17
"مولاي، سمو الأمير تايهيون يطلب إذن الدخول"
ذاك الصوت الذي بدا ضعيفا وبعيدا قد كان كافيا
ليخرجه من شروده، فنظر للخلف ليرى حارس غرفته
ينحني له منتظرا أوامرهقبل دخول الحارس هو كان يتخذ مجلسه المعتاد
أمام باب الشرفة الواسع، يحدق في غروب الشمس
ويتأمل ألوان السماء الناعمة، والغيوم التي أصبحت
وردية مثل أشجار الكرز المزهرة، ذلك الهدوء الجميل
سرعان ما دفعه في دوامة تفكير عميقةوما كان ليحتل عقله بذلك العمق إلا أمران، شؤون
دولته وشعبه هي أولها، وجيانغ هي الأمر الثانيفمنذ الصباح وهي مختفية داخل غرفة العلاج، منذ
أن ذهبت مع الطبيب ليعالج عينيها، لم تخرج لأن الأمر
كان يستدعي وقتا طويلا، وعلاجا متسلسلا لا ينقطعأي أن عليها البقاء إلى أن يبدأ غشاء عينيها بالذوبان
وهو أمر مؤلم جدا في الواقع، لكن الإمبراطور لا يعلم
أفكاره ابتعدت اكثر، ليبدأ بتذكر كلامها حول استحالة
شفاء عينيها، فلماذا كذبت عليه؟ بل الأهم من ذلكلماذا لم تتلقى العلاج في المعبد؟
لماذا رفضوا معالجتها؟ مع انه يعلم أنهم يجيدون الطب
ويعرفون أسراره، فهو يتذكر أن يونقي قبل بضعة أشهر
كان يحاول معالجة ابن أحد النبلاء والذي حمل مرضا
غريبا، وعندما فشل في ذلك، قام بإرساله إلى ذلك المعبد
باقتراح من جيانغفتعافى بعد أسبوع واحد
في النهاية هو توصل إلى اكثر الإجابات البديهية والتي
لم تكفي لإشباع فضوله وقطع شكوكهإن كان المعبد يرفض معالجة عينيها، فذلك قد يكون
عائدا إلى كونهم يؤمنون أن مهاراتها القتالية سوف تتراجع