الفصل الثالث

42.9K 834 29
                                    

الفصل الثالث
نيران العشق والهوى
بقلمي: هدير ممدوح

العشق كالمرض يتسلل بقلبك دون استئذان؛ فيستوطنه؛ وعلاجه الوحيد هو ان تجتمع بمن تحب..

هتفت ندى قائلة بحدة:
_كيف ده يما عاوزة تجوزيني العمدة، اللي كنت امبارح هتخطب لابنه لا عاد ده أنتي عجلك راح خالص..
قبضت فتحية برفق على يدها وقالت بحنو على غير العادة:
_اجعدي يابتي..
جلست ندى على طرف الفراش خلفها ووالدتها بجانبها واسترسلت فتحية حديثها:
_أسمعي، أنتي حلوة وصغيرة ومتعلمة وألف واحد يتمناكي..
هتفت ندى بحنق:
_واهو أنتي من بين الألف أخترتي العمدة اللي كد "قد" أبوي.
وخزتها فتحية بخفة قائلة:
_أسمعيني للأخر يابتي، دلوجتي لما تبجي مرت العمدة هيتسمع كلامك والشورى هتبجى شورتك وغير كِدة حجك هيجيلك لحد عندك، العمدة وعدني إنه مش هيسكت غير لما ناخد حجنا على داير مليم،يعني السلطة والمال هيكونوا تحت أِمرتك.

هتفت ندى بامتعاض:
_أنا لا عايزة سلطة ولا مال..
وهدأت نبرتها واستطردت..
_يما هو الجواز إيه غير راحة البال وهدوان السر.
هتفت فتحية بحدة:
_يعني إيه جولتك يابتي.
هتفت ندى بعجل وحزم :
_لا، يعني لا يما.
هزت فتحية رأسها بجمود قائلة:
_خليكي على كيفك يابتي.
ألقت فتحية جملتها تلك، ووثبت قائمة للخارج، فوقفت ندى واقتربت من باب غرفتها لتغلقه من الداخل واتكئت عليه بظهرها وقالت برجاء:
_يارب، ارحمني من ده كله يارب، واجعل أيوب من نصيبي يا قادر ياكريم.

بحجرة فتحية تقدمت من الطاولة الصغيرة المنزوية بإحدي أطراف الغرفة وألتقطت هاتفها الذي كان يتوسطها..
أخرجت إحدى الأرقام ووضعت الهاتف على
أُذنها منتظرة، أستجابة الجهة الأخرى للمكالمة .. وبعد ثواني قليلة جائها الرد لتسرع قائلة بعجل:
_ألو، أيوة ياراضي ياخوي البت راسها وألف سيف أنها مش موافجة على العمدة.

رد راضي قائلاً:
_معلوم ياخيتي، علشان كِدة  أنا والعمدة عملنا حساب لـ ده كله..

قالت فتحية بتعجب:
_ناوي على إيه يا راضي جولي.

قص عليها راضي خطته وانهى حديثه قائلاً:
و بِكدة بتك هتتجوز العمدة من غير ما أيوب ولا غيره يجدر يقف في وشنا.

قالت فتحية بضيق:
_والله ما عارفة اللي هنعملوه ده صح ولا غلط خايفة ليكون عـ ظلم بتي.

رد شقيقها بحدة قائلاً:
_اتخبلتي أنتي ولا إيه، اللي هيتعمل ده هو الصُح.

غمغت فتحية بخفوت وهي تنهي المحادثة عازمة على فعل ما قاله:
_ماشي ياخوي.

                      ***********

أسدل الليل ستائره الحالكة..
وبمنزل ورد الملحق بسرايا وهدان المنشاوي..
وبغرفة بسيطة مستلقية على الفراش امرأة يظهر على وجهها الوهن والتعب قالت بضعف:
_يعني اعتماد يابتي جالتك كِدة

نيران_ العشق _والهوىWhere stories live. Discover now