء بَحثه عَن عُلبْة الكَبرِيت داخِل جِيُوب مَعطفهُ وَ بِنطاله حَتى وَجدها اخيراً لـيشعل بِها طرف السِيجارة اولاً قَـبل ان يُرخِي جَسدهُ إلى الأمام. يتأمل أمواج البَـحر التي تَعصف بِـقوة أمامِه لِيأخذ نفساً آخر مِن سِيجارتُه قَبل ان يَمسكها بَعيداً عَن ثغره لِيَضيع مُجدداً داخِل عّقلِه، يُفكِر حَـول ما يَجِب عَليهِ فِعله هَذِه المَرة بَعد ان خَسر عَملهُ مُجدداً

الشاب تَنهد مُبعِداً جَسدهُ عن السياج ليأخذ نفساً اخر من سيجارته وَ هذهِ المرة هُوَ اخذهُ بِـقوة حتى شَعرَ برِئَتيهِ تَمتلِئ بِتلكَ السموم التي نَفذها بَعد لحظات فَقط ليُعِيد إدخالها بَعد لَحظاتٌ اخرى

هُوَ كان عَلى هَذِه الحال لِـسنُوات، مُتفاجِئ كَيفَ لَم يَمُت حتى الآن لِـكثرة تَدخينُه او حَتى لِـكثرة همومه وَ آلامه ألتي تُحِيطُ برُوحه مِن جَميع النواحِي،

هُوَ كانَ قادِراً عَـلى الانتهاء مِن جَميع هذا الهراء عَن طَريق الأنتحار او يُمكنه بِبَساطة تَجنب الأنتحار وَ الأتجاه إلى كَنيسة القَرِية وَ أخبار القس بأنهُ يَمقْتُ الرَبّ الذي جَعلهُ يُعانِي مِن هَذهِ الجرُوح وَ تِلك الندوب ألتي أتضحت عَلى رُوحهِ وَ جَسدهِ مُنذ طفُولَتهِ وَ حتى الآن بَعد ان بَلغَ السادِسة وَ العشرين مِن عُمْرِه- إنْ استطعنا تَلقِيبَهُ بِـالعُمْر حَتى .

تَنهيدة اخرى اطلقها هُوَ ليتبعها بِـرميه للسيجارة التي تقلص حَجمها حتى لم يعد يَستطيع إمساكها بأرِيحيّة، هُوَ دَهسَ عليها بِحذائِه ثمَ أخذ طَريقهُ بِمحاذاة السياج إلى اللاوِجهة مَعَ بالهُ الذي شَردَ إلى العالم الأخر بالفِعل وَ هُوَ يَنصُت إلى أَصوات البَحر الغاضِبة، أَصواتٌ بَدت كـما لو إنها تُناديه، تَخبرهُ بِـ أَنْ لا يَذهب فـ ربما البَقاء وَ التفكير بالبؤس الذي مَرَ بهُ كانَ سيكُون أَفضل مِن إتجاهه إلى ذَلِكَ المَطعم الذي بَدى قَدِيماً وَ شبه مَهجُوراً مِن الناس

" إنهُ زَبون! هَلُمَّ بِسرعة إلى المَطبخ! " تايهِيُونغ لَم يُعِير لِـصوت الفتاة التي خاطبت رَفِيقها الذي يَجلِس خَلفَ الكاونر أَي أهمية وَ بدلاً مِن ذَلِك هُوَ شق طَريقهُ إلى احدى الطاوِلات فَقط لتسنح لَهُ الفرصة بِـتفحص جدران المَطعم أَلذي امتلئ بالصُور- عَلى ما يبدوا صُورٌ لِـزبائِن المَطعم عَلى مَدار السنوات  وَ هذا لَـم يُفاجئ تايهِيُونغ ابداً؛ عدد زبائِن المَطعم المُتفاوِت بَين الماضِي وَ الحاضر .

surrendering » ksj;kth حيث تعيش القصص. اكتشف الآن