الفصل الثاني عشر

1.9K 96 3
                                    

لم تستغرق هيلينا وقتاً طويلاً لتخترق أسوار الكوريدون.. تلك المملكة الغارقة في اللهو واللعب.. لا حراس على الأبواب ولا سائل لمن يدخل إليها عن هويته.. وقفت في أحد الأروقة تطالع مايحدث حولها بتعجب شديد.. الجميع يرتدون ملابس غريبة أغلبها مضحكة .. الطرقات ممهدة بألوان فسيفساء زاهية جداً.. المهرجون ينتشرون بكل مكان يؤدون حركات بهلوانية مرحة.. لا أحد يعمل الكل يضحك بلا مبرر ..تجولت قليلاً حتى وصلت منطقة السوق والذي لم يختلف كثيراً ..الباعة يعرضون بضائع غريبة عبارة عن قبعات منقوشة بألوان لم ترها من قبل بالإضافة لتنانير نسائية وسراويل رجالية عجيبة وأوشحة وسترات ملونة بشكل مبالغ فيه.. الإسراف في المرح جعل الشكل العام للمملكة مبتذل ومبهرج.. سكانها تعدوا خطوط البهجة مما أدى للتقليل من شأنهم.. كثرة الضحك والمغالاة في اللعب أفقدتهم مكانتهم بين الممالك.. لا صناعة تميزهم ولا تجارة يشتهرون بها يعتمدون بشكل كامل على الإحتفالات والمهرجانات بمعني أدق للوصف مملكة الكوريدون سيرك كبير يقصده من يبتغي المتعة والتسلية... جلست هيلينا على أحد الأرصفة عندما حل التعب على ساقيها نتيجة جرحها الذي لم يلتئم كما أنها شعرت ببعض الإختناق بسبب اللثام الذي يغطي وجهها ويعيق تنفسها.. فقررت إزالته طلباً للهواء ومكثت في مكانها حتى يصلها الأمر التالي من والدتها

***************************

على صعيد آخر /

إنتقل چايدن بواسطة الآنجيوس إلى مملكة الكوريدون بسرعة البرق.. وجد نفسه منحنياً على عقبيه في مكان مظلم بعض الشيء والثعبان يقف بجواره يصدر فحيحاً مرعباً وللحظة تلاشى خوفه منه.. نظر إليه بنفور شديد ثم قال : ولو تعلم مدى كرهي لك و رغبتي في قتلك الآن لاختفيت على الفور من أمامي

حرك الثعبان لسانه المشقوق وتحدث هازئاً مثل من سخره لإخضاع هذا البرئ : أنا لم اسيطر عليك حتى نتبادل المحبة.. نحن في مهمة محددة لننجزها ونفترق

ضحك چايدن بسخرية ثم أردف : نحن؟!.. يبدو أنك غافل عن كونك سيدي وأنني خادمك

إقترب منه الثعبان زاحفاً على بطنه قائلاً بنبرة آمرة : يكفيني أنك مازلت تتذكر الأمر.. أنت خادمي ويجب أن تكون مطيعاً حتى وإن كنت غير محباً..

صك چايدن على اسنانه بغيظ : أستطيع قطع ذيلك من فوق ذراعي وأتخلص منك للأبد

دنا أكثر حتى أصبح على بعد إنشات بسيطة منه يفح في وجهه بأنفاس كريهة : إن فعلتها ستموت قبلي لأنني مقرون بالوريد الذي يغذي قلبك ومجرد فصل ذيلي عن ذراعك سيودي بحياتك

إشتعلت عيني چايدن بشدة من الغضب وهدر به عالياً : أفضل الموت على أن أحيا مقترن بك أيها الحقير

بدأ الثعبان في الانكماش رويداً رويداً وهو يقول : حياتك بين يدي الساحر الأعظم.. أنت لا تمتلك حق إنهائها إلا بإرادة سيدي المبجل

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin