Playback; Moonlight-Beethoven
بإمكانِ الشاعر أن يجهل علوم اللغة، والإعلاميّ ألا يُلم بالسياسة، وبإمكان صاحب المشتل أن يعاني الحساسية، والطبيب أن يُدخّن. حقيقةً، لن يختل شيء في العالم المرِن.
قد يكون أسوأ ما قد يعارض النظام البشريّ هو وضعُ السّاسة في موضع التُجّار، أو إحلالُ الأنظمة لإرضاء نعيقِ كلّ من قال: "أنا ليّ في هذا حقّ"
لكن ذلك ليس من شأنه أن يجعل المياة تجري للأعلى، ولا أن يجعل النعجة تصطاد الليث، ولا أن يجعل الهواء مُلوّنًا.
كل شيء يفعله بنو البشرِ مفصولٌ بشكلٍ كلّيّ عما حولهم، حتى لو قال البعض أن الإنسان يؤذي البيئة، بطريقة أو بأخرى، فهذا خاطئ، لأن تلك الطبيعة ستضل تستقبل إهماله وسوء استثماره، ثم ستستغرق قرنًا أو ألفيّةً من عمرها لكي تتخلص من ذلك الأثر، آنئذٍ سيكون حفيده العاشر قد خلِفه.
الأرض حكيمة لأنها عاصرت جيلًا تلو الجيل، عاشت ورأت كثيرًا، لذا هاهي تشاهد بصمت، وتعلم أن ما يحتزنها لن يدوم، وِفقًا لتجاربها التي باتت تتكرر.
إنها ليست خائفة، هي فقط لن تثور وتصب صَهرَ بطونها حُممًا على رؤوس البشر، لأنها تعلم أنها أصبحت أكبر من أن تفعل، أكبر وكثر عراقة وثمنًا.
وإن كان لإنسانٍ أن يدرك كل ذلك، فستكون أقصر الطرق هي المفارقة، عيشُ دورين، في آنين مخلتفين.
ثرثر في البداية بسبب وبدونِ سبب، ثم وضع كفّه على فمه ليلتقف كلماته، وأخيرًا صمت صمتًا مُطبقًا. واختار أن يستقبل كثيرًا، في كل ثانيةٍ سيتوجب عليه فيها الحديث، هو سيصغي أعمق بالعِوض.
شعر بحكمة الأرض والإله، كما شعر بالعجزِ أحيانًا.
عاجزٌ لأنه في حالِ كان نطقه لحوحًا، كان لا يستطيع، يشعر بفكرة السكوت الحليمِ أقوى من ذلك الإلحاح بقدر بسيط. وهذا ما يجعله مضطربًا.
لو كان قد اعترض على نوعِ الأشرطة التي سجل بها المنتجون "منتجع إفرلاند تحت الثلج" لكان البرنامج أكثر تشويقًا وإثارة وإدرارًا للربح. ولكانت سمعته كمهندسِ صوتٍ أكثر ألقًا.
كيم جونغإن، الطبيب النفسي، الذي يكرهه، وهو الآخر يفعل المثل-عرض عليه أن يساعده في هذا.
لقد قال بهدوء واثق، صادِق، حقيقيّ بكل أوجه الحقيقة الحلوة والمرّة: اسمعني جيدًا، كما لا ترى، أنا البشري جونغإن أمقتك دون سبب وجيه، لذا أرجوك راعي هذا الشعور دون غيره. أما أنا الطبيب، فأرى فيك واجبًا، لذا أرجوك أخبرني إن كنت حقًا تنوي العلاج، إن لا، فاتكرني في حال سبيلي، وإن نعم، فسأبذل حياتي لتتمكن من الحديث مجددًا.
أحياته يمكنه بذلها لهكذا غرض؟ لشخصٍ يمقته؟ إنه شخصٌ يعيش دورين، في آن، بمنتهى البراعة والتفاني.
