جبروت منتقمة | أحببت أعمى (3) : النهاية

1.3K 65 8
                                    

كان يضرب على سطح الطاولة التي امامه بخفة، فالقليل من التوتر كان يجتاحه،تلك القهوة التي احضرها النادل اليه بطلب منه اصبحت باردة فلا رغبة له في اي شيء الآن، وقعت سوداويتاه عليها و هي تمشي تخطو نحوه بكعبها الاسود عالي و فستانها الابيض القصير، جلست امامه و نزعت نظارتها بغرور لتثبت زرقتيها عليه، رفعت شعرها الذهبي الى الخلف ليرتفع زاوية شفتيه قليلا بابتسامة ماكرة، في حين بقي الاخر يحدق بها بلا تعابير فهو بالكاد يمسك نفسه كي لا يفسد معالم وجهها و قتلها.

خيم الصمت بينهما لبرهة، بقيا يتبادلا النظرات، هو يرمقها ببغض و كره واشمئزاز و ود لو يقتلع قلبها بينما هي تهيم به عشقا و تمنت لو كانت سيدة قلبه.

زهفت بيمناها الى يده التي كانت تضرب الطاولة بهدوء ليسحبها هو الاخر بعيدا عن يدها و يشيح بوجهه عنها، امتقع وجهها و قررت الدخول في صلب الموضوع: " ها عايز ايه يا امجد؟.. خلاص خدت قرار بخصوص الي طلبتو منك؟ ".

أمجد: الاول عايز اعرف اذا كنتي انتي الي خطفتي ابني يا ماريا؟.

ضحكت باستهزاء و اجابت: لا مش انا... بس انا الشخص الي انقذو.

رفع امجد حاجبه مستنكىا حديثها: أنقذتيه!!... ازاي؟.

أخرجت هاتفها من حقيبتها لتضعه امامه بعد ان اظهر عليه صورة و قالت: انت اول ما تشوف الصورة دي هتقول انو ظي صورة لابنك يزن، بس لما تدقق كويس هتعرف انو مش هو.

نظر اليها امجد بعدم استيعاب لتفسر: دا اسمو محمد الشناوي ابن حسين الشناوي الوحيد مجرد عامل يومي بيشتغل في متجر للمواد الغذائية كانوا عايشين بالاسكندرية مع مراتو، محمد دا جالو مرض كانسر و توفى، أكبر من يزن ابنك بسنتين... بس يا سبحان الله شبه بعض جدا باستثناء لون العنين و الشامة الي على خد محمد زي ما انت شايف بالصورة محمد عنيه سود.

أمجد: و ايه علاقتهم بابني؟.

ماريا: عشان يوم الحادثة لما غرق ابنك حسين هو الي انقذو و بسبب الصدمة ابنك فقد الذاكرة و حسين استغل دا لصالحوا كان فاكر انو ربنا بعتلو ابنو من جديد فقرر يحتفظ فيه بظل ما يبلغ الشرطة و هو مراتو اعتبروه ابنهم، و اضطروا يغيروا مكان اقامتهم و ينقلو للقاهرة عشان ماحدش يشك فيهم... و انا لما سمعت كلام صاحبك جود قررت اني اتاكد من الموضوعو كلفت شخص يدور عليه... و لقيتو... قررت استضيفوا عندي هو واهلوا.

أمجد: انا عايز اشوفو عايز اتأكد انو كويس ووانو فعلا لسا عايش، ارجوكي و بعدها هعمل الي انتي عايزاه.

صمتت ماريا و اراحت بظهرها الى الخلف تفكر بطلبه... صوت جلبة اخرجتها من عمق تفكيرها.... ليستدير كلامهما الى مصدر الصوت.

دوت صفعت تلاقاعا شاب من فتاة بدت غاضبة: " يا حيوان ازاي بتخوني و انا الي اوثق فيك اكثر من نفسي... ازاي تعمل كدا ومع مين.. مع صحبتي ليه كدا " صرخت بوجهه و انصرفت باتجاه طاولة ماريا و امجد بالمطعم لكي تخرج الا ان الشاب اوقفها " و الله هي بتكذب عليكي انا ما خنتكيش يا رجاء انا بحبك و الله و عمري ما افكر اخونك صدقيني " ترجاها بيأس في حين رفضت جتى النظر لوجهه، قابلها كأس قهوة امجد التي اصبحت باردة، لتاخذه و تسكب محتواه على وجهه و لكن الشاب بحركة غير متوقعة ابتعد ليأخد وجه ماريا نصيبه من من تلك القهوة لتستشيط غضبا منها " يعني مافيش مكان تتخانقو فيه الا هنا، الا يخرب بيتكم انت وهي " صلحت بامتعاض و هي تمسح القهوة من وجهها لتهرع اليها الاخرى و تدنو منها معتذرة " انا اسفة بجد ماكنتش قاصدة... بجد آسفة " لتبكي الفتاة بعدها و هي تمسك المنديل من يد ماريا وتمسح ما تبقى من القهوة " احنا اسفين يا مدام بجد " اعتذر الشاب منها هو الاخر.

سحر ماجدولين | أحببت أعمى 2 و 3 (مكتملة)  Where stories live. Discover now