12|| اضرب لكن اِسمع

528 43 39
                                    



[ اضرب لكن اِسمع ]

عاش في قديم الزمان ملكٌ له ثلاثة أبناء. وذات يوم قدم إليه
رعاياه وقالوا له: «أيها العدالة متجسدة! إن المملكة قد تعرضت
لإجتياح اللصوص وقطاع الطرق. لقد صارت ممتلكاتنا
في خطر. إننا نتوسل إليك أن تقبض على أولئك اللصوص
وتعاقبهم».

قال الملك لأبنائه: «یا أولادي، لقد صرت شیخًا هرمًا ،لكنكم
في ذروة شبابكم. كيف حدث أن مملكتي مليئة باللصوص؟ إني
آمل أنكم ستقبضون على أولئك اللصوص». .

قرر الأمراء الثلاثة أن يتناوبوا على حراسة المدينة كل ليلة.
ثم أقاموا مركزًا في ضواحي المدينة أودعوا فيه خيولهم. في
أول الليل، تولى الأمير الأكبر التجوال على حصانه في المدينة
كلها فلم يجد لصّاً واحدًا،وعاد إلى المركز. وعند منتصف الليل
أعقبه الأمير الثاني فركب جواده و جاب المدينة كلها فلم ير لصًا
واحدًا فعاد هو الآخر إلى المركز. وبعد ساعات من منتصف الليل
ذهب الأمير الأصغر للقيام بجولته، ولما اقترب من بوابة القصر
حيث يقيم أبوه، أبصر امرأة جميلة تخرج من القصر. ابتدرها
بالكلام سائلا إياها عمن تكون وإلى أين تذهب في تلك الساعة
من الليل.

أجابت المرأة: «أنا راج لاكشمي، الحارسة الالهية لقصر الملك.
والملك سيقتل الليلة، ولذلك فلم تعد من حاجة لوجودي هنا».

لم يدر الأمير ما معنى هذا. وبعد برهة من التفكير، قال
للإلهة: «لكن افترضي أن الملك لم يقتل الليلة، فهل لديك مانع
في أن ترجعي إلى القصر؟».

فردت: «لا مانع لدي».

عندئذ توسل الأمير إلى الإلهة أن تدخل، واعدة إياها أن يفعل
ما في وسعه ليحول دون قتل الملك. رجعت الإلهة إلى القصر،
وعلى الفور ذهب الأمير إلى وجهة لا يعلم بها إنسان.

قصد توّاً حجرة نوم أبيه الملك فوجده غارقًا في النوم.
وكانت زوجته الثانية نائمة في سرير آخر في الحجرة ذاتها.
وكان المصباح يرُسل ضوءًا خافتًا. وكم دهش الأمير حين رأى فجأة أفعى ضخمة تلف وتدور حول سرير أبيه.

قطَّع الأمير الأفعى إلى مئة قطعة ثم وضعها في طبق أوراق التنبل والبهارات الذي كان في الحجرة. وبينما
يقطَّع الأفعی، سقطت قطرة دم على صدر زوجة أبيه التي كانت نائمة غير بعيد منه. انزعج الأمير جدًا،

وقال لنفسه:«لقد أنقذت أبي لكني قتلت زوجته التي تعد بمثابة أمي». كيف يمكن إزالة قطرة الدم
من صدرها؟ ربط حول لسانه قطعة قماش بعد أن طواها سبع
طَّيات، ثم مسح بها قطرة الدم.

لكن، وفيما يفعل ذلك، استيقظت زوجة أبيه، وفتحت
عينيها، ورأت ابن ضرتها، الأمير الصغير. هبَّ الأمير خارجًا
من الحجرة. فنادت الملكة زوجها وقد عزمت على تحطيم الأمير
الذي تكنّ له البغضاء، قالت: «مولاي، مولاي، أأنت مستيقظ؟
أأنت مستيقظ؟ انهض. انهض. اسمع الخبر العجيب». .

أرَفُـف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن