«2» | 10.000$

2K 281 106
                                    

أوَلُ شيء رأيتُه عِندما فتَحتُ عَيني كانَ سَقفُ غُرفَتي الأبيض الباهِت، للحظَة كانَ ذِهني واضِحًا وخَفيفًا، لَكِن سُرعانَ ما تذكَرتُ أحداثَ أواخِر الليلَةِ الماضيَة، اتسعَت عيناي وبدأ قَلبي يَخفِقُ سريعًا في داخِلي؛ إعتدَلتُ سريعًا عندما تذكَرتُ الشاب الجَريح الذي كانَ يَرقُد في شقَتي، رمَيتُ الغِطاء عَن جسَدي وركَضتُ خارِجًا، مُتجاهِلةً وَضعُ شيءٍ ما في قدماي، أمسَكتُ هاتفي لأرى أنَنا ظُهرًا تَقريبًا.

"للعنة!" لعَنتُ تحتَ أنفاسي بينما أركُض خارِجًا، يَجِبُ أن يَكونَ مُستَيقِظًا الأن، ورُبما يَكونَ جائعًا، مشَيتُ بِسُرعَة إلى غُرفَة المَعيشة وأتوقَع أن أرى جونجكوك على الأرض، أو حتى على الأريكَة... لَكِنَهُ لَم يَكُن في أيُ مكان أمامي؛ لقَد غادَر؟ نظَرتُ حولَ جدار غُرفَة المَعيشة ورؤية ما إذا كانَ يَجلِس أمامَ التِلفاز؟ لَكِن كلا... ليسَ هُناك، تنهَدتُ بخيبَةِ أمَل، لقَد غادَر؟ في حالَتهِ تِلك؟ التفَتُ نحوَ المطبَخ، لأصرُخ صرخة مَكتومَة مُتفاجِأة على الشَخصُ الذي يَقِفُ في المطبَخ؛ وقفَ جونجكوك هُناك بِلا قَميص وفي يدَهُ صَحنٌ بهِ رقائِقُ الذُرة المَمزوجَة في الحَليب، حدقَت عينَيهِ العَريضتانِ في وَجهي كما لو كانَ طفلًا تمَ الإمساكِ بهِ وهو يفعَل شيئًا لا يَجِب علَيهِ فِعله، وضَعتُ يَدي على صَدري أُحاوِل ضبطَ أنفاسي.

"اهلًا.." إستقبَلتُه بحرَج، أظهرَ لي جونجكوك ابتسامتَهُ الصَغيرة وأومأ برأسه تحيةً لي ثُمَ عادَ يُكمِلُ تناوُلَ الرقائِق، لم أستَطِع إلا التَحديق بِه، لقَد كانَ كما لو أنَهُ على شفاه المَوت منذُ وَقتٍ ليسَ ببَعيد والآن هو يَقِفُ في مطبَخي بلا قَميص كما لو كانَ يَومُ أحَد طَبيعي...

"أنا آسِفَة، لقَد نمتُ بِعُمق، كنتُ أُخَطِط للاستيقاظِ مُبَكِرًا لِأُعِدَ لكَ شيئًا للأكل فأنتَ بحاجَة إلى استعادَة قوتَك" دخَلتُ أكثَر إلى المطبَخ وأقرَب مِن جونجكوك.

هز رأسه قائِلًا: "أنا بِخَير"، تلقائيًا نظَرتُ إلى الضمادات المَلفوفة حَوله، ولم أرى أيُ بُقَع دمَوية، كما لو أنَهُ قرأ ذِهني، فقَد تحدثَ جونجكوك؛ "لقَد استبدَلتُ الضمادات بنَفسي، بِما أنَكِ ترَكتِ لفَة على طاوِلَة غُرفَة المَعيشة"

نظَرتُ حولي إلى المطبَخ، أشياء كَثيرة تَمرُ في ذِهني، ماذا أقول؟ هل يَجِب أن أسأله ماذا حدَث؟ أم يَجِب أن أُخبِره عَن الإتصال بأصدقائه؟
نظرَتُ مرَة أُخرى إلى جونجكوك وقُمنا بإتصالٍ بصَري دامَ لثوانِ، التفَتُ بِلا كلام وسِرتُ مِن حَيث أتيت، عدتُ إلى غُرفَتي وفتَشتُ خِزانَتي، سحَبتُ قَميص واسِع استَخدِمَهُ عادةٌ للنَوم، عدتُ إلى المطبَخ و وضَعته على المِنضدَة بجانِب جونجكوك: "إرتَدي هذا، لقَد مزَقتُ خاصتَك في حرارَة اللحظة"

The Serendipity of Things. | JHNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