!الباب الثالث: النوبة يجمع الإخوة الأعداء

93 8 0
                                    


  


1



نزل بوعلام من القطار وسط فوضى عارمة من طرف المسافرين... الفندق الذي سَيَقصده على مَقرُبة من المحطة، السير على الأقدام أقصد وسيلة وأحسن للصحة للوصول اليه.


لم تكن الرحلة مريحة، طالت كثيرا، مُراده الوحيد الآن، بعد هذا الجهد المضني، الوصول إلى النوبة والراحة، ولكن قبل هذا عليه إسكات الجوع الذي يقهره.


توقف القطار ما يُقارب الخمس والأربعين دقيقة في محطة لا يعلم اسمها، وحين انطلق كان يسير بسرعة بطيئة جدا، لم يُوضح أحد من المراقبين سبب ذلك... ولم يُقدَم للمسافرين أيَ اعتذار... ولا حتى ابتسامة يُطيب بها الخاطر بسبب التأخر الفظيع المُتراكم على المُسافرين... هدا الحادث كان يجتره بطاش طول طريقه نحو الفندق ; انزعاجه كان واضحا من طريقة تكلمه مع نفسه...



*******



الآن....إنه أمام النوبة، هندسته العجائبية تجلب الأبصار إليه، كان مبنيا كقصر من قصور والت ديزني walt disney في واجهته برجان فوقهما قرميد قرمزي باستثنائه كان كل المبنى يغزوه البياض.... الفندق متواجد قرب محول اجتنابي لطريق يؤدي إلى وسط المدينة، مكان منعزل لكن استراتيجي.


دفع الباب ودخل الصالون... أخيرا الدفء استقبله عامل في الفندق، ورحب به... إنه عامل جديد من دون شك، لم يتعرف على بطاش.



لم يتغير شيء منذ أن بدأ المفتش يرتاد هذا المكان، نفس الصور في حائط الفندق لوهران القديمة، وأخرى لشخصيات مرموقة، قد أقامت في النوبة، ابتسم أمام صورته، معلقة أمام بعض الوزراء... غريب لم تعلق إلا حديثا... " علق بطاش في قرارة نفسه ، شد انتباهه صور أخرى لنجوم الغناء الجزائريين وبعض الرياضيين...


حدَق في الصالون بأرائكه الكبيرة والمصنوعة من السكاي... الاستقبال تحت الأدراج، تبادل كلمات ترحيب من نادل... أخيرا وجه مألوف... لقد تعرفا على بعضهما تبادلا كلمات لطف وترحيب


_ أنا الآن في وسطى... في مخبئي ! " قالها بطاش


كانت الحسرة بادية على وجه بوعلام، لان هجرته نحو هذه المدينة سببها مناخها الذي يستثنيها من البرد، تبسم وترك العنان لمحاورة مع نفسه : "وهران حزينة...وأمير الذي كان يمازحني، حين كان يقول أنني ذاهب لأحتفل بعيد النويل Noel في إحدى الحانات...". تبسَم.

ثيزيري رواية بوليسية بطلها المفتش بطاش. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن