الباب الثالث والعشرين: جثة مغمورة تحت الثلج !

Start from the beginning
                                    

- " إذا استندنا لما قلته فمن المستحيل معرفة من يكون هذا الشخص وبالتالي لن نعرف علاقته بالقضية. " قال دوكال بنبرة حزينة

- " أتوجس خيفة من أنني عرفته من قبل، أظن أن الجثة التي نحن منبكون عليها ما هي إلا جثة المثنى ! " نظر بطاش الى دوكال و شفتاه متقدمتان الى الامام

- اصفر وجه الدركي : " الذراع الأيمن لمريزق حين كانا إرهابيان !"

- " هو بالذات رد عليه بوعلام. " وقف بطاش على اخماص قدميه و كررها ثلاث مرات و ذراعيه و راء ظهره.

- " ولماذا يريد قتل مريزق " لم يكن سؤال بل هجوم.

- " أطرح سؤال مختلف عن سؤالك لماذا عبدالله لم يساعد مريزق؟ " غمز بطاش

- " يا بوعلام، أنت على علم بأنه يوجد أمر من العدالة يجبرهم على عدم الدخول في اتصال مع بعضهم البعض، إحدى بنود الاتفاقية التي سمحت لهم بالعودة إلى الحياة المدنية وفي كنف المجتمع، ويعتبر هذا البند كشرط عليهم تطبيقه للاستفادة من المصالحة الوطنية، لقد تحصلوا على مساعدات وفي المقابل طلب منهم الصمت وعدم الظهور، أي كان عليهم ترك المجتمع ينساهم ! "

- بالنسبة لك لماذا إذا اتصلوا ببعضهم رغم المخاطرة في القيام بعمل كهذا؟ "كان بطاش يعبث بزر يوجد على سترة الجثة

- " حتما لأن مريزق طلب المساعدة " .اضاف سي علي حركة اعتباطية.

- " خير يقول ان مريزق كان يربطه على الكرسي، وآثار المعركة بادية في الوجوه... في وجههما الأثنين وفي الغرفة... و هنا اطرح سؤال تعارك خير كالام مع المثنى الذي استطاع التحرر و قفز من النافذة حينها خرج خير لمتابعة المثنى...سؤالي يقول من دخل الغرفة وقضى على مريزق؟

- فهمت تطلب مني الصبر ريثما تكمل تحرياتك؟ اليس كذلك سي بوعلام

- بالطبع !

4

في المطبخ أوقدت كل نيرانه تقدم بطاش وصديقه من أجل التشريح، العين الخبيرة للمفتش كانت تنفحص جسد الإرهابي الذي تخلص من آثار التجمد ... تكلم بوعلام " أنظر هنا حول الرقبة، آثار خنق، بحبل من قات، وحول أرساغه... وحول الاكتاف.... وهنا وكذلك هنا... تقريبا على كل الجسد... أنظر ذراعه الأيسر... هذه العلامة دليل على وثاق شديد في ذراعه... انظر على الصدر آثار ربط أيضا، النسيج العضلي تعرض لضغط شديد... وهذا دليل على انه كان يلبس هذا اللباس الذي وجدناه به عندما حدث له ما حدث، جسده كله مغطى بكدمات ... هنا، وهنا وهنا أيضا، وأيضا على بطنه، من خلال آثار الشد، التي خلفها الحبل, الرجل الذي فعل له هذا كان شديد القوة، قوة خارقة للعادة. "

- هذا يدعم فرضية أن مريزق هو من ربطه، وحتما هو من ترك آثار الضرب هاته عليه، وأن خير لم يأتي إلى متأخر، ولم يستطع سوى ملاحظة الخسائر، ويتعارك هو بدوره مع المثنى ، قلت قوة خارقة للعادة، هل رأيت ضخامة مريزق حتما هو ! " استنتج سي علي دوكال.

ثيزيري رواية بوليسية بطلها المفتش بطاش. Where stories live. Discover now