ليالي البدر

الفصل الحادي عشر

مرت الليله واشرقت شمس الصباح فتململ بدر في نومه فوجد نفسه يغفو بجوار ليالي وراسها علي صدره فنظر الي وجهها الملئ بالكدمات من أثر صفعاته لها فتنهد
بدر :مش عارف اقولك اسف ولا اقولك اني معزور انا اتربيت وكبرت علي الكره والحقد علي ابوكي وعليكم كلكم مش بأيدي اللي بيحصل بس انا عاهدت بابا اني هنتقم منكم واجيب له حقه من اللي ظلموه وظلموني معاهم اللي انت فيه ده مايجيش نقطه في بحر اللي انا شفته ورجع بدر بذكرياته للماضي
Flash back
في الملجأ كان يجلس بدر هو ورائد يتناولوا الطعام مع زملائهم في الملجأ ثم اتي مشرف الملجأ فهمي
فهمي :كفايه اكل يلا انت وهو ويلا عايز الملجأ كله في ظرف نص ساعه بيلمع
بدر :احنا هنا مش خدامين مش كفايه بتشغلونا وبتاخدوا فلوسنا اللي بنشتغل بيها
اقترب منه فهمي :الله الله بدر ابن الحرامي رد السجون بيتكلم انت ابن حرام يلا حد عارف امك عملت ايه وسابت ابوك وهربت انت اللي زيك مكانه اصلاحيه الأحداث مش المدارس المحترمه دي
بدر بعصبيه وهو يمسكه من مقدمه ملابسه :اوعي تجيب سيره ابويا علي لسانك ابويا اشرف منك ثم ضربه براسه في وجهه جعله يسقط علي الارض
تجمع عليه العاملين في الملجأ وقاموا بضربه وتعذيبه وحبسه في غرفه مظلمه لمده يومين بدون طعام واجبروه علي الاعتذار لفهمي مشرف الملجأ وان يقبل قدمه أمام الجميع حتي يصبح عبره لهم
وكان كل يوم يذيد حقده وكرهه لسراج الدين ووالدته ولفهمي الذي انتقم منه بعد ذلك ورد له الصاع صاعين وسنعرف ذلك في الأحداث القادمه
Back
نزلت دمعه من عيون بدر مسحها باصابعه ثم نظر الي ليالي وقام بنزع المحلول من يدها ثم نهض واتجه الي المطبخ وقام بإعداد بعض الطعام والعصير ودلف الي الغرفه مره اخري ووضع الطعام علي المنضده ثم خرج من الغرفه وخرج من المنزل
استيقظت ليالي ونظرت حولها فتنبهت انها في غرفه بدر وعلي فراشه
ليالي :ايه ده انا ايه اللي جابني هنا
ثم شعرت ببعض الألم في رأسها فوضعت يدها على رأسها فوجدت راسها مربوط
ليالي :هو ايه اللي حصل وانا جيت هنا ازاي ثم نظرت علي المنضده وجدت الطعام والعصير فابتسمت بسخريه :معقول يكون ابو قلب حجر هو اللي نقلني هنا وعملي اكل كمان جلست ليالي تتناول الطعام بنهم شديد
في مكان آخر في منزل عز الدين ووالدته
آثار :وبعدين يا عز احنا بقي لنا اكتر من شهرين وماوصلناش لحاجه
عز :اصبري يا ماما ان شاء الله هنلاقيه في واحد ظابط اتعرفت عليه هنا وقالي انه هيساعدني اننا نلاقيه وان شاء الله هنقدر نوصله بس تفتكري لما نوصل له بعد كل السنين دي هيصدقك
آثار :انا عارفه ان هيبقي صعب انه يصدقني بس انا مش هستسلم وهفضل وراه لحد ما يصدق اني بريئه ومفيش حاجه من اللي ابوه وكوثر قالوها لها صح
عز :ياريت يا ماما
آثار :وعمك زين الدين مقدرتش توصل لأي معلومات عنه
عز :لا يا ماما مفيش اي حاجه عنه
آثار :احنا كنا علي اتصال بيهم انا وسراج الله يرحمه بس فجأه هما قطعوا الاتصال وسابوا اسكندريه ومعرفتش هما راحوا فين
عز :انا كل اللي يتمناه اني اقابل بدر اخويا وليالي اختي ونتجمع تاني مع بعض
