-I.

366 19 42
                                    


"توقف أيها البغيض!"
صاح منادياً الذي يركض بأقصى سرعته بينما ضحكاته تتعالى، نظر إلى قطعة الكعك في قبضته اليمنى ثم انحنى يعدو إلى الممر الواسع و قد زاد من سرعته حتى ما عاد يشعر بأقدامه!

-"إلهي!"
نبس منزعجاً و قد قاطع طريقه جسدٌ ضخم الجثة!
رفع نظره إليه يبتلع ريقه ما إن لمح البزة الرسمية التي تعتلي جسم الآخر تتوسطها بقعةٌ بيضاء خلفها اصطدام الكعكة بها!

عدل الضخم نظارته بحركةٍ اعتاد فعلها يبث الرعب في قلب الأصغر أمامه، كان وجهه مسوداً مما أفزع الآخر حتى اصتكت ركبتاه!

-"أنا أعتذر أستاذ جاكسـ.."

"أريد رؤيتك في غرفة الاحتجاز بعد الدوام سيد جيرالد!"

قاطعه الأستاذ حازماً فتوسعت أعينه الزمردية بغير تصديق يهتف

"و لكنني لم أفعـ.."

"تركض في الممرات، تهرب من حصتك، و البارحة أيضاً هربتَ من المدرسة في وقت الدوام! أتريد أن أضيف شيئاً آخر؟!"

عد السيد جاكسون على أصابعه و نظر إليه نهاية حديثه بحدة

"هل يمكنك التفضل إلى فصلك الآن؟!"

-"آهٍ، حسناً"
تذمر الفتى منزعجاً و ابتعد يغذ خطاه إلى الغرفة الصفية تحت أنظار أستاذه الحثيثة ليتأكد من عدم هربه، أقدامه كادت تحدث زلزالاً من شدة غيظه!
فالسيد جاكسون لا يوفر فرصةً لمعاقبته على أبسط فعلٍ كما يرى!

زفر يدلف الغرفة البيضاء، الجدران الباهتة وحدها تزيد من انزعاجه!

تلقى المزيد من التوبيخ بسبب تأخره عن فصله، ثم أذن له أستاذ الرياضيات بالدخول.

سحب كرسيًّا يلقي بجسده عليه و انتزع سترته الرمادية يكومها على المقعد ليتوسدها.

لم يمتلك شيئاً لفعله عدا مراقبة عقارب الساعة و هي تتحرك بأبطئ ما يمكن!
لماذا يتوقف الزمن في الوقت الممل دائماً؟!

شعر باهتزازٍ في جيبه الأيسر لينظر إلى معلمه، كان يوليه ظهره و قد أباد اللون الأبيض للوح عن بكرة أبيه يرص كل الأرقام و الرموز الممكنة فيه!
رغماً أن أحداً لا يستمع إلى ما يقوله باستثناء اثنين جالسين في المقعد الأول، لكنه لم يوفر صوته و أقلامه في الشرح!

أخرج الأخير هاتفه بحذرٍ يتفحص إشعارات الرسائل التي زينت الشاشة الرئيسية،

-عقاب الرب لإنك سرقتَ طعامي :) -

ابتسم بتملقٍ ليرد برسالةٍ أخرى

منفي. Where stories live. Discover now