-W.

121 12 4
                                    

"سررت بلقائك، أدعى نيكولاس أليكسيفيتش"


نطق مبتسماً بينما أنظر أنا إلى يده المعلقة في الهواء أمامي، هذا الاسم و الوجه يمنحانني طمأنينةً غريبةً و مألوفةً في الوقت ذاته!

"نيكولاس.. أليكسيفتش؟!"
تمتمتُ متسائلاً ليومئ عدة مراتٍ و لا تزال تعابيره هادئة.

"هل حصل و تقابلنا في وقتٍ سابق؟!"
سألته أعقد حاجبي مركزاً، لا أستطيع إلا الشعور بأننا نعرف بعضنا قبل الآن!

بان الاستنكار في ملامحه رغم ثبات ابتسامته، ثم أجاب بلطف

"لا أذكر أن شيئاً كهذا قد حصل!"
تنهدتُ ليعيد هو ذراعه إلى جانبه ينقر بخفةٍ على مقعده، هل أستفسره عن البقية أم ألتزم الصمت؟ أيضاً، هل هو من خيل إلي وجوده في الكنيسة و حولي؟!
فكرتُ عميقاً و لا أظنني أجد الخيار الأنسب، أعني، أليس من الغريب كونه يتصرف بهذه الأريحية رغم أننا وحدنا في مدينةٍ واسعةٍ لا نعلم أين رحل سكانها؟! أو تراه يعلم؟!

نقلتُ بصري إليه مجدداً و قد كان يكتب شيئاً ما في دفتره، و عندها اقتربتُ أكثر لأكتشف ماهيته.

'٦، تشرين الأول، ٢٠١٢'

ضيقتُ عيني، هل هو تاريخٌ مهمٌ بالنسبة له؟
قاطع تفكيري يسألني بابتسامته العفوية التي نقشت على وجهه

"ما اسمك؟!"

-"أوه، آدم، اسمي، آدم جيرالد"
تمتمتُ ليعيد اهتمامه إلى دفتره مرةً أخرى و دوّن أسفل التاريخ ذاك

'اليوم الأول للقائي بصديقي الجديد و الوحيد، آدم جيرالد'

لحظة، هل هو يتحدث عني الآن؟ الأمر يزداد غرابة و أنا لا أملك إلا رمقه بتعجب!
أشرتُ إلى ما خطه و قد استفسرت

"ألا يعني هذا أننا تقابلنا قبل ثلاث سنوات؟! في التاريخ الذي كتبته؟!"

-"ما الذي تتحدث بشأنه؟!"
رفع حاجبه مستنكراً ثم ربتَ على شعري برفق يستطرد

"إنه اليوم، أقصد أنا أتحدث عن الآن آدم"

أنا حقاً لا أفهم شيئاً مما يحصل هنا!

"لكننا في ٢٠١٥"
أصررتُ موضحاً ما أعنيه، و لكنه هز وأسه نافياً بخفة

"نحن في ٢٠١٢ يا صديقي!"
و بما أن ملامحي لا تزال مستهجنةً فقد رفع هاتفه مضيئاً شاشته لتظهر عليها الساعة و التاريخ.

مع ذلك لم أحفل بما فعله، لا بد أن هاتفه معطوب!

"البارحة كنا في آيار ٢٠١٥"

منفي. Where stories live. Discover now