07 || أُسطورة الحُب أعمى

732 90 50
                                    


- أُسطورة الحُب أعمى *-

" تدور هذه الأسطورة على الأرض قبل مجيء الإنسان ! تقولُ الأسطورة أنّه عندما كانت الأرض خالية من البشر
كانت الفضائل و الرذائل تحوب الأرض ، وكانت تشعر بالمملل الشديد ، فأراد الإبداع أن يجعلَ الأمر أكثر حماساً .
فاختارع لعبة ( الاستغماية ) !

فراقت الفكرة للجميع وتحمسوا لها ، وصرخ الجنون قائلاً : أريد أن أبدأ ، أنا سأغمض عينيَّ أولاً وأبدأ العد ،
وأنتم عليكم الاختباء ، ثم سأحاول العثور عليكم واحداً تلو الآخر !

فوقفَ عند جذع شجرة ووضعَ يديه على عينيه ، وبدأ
العد ، واحد ، اثنان ، ثلاثة . . .
وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء ،
فاختبأت الرَّقة في وردة ، واختبأ العطاء في غيمة ،
واختبأت القسوة في كومة حجارة ، وهكذا حتى اختبأت
الفضائل والرذائل جميعاً إلا الحب !

وقف حائراً كعادته لا يملك قراراً ، ولكنه عندما سمع الجنون قد اقترب من بلوغه المئة ، اختبأ في سنبلة القمح ،
فتح الجنون عينيه وكان ذكياً جداً

سرعان ما وجد الرَّقة مختبئة بين الورد ، وشاهد العطاء في الغيمة ، واكتشف القسوة عند كومة الحجارة ،
وأكمل بحثه يكتشف فضيلةً ، ويعثرُ على رذيلة
ولكنه لم يستطيع أن يكتشف الحُب ،
فلم يخطر بباله أن يكون قريباً منه إلى هذا الحد ، عند السنبلة التي كان يعدّ المئة قربها !

غضب الجنون من فشله ، وأراد أن يكتشف الحب بأي ثمن ،
فأخبره الحسد أن الحب مختبئ في سنبلة القمح ،
فأخذ غصناً مليئاً بالشوك وتوجه إلى السنبلة وضربها !!

فدخلت الأشواك في عيني الحب وفقد بصره وصار أعمى !
صاح الجنون نادماً : يا إللهي ، ماذا فعلتُ ! وماذا يحب عليّ
أن افعل لأكفر عن خطئي هذا ؟

فقال له الحب : لن تستطيع أن تعيد إليّ بصري مهما حاولت ، لهذا عليك أن تقودني طوال العمر ، ومن يومها مشى الحبُّ في هذه الأرض أعمى يقوده الجنون !

- الحب ليس أعمى ، إنه عاطفتنا الأبصر ، ولكنه يعمي -

_______________

* مقتبس ؛ رواية نطفة - أدهم شرقاوي
قصة قصيرة من وحي الأساطير قبل النوم

دمتم بخير ؛

[ 181103 ]
[ 2:00 ] am
..

أرَفُـف Where stories live. Discover now