الفصل الثاني

44.9K 580 29
                                    

الفصل الثاني
رواية: نيران العشق والهوى

اندفعت تنظر من باب الطابق المخصص لهم علها تلمحه وهو يهبط.. دقيقة اثنتان حتى أحست بخطواته، ومر من أمامها طيفه الجميل.. كانت تود لو تقف أمامه وتصف له مشاعرها وكم أنها أشتاقته، وكالعادة تأتيك الرياح بما لا تشتهي السفن فبتلك العواقب التي أمامهم كيف سيجتمعون؟!.
شعرت بيد أحدهم على كتفها، فانتفض جسدها واستدارت وهي تغمض نصف عين وسرعان ما زفرت بأرتياح عندما وجدت شقيقتها وليست والدتها فـ قالت بعتاب:
_كنت هموت بسببك يا هدى..
شبكت شقيقتها ساعديها أمام صدرها قائلة:
_فوتي يابت أبوي وكفاية شغل الحرامية ده وإلا اجول لامك.
مرت من أمامها قائلة بحنق:
_فايتة أهو نقطينا بسكاتك أنتي.

"بالأسفل"
صدح صوته الجهوري يقول بسعادة وهو يعانق أبن أخيه بود:
_أهلاً، أهلاً، ياولد الغالي نورت دارك ياولدي.
ربت أيوب على ظهر عمه وهتف في حبور:
_البيت منور بأصحابه.
هتفت إعتماد قائلة:
_الوكل جاهز اتفضلوا..
جلست فتحية واعتماد وإسعاف وسهر بجانب بعضهم  وبالمقابل لهم مصطفى و أيوب و ترأس المائدة الحج سلمان.
قال مصطفى بود:
_خلص وكلك ياولد عمي  وننزل نلف على الأرض..
هتف أيوب قائلاً:
_الحقيقة منتظر ضيف، بس إن شاء الله أشوف وقت فاضي وننزل سوا.
لوت بخيتة شفتاها وهتفت بصوت جهوري قائلة:
_بت ياورد، أنتي يابت، العسل الأبيض فين لـ سيدك مصطفى..
تقدمت منهم فتاة بربيع عمرها ووضعت الطبق أمام مصطفى.. فقالت بخيتة ناهرة إياها:
_اسمعي يابت أنتي من إهنا ورايح أكل مصطفى يتحط قبل أي حاجة فاهمة..

هتفت إعتماد بامتