الفصل الخامس والثلاثون

2.1K 81 2
                                    

مسح سينتو على وجنته بقائمته الحرة وأسند رأسه بالقرب منه فإستشعر چايدن أنه يمر بحالة سيئة فإستقام جالساً بجواره يتفحصه بقلق قائلاً : سينتو.. ماذا بك ياعزيزي؟

جاوبه سينتو بعينين نصف مفتوحتين ليدرك چايدن مقصده.. قفز فوقه مداعباً عنقه يقول ضاحكاً : كيف لي ألاحظ؟.. يا حبيبي!.. أنت تحتاج لأنثاك ولا تقول؟..

قلبه سينتو على ظهره ملقياً بثقل جسده عليه فتعالت ضحكات چايدن قائلاً : هل ستغتصبني؟.. يا أبله أنا لست زوجتك

إبتعد سينتو برأسه قليلاً يترجاه بمقلتيه بينما رفع چايدن ذراعيه يحيط بهما رقبته الكبيرة قائلاً : يا خائن .. تريد تركي من أجل مانيلا بعدما سلمتك أعز ما أملك .. أنهى حديثه بضحكة عالية ثم إحتضنه يقول بحنان فطري تجاهه : أتعتقد أنني سأمنعك من ممارسة حياتك؟.. إذهب ياصديقي وكن سعيداً وبخير من أجلي فأنت عندي بالدنيا ومافيها.. صمت لثواني محاولاً ألا يبكي ثم تابع : سآتي إليك عندما أفتقدك لكن عِدني أن تعتني بنفسك وتنجب الكثير من الفهود حتي ألعب معهم أنا وأولادي فيما بعد

نهض سينتو سريعاً يضرب الأرض بقوائمه الخلفية مصدراً خريراً يعبر به عن سعادته .. إعتدل چايدن في جلسته ينظر له ضاحكاً وقال : ياوغد.. تبيعني من أجل شهوتك؟..

إقترب سينتو واضعاً جبهته العريضة على جبين صديقه ليودعه بطريقته الخاصة ثم إنطلق راكضاً ليسلك الطريق المؤدي لغابة الأوكانا عائداً لزوجته وحياته الطبيعية بينما مكث چايدن بمكانه يراقب إبتعاده بإبتسامة حزينة لفراقه قائلاً بتأثر : سأشتاق إليك كثيراً .. يا عزيزي

إنتظر حتى إختفى تماماً ثم إلتفت نحو المنزل يطالع بابه ببؤس وحيرة لما ستؤول إليه الأمور بينه وبين هيلينا.. مسح لحيته الناعمة براحتيه وبعد تفكير لدقائق قرر الدخول ليتفقدها .. دلف بخطوات حذرة وجدها تجلس فوق الفراش ضامة ركبتيها إلى صدرها تستند بذقنها عليهما .. تنظر للفراغ أمامها وملامحها لا توضح ماذا يجول برأسها .. إقترب منها متأملاً وجهها الغائم وجلس بجوارها يسألها بترقب : فيما تفكرين؟..

أجابته بصوت أجوف : أفكر في العودة إلى ليبرا.. وجودي هنا ليس له معنى

رمقها بضيق حاول إخفائه وأمسك بكفها قائلاً : لا تكونِ قاسية هكذا..

سحبت كفها برفق تقول بثبات ظاهري : أنا لست قاسية وأنت تعلم ذلك جيداً .. لكنني أعاني ذكريات مؤلمة تداهم عقلي كلما بقيت بمفردي لذا من الأفضل أن ننفصل

جحظت عينيه بصدمة وللحظة شعر بأن العالم أظلم حوله ولم يدري بنفسه إلا وهو يهب واقفاً كالملسوع يهدر بها : ماهذه المزحة السخيفة؟

نهضت سريعاً لتقف أمامه قائلة بهدوء إستفزه : أنا لا أمزح يا سمو الأمير و قراري رد فعل طبيعي لما حدث

( خادم الوشم) بقلم ( نيللي العطار)Where stories live. Discover now