آثار :ان شاء الله ربنا يقرب البعيد
عند بدر
كان يجلس مع رائد في إحدى الكافيهات
رائد :وسيبتها ليه بس يا بدر وهي تعبانه
بدر :انت عايزيني اعمل ايه يعني اقعد جمبها اعمل لها ممرضه
رائد :حرام عليك هي تعبانه ومش هتقدر تعمل حاجه لنفسها
بدر :اه يعني انا اتجوزتها عشان انتقم منها اقوم انا اخدمها مش كده
رائد :هتفضل زي ما انت انا هقوم امشي
بدر :رايح فين
رائد :عندي معاد مع سهر
بدر :انت لسه مصمم تكمل في الموضوع ده
رائد :وايه اللي هيخليني ابعد عنه
بدر :مش انت اللي هتبعد عنه ليالي اللي هتقول لسهر وتبعدك عنها
رائد :ان شاء الله ليالي هتفهم اني مش موافقك علي اللي بتعمله ده
بدر :مكنتش اعرف انك حنين اوي كده
رائد :بكره هتعرف اني عندي حق في كلامي وصدقني هتندم في وقت مفيش فيه رجوع سلام
تنهد بدر وطلب قهوه وتذكر استيقاظه في الصباح عندما كانت ليالي نائمه علي صدره فابتسم ابتسامه صغيره ثم هتف :ايه يا بدر اوعي دماغك تروح للسكه دي انت قدامك هدف ولازم تحققه
عند حازم
كان يجلس مع صديقه في إحدى المطاعم
حازم :تصدق بعد كل اللي قلته لها ده برده اتجوزته
صديقه :يمكن مش مصدقاك
حازم :لا انا متأكد انها صدقتني بس مش عارف هي عملت كده ليه
صديقه :طب انت محاولتش تكلمها
حازم :كلمتها كتير تليفونها مقفول وعرفت من واحده صاحبتها في الجامعه انها سافرت مرسي مطروح معاه ومش هترجع الا لما الاجازه تخلص انا حاسس انه هددها واتجوزها غصب عنها
صديقه :ازاي بس يا حازم
حازم :شكلها اخر يوم شفتها فيه بيقول انها عمرها مكانت هتوافق تتجوزه برضاها
صديقه :وانت ناوي علي ايه
حازم :انا مش هسكت انا هفضل وراها لحد ما اعرف ايه الحكايه وايه اللي حصل
عند ليالي
كانت جالسه علي الفراش بعد تناول الإفطار وشعرت بالنعاس فغت على الفراش وصل بدر ودلف الي الغرفه وجدها نائمه علي الفراش فظل يتأمل ملامحها ويلمس شعراتها بيده ثم فاق من شروده في ملامحها وقام بضربها ضربه خفيفه علي زراعها وقال بصوت عالي :قومي يا هانم انت اخدتي علي النوم هنا ولا ايه
فزعت ليالي ووقفت تنظر له
بدر :انا جبت لك اكل عشان تاكلي موجود في المطبخ اتفضلي كلي ومش عايز اشوف وشك النهارده فاهمه
نظرت له ليالي وانصرفت
امسكها بدر من زراعها وهتف بصوت عالي :اخر مره اكلمك وما ترديش عليا وتسبيني وتمشي فاهمه يلا غوري من وشي
ذهبت ليالي الي المطبخ وجلست في مكانها وهي تبكي حالها حتي استسلمت للنوم
ومرت الايام وكانت لا تلتلقي ببدر الا قليل حيث انه كان يخرج في الصباح ويعود في المساء ويحضر لها الطعام ويتركه علي المنضده ويذهب ويتركها لحالها طوال اليوم كما أنه سمح لها أن تتحدث مع عمها وأولاد عمها وزوجته حتي لا يشعروا بالقلق عليها
ومرت الايام علي هذا الحال وفي يوم اتي بدر وهتف
بدر :ليالي ليالي
أتت ليالي علي صوته
ليالي :نعم
بدر :انت لسه ليكي علاقه بحازم
ليالي :لا طبعا
امسكها بدر من شعرها :امال يا........ هو بيلف عليكي ليه وبيحاول يتصل بيكي ليه
ليالي :اه سيب شعري انا معرفش حاجه انا ماشفتهوش من زمان
بدر :امال مين اللي قالك اني انا اللي لفقت لك المحضر هه مش هو
ليالي :انت كنت بتراقبني بقي
دفعها بدر وسقطت علي الارض اه عشان عارف انك و٠٠٠٠٠٠٠وماشيه مع كل واحد شويه مره مع حازم ومره مع ساهر اه علي فكره ساهر اتقبض عليه النهارده
فزعت ليالي :ايه بتقول ايه ساهر ليه
اقترب منها بدر :خايفه قوي علي حبيب القلب
ثم وقف :الدكتور  اعتدى علي الممرضه اللي بتشتغل عنده ولما حملت منه ضربها عشان ينزل الحمل كان هيقتلها يبقي اغتصاب وشروع في قتل
صرخت ليالي :كذب كذب ساهر عمره ما يعمل كده انت اكيد اللي لفقت له التهمه دي
ابتسم بدر :طول عمرك ذكيه
اقتربت منه ليالي ارجوك يا بدر ساهر ملوش دعوه انت عايز تنتقم مني انا هو ملوش دعوه
بدر :مهو ده برده انتقام منك
ليالي :ابوس رجلك يا بدر ما تضيعش مستقبل ساهر ارجوك
جلس بدر علي الكرسي المقابل له ووضع قدم علي قدم وأشار الي قدمه :اوكيه بوسيها
اتسعت عيون ليالي من الصدمه :ايه
بدر :مش بتقولي ابوس رجلك اوكيه تعالي بوسيها
ليالي :انا مش مصدقه
بدر :خلاص براحتك انا همشي وهبقي اخليه يكلمك وهو في السجن لانه اقل حاجه هياخد من 20 ل25 سنه
ليالي :لا لا خلاص
بدر :خلاص ايه
ليالي :هعمل اللي انت عايزه
بدر :اللي هو ايه
ليالي وهي تشعر ان العالم يضيق عليها وان روحها تنسحب منها :هبوس رجلك
رجع بدر بظهره علي الكرسي :اوك
تقدمت ليالي منه ببطئ واقتربت من قدمه ونزلت علي ركبتيها وقبلت قدمه ودموعها تسبقها ثم نهضت وابتعدت عنه
بدر بابتسامه :كان نفسي ابوكي يشوف اليوم ده وانت راكعه تحت رجلي بتبوسبها بس مش مشكله دلوقت بقي نقدر نتفاهم
ليالي :يعني ايه
بدر :يعني مفيش حاجه ببلاش
ليالي :انت خلتني ابوس رجلك عشان تطلعه
بدر :لا انت بوستي رجلي عشان اتكلم معاكي ونتفق وزي ما قلت لك مفيش حاجه ببلاش هتاخدي حاجه يبقي تدفعي قصدها حاجه
ليالي :وايه الحاجه اللي انت عايزها
اقترب منها بدر وامسك خصله من شعرها :انت
فزعت ليالي من اقترابه وبعدت عنه :نجوم السما أقرب لك من انك تقرب لي أو تلمس شعره مني
بدر :براحتك انت اللي مش عايزاه يطلع خلاص اه علي فكره نسيت اقولك ان عمك تعبان اوي ونقلوه المستشفي بعد ما قبضوا علي ساهر وانا عشان ابقي كريم معاكي هسمح لك تكلمي سهر تطمني عليه ووضع لها الهاتف علي المنضده
اخذت ليالي الهاتف ودلفت الي المطبخ وقامت بالاتصال بسهر
سهر :ليالي شفتي اللي حصل لنا
ليالي :اهدي يا سهر بابا عامل ايه
سهر :بابا تعبان اوي وفي العنايه المركزه ومش بيقول غير عايز ساهر
ليالي :اطمني يا سهر بدر هيتصرف وان شاء الله يعرف يطلعه انا مش عارفه اجي لكم عشان شغل بدر بس انا هحاول اجي في أقرب فرصه خلي بالك من ماما وهبقي اكلمك تاني سلام
خرجت ليالي من المطبخ ونظرت لبدر الجالس علي الكرسي
ليالي بدموع :انا موافقه
بدر :افهم من كده انك بتعرضي نفسك عليا عشان خاطره مكنتش اعرف انك بتحبيه اوي كده
ليالي بصوت عالي :انت ايه شيطان انا ازاي معرفتش انك حقير اوي كده من الأول
اقترب منها بدر وصفعها علي وجهها وامسكها من شعرها :انا حقير ماشي انا بقي هوريكي الحقارة بجد