مــقــــدمــة

Start from the beginning
                                    

كيف سأجيبه الآن بأن حقيبتي قد نسيتها في المطار وان النقود داخلها وليس معي ما ادفعه له؟، كيف ساخبره بانه علينا العودة، أنا افهم اللهجة المصرية ولكن مضى وقت طويل منذ ان استخدمتها يا الهي بقيت افكر بالكلمات التي تمكنه من فهمي، وانا في حالة من التوتر والخوف الشديدين من ردة فعله لقد قطعنا مسافة طويلة جدا، بدات اتحدث اليه بالاشارات وعيناي لا تتوقفان عن ذرف الدموع، شعر بتذمر و زفر بقوة ثم قال:   " أنا مش فاهم حاجة من الي انتي بتقوليه دا؟ هو انتي ما بتتكميش عربي ولا ايه؟".

عضضت شفتاي قهرا وانا العن حظي آلاف المرات بل ملايين المرات، اخدت احك جبيني بقوة وانا مغمضة العينين محاولة بذلك تذكر بعض الكلمات التي تساعدني في توصيل ما اريده له، وفجاة تذكرت وقلت بتلعثم: "الشنطة...المطار...النقود..هنااك...نرجع لازم ".

حسنا يمكنكم أن تتخيلوا منظره الآن وهو ينظر الي بصدمة بعينين متسعيتين تطلق سهاما من نظرات الغضب والغيض، ببساطة أسد ويرغب في ان ينقض على فريسته نعما نعم، صاح فجاة ما جعل جسدي يرتعد وقال:
" نعم يا ختي بقا طول الوقت واحنا بالطريق ما افتكرتيش الا بعد نص ساعة انك نسيتي الشنطة بتعتك هناك وعايزانا نرجع ".

لا أدري لما شعرت براحة لانه تمكن من فهمي   من خلال ستة كلمات نطقتها فقط رغم غضبه، لكم المقود ونفث بقوة وهو يطلق علي بوابل من الشتائم ولا تسالوني كيف عرفت بانها شتائم، هدأ قليلا والتفت الي بوجه لا يبشر بالخير، حسنا وجهه لا يبشر بالخير منذ البداية الا أن الآن أكثر من قبل، لانه كان يبتسم الي بشر ويضيق عينيه اللتان تدحرجتا بافتراس نحو..... ماااذا؟....اللعنة هذا المنحرف انه ينظر الى صدري، تخلل شعر بيديه و ابتسامته تزداد اتساعا وقال:  " مش محتاجين نرجع خااالص أنتي هتدفعيلي بطريقة تانية ".
جفت الدماء بعروقي وانا ابتلع ريقي بصعوبة، لوقوع تلك الكلمات التي باح بها على مسامع اذناي، ما جعلني أنزل وشاحي الاحمر لاخفي صدري بشكل أكثر من مجال عينيه، نزل من السيارة وتقدم نحوي ليجلس بجانبي حاولت فتح الباب والهروب الا أن باب السيارة كان مغلقا باحكام، ضحك وقال: " على فين يا ماما أنتي مش هتخرجي من هنا غير لما اخد الي انا عايزو، ما تخافيش ما حدش هيعرف حاجة خااالص ".

تسارعت دقات قلبي خوفا من الذي سيحصل لي، وانا هنا وحدي مع هذا المتوحش في منتصف الطريق ولا أحد هنا لأنقاذي، نزلت دموعي كشلال دون توقف، حاولت ان اتوسل اليه ان يبتعد عني، ولكن هيهات هو لن يفهم حرف مما ساقول، بدا يقترب مني ليقوم بتقبيلي رغم عني، ما جعلني اقوم بصفعه بكل قوتي، وما قمت به زاد الطين بلة كما لو انني قم بتشغيل زر الرجل المتوحش داخله، احمرت عيناه وصدره بدا يعلو وينخفض زفر بحنق وقال من اسنانه الصفراء:  " يا بنت الذين أنا ترفعي ايدك عليا ان ما ربيتك ما يكونش اسمي مرزوق الحسني يا بنت ش***".

سحر ماجدولين | أحببت أعمى 2 و 3 (مكتملة)  On viuen les histories. Descobreix ara