اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
زهرة حمراء اللون رقيقة جداً كرهتها منذ الطفولة.
كانت مجرد وردة أراها في الغابات وأحياناً على حافة الطريق. لكني لم أحبّها يوماً لأنها تهترئ بسرعة، مركزها أسود و تجذب النحل بشدة وتنمو في الزوايا العفنة و الرطبة من الغابة ..
و كرهتها أكثر منذ بضعة سنوات ..
يُحكى و يُقال (كما قصّت عليّ أمي) أن هذه الزهرة تنمو حيث سوف تُسفك الدماء. بمعنى أنها مدعى شُؤم.
قالت أمي أنه في المكان الذي ينتشر به لونها الأحمر ستفوح رائحة الدم.
ذكرت لي ذلك لأنها رأت مشهداً أثناء رحلة سفر في السيارة.
حقول و أراضي ممتدة أسفل جسر و قد لّوّحها اللون الأحمر على امتدادها. كانت شقائق النعمان منتشرة على مدّ البصر على غير عهدنا بالمنطقة
و استشعرت أمي الريبةَ من المشهد.
فتلك الورود لم تكن ورود زينة وإنما شقائق النعمان !! ورود الدم !
سرد هذه الذكرى يُدمع عيناي، لأن تلك الأراضي كانت تقع في مدينة أريحا شمال سورية أي في محافظة ادلب. وحتى الجاهل يدري ما يحدث هناك اليوم.
تحققت النبوءة .. أنهار الدم تجري و تتدفق كحقل من شقائق النعمان.
ما دفعني لسرد الحكاية هو تعثّري هذه الليلة بلوحات لرسام اسمه : Jacqueline Hurley له مجموعة لوحات عن الحرب العالمية الثانية.
تتميز اللوحات باحتوائها على هذه الزهرة باللون الأحمر بينما تمثل الخلفية مشهد من مشاهد الحرب. و قرأت أن هذه الزهرة ترمز لدماء الشهداء التي انسكبت أرضاً .. و أظن أن بعضكم يعرفها بهذه الرمزية بالفعل..
