الفصل الرابع والعشرون

1.8K 102 3
                                    


إبتعدت عنه أوريانا برفق تشير لچايدن الذي كان يراقب المشهد في صمت ثم قالت : هذا الشاب يحمل بحوذته بلورة مسحورة وبالصدفة أظهرت شيئاً يخص الملك كاسيوس وأريدك أن تساعده في الوصول إلى القصر

إستدار بكليته يوجه أنظاره إلى چايدن متسائلاً : ما علاقة هذا الغريب بالملك كاسيوس؟..

أجابته أوريانا محاولة إقناعه : إنه مجرد عراف بسيط قد تصيب نبوءته أو تخطأ.. وربما يكون لك منفعة فيما سيخبرك به

لمعت عيني الرجل بوميض غريب ثم رد عليها بحماس : إذن دعينا نرى ماذا يحمل في جعبته

غمزت له أوريانا أن يقترب من چايدن قائلة بإغواء : إذهب إليه وانا سأنتظرك هنا

إلتوت زاوية فمه بإبتسامة عابثة قائلاً : حسناً ياجميلة الجميلات سأعود سريعاً

أنهى الرجل حديثه معها ثم سار نحو چايدن بخطوات مسرعة يعتلي ملامحه وجوماً غير مبشر بالخير.. توقف امامه مباشرة يرمقه بنظرات ضيقة ثم رفع سبابته بحركة محذرة يسأله بصوت خافت لكنه يحمل نبرة خطرة : هل تحمل بلورة مسحورة كما تدعي هذه العاهرة؟

إبتلع چايدن ريقه بصعوبة قبل أن يجيبه بثبات زائف : إنها لا تدعي ياسيدي..

أمسكه الرجل من تلابيبه بحركة مفاجئة يقربه منه قائلاً بنبرة مهددة : أرني إياها وإلا قطعت رأسك هنا وسط العامة

نفض چايدن يديه عن مقدمة سترته يصك أسنانه : إلتزم حدودك وإلا أنا من سيقطع لك يديك إذا لمستني مرة أخرى

ضحك الرجل قائلاً بسخرية : أنت لا تعلم عقوبة مطلقي الشائعات هنا وخاصة إن كانوا أغراب عن المملكة

رد عليه چايدن بحاجب مرفوع مستهزئاً : هذا إذا كان ما لدي مجرد شائعات

تجهمت ملامح الرجل مجدداً ثم أمسكه من مرفقه بقوة قائلاً : تعالى معي..

جذب چايدن ذراعه من بين كفيه بعنف يحدجه بنظرات محذرة وأطاعه على مضض محاولاً السيطرة على أعصابه حتى لا يبرحه ضرباً لقلة تهذيبه ومعاملته السيئة.. سار مع هذا الرجل الصلف حتى وصلا إلى مكان خالي من المارة .. وقبل أن يتحدث باغته الرجل بقبضة قوية ممسكاً بمقدمة ثوبه قائلاً : أنت لا تعلم من هو العريف لوسيان لذا سأسامحك على إنفلاتك في الحديث معي.. والآن أخرج مابحوذتك

دفعه چايدن هادراً به : تأدب أيها الأحمق.. أنا أحمل سراً سيردي مملكتكم القذرة حطاماً

تصلبت أنظار الرجل عليه مجفلاً من رد فعله العنيف وبعد دقائق من الصمت المشحون بالتوتر تحدث بلهجة مهددة : أخرج هذه البلورة اللعينة وأرني ماتدعيه وإن لم يكن صدقاً ستندم أشد الندم

لم يعقب چايدن على تهديده الصريح مكتفياً بنظرات محتقرة شملته من أعلى لأسفل.. وبدون إطالة في الحديث مع هذا الرجل الشبيه بالمطرقة الثقيلة أخرج البلورة أمام وجهه .. نقرها بسبابته فأظهرت صورة حية لشاب يبدو عليه الثراء يجتمع بعدد كبير من العساكر والحرس الملكي.. فغر لوسيان شفتيه بتعجب : إنه الأمير (رولاند) إبن الملك كاسيوس

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)Where stories live. Discover now