-02-

91 7 0
                                    


جاكسون ..2..


.
.
.
.
.

- عذرا سيدي!
التفت نحو صاحب الصوت الطفولي الناعم الذي نادى عليه ليفاجأ بكونه الطفل المدلل وقبل أن يرد استأنف الصغير ذو خصلات الشعر الفحمية التي راحت تزعج عيناه وتتسبب له بالحكة قائلا بينما يمد له ما أسقطه بابتسامة بريئة واسعة قد أظهرت غمازتيه اللطيفتين.
- منديلك سيدي لقد أسقطته.
تجاهل جاكسون ما قاله و راح يستجوبه كمحقق يحاول الوصول لحقائق متعلقة بقضية ما:
-أخبرني أيها الصغير، ما هو اسمك؟

"أدولف سيدي"
"سأبلغ السادسة قريبا سيدي، أبي جراح إنه كين صاحب مستشفى بيون الخاص، ألا تعرفه؟"

ببراءة وسذاجة أطفال راح أدولف الصغير يجيب على أسئلة الكستنائي بكل صدق ونية صافية، دون أن يلاحظ خباثة تلك
االبتسامة العريضة التي بادلهوإياها بأخرى بريئة فيما هبت نسائم رياح قد تراقصت على لحنها خصلات شعره.
- حسنا إذن شكرا.
- سيدي منديلك ألن تأخذه؟
- يمكنك الاحتفاظ به ريثما يحين اليوم الذي نصبح فيه قادرين على اللقاء مرة أخرى سآخذكما سويا حينها.. وبهذا أضرب
عصفورين بحجر واحد.

قهقه باستمتاع مراقبا ملامح الجهل وعدم الاستيعاب المرتسمة على وجهه الصغير، بعثر شعره ورحل مغادرا فيم التقط أدولف الكرة التي أتى من أجلها بعدما دس المنديل في جيبه وعاد إلى صديقه الذي استقبله عاقدا حاجبيه الخفيفين وباستنكار وقليل من الفضول سأله: لماذا تأخرت كل هذا الوقت وحول ماذا كنت تتحدث مع ذلك الغريب؟
- لا شيء مهم فقط..
وراح يقص ما جرى من حديث بينه وبين جاكسون بكل براءة ليزداد انعقاد حاجبي صديقه باستغراب أكثر وبقلق طفيف أردف
معلقا: ألا تعتقد أن الأمر غريب، إلى أين يريد أخذك على أي حال؟
بدأ أدولف يلهو بالكرة بينما يجيب على استفسارات رفيقه بغير اهتمام ثم احتضن الكرة بين ذراعيه، وسأله: لماذا كل هذا
الفضول لديك.. هل تشعر بالغيرة؟
- ولمااذا أغار من وحيد مثلك؟ فأنا لدي أمي لتعتني بي وأملك أختا صغيرة ألهو معها في المنزل على عكسك أنت أيها الوحيد
المسكين، كل ما في الأمر أن أبي منعني من التحدث مع الغرباء خشية أن يكونوا مجرمين أو مختطفي أطفال.
اكتفى أدولف بالصمت ثم بهدوء أعاد الكرة له قبل أن يلتفت قاصدا العودة إلى والده الذي استقبله بحضن كبير وكثير من القبل. فطلب منه العودة إلى المنزل.

- بهذه السرعة!
- أجل أنا أشعر بالتعب.
بهدوء مريب برر أدولف لوالده الذي لاحظ للحظة اختفاء اللمعان الذي يتواجد عادة في نظرات طفله حين يكون متحمسافتفحص جبينه عاقدا حاجبيه ثم بارتياح ابتسم عندما وجد أن حرارته عادية..
- ألقاك لاحقا فرانس.
و دّع صديقه ثم استقام بوقفته وغادر رفقة أدولف الذي سرعان ما أبطأ سيره ليطلب من والده حمله..
-إلى هذه الدرجة أنت متعب؟ سأل الأب بينما يراقب حركاته المريبة تلك، لكنه أكمل سيره نحو المنزل حاملا إياه في النهاية.. التقط المفاتيح من جيب سترته وفتح الباب، ليتوجه مباشرة نحو غرفة النوم، وزفر

لعبة الحياة (بداية الحكاية)Where stories live. Discover now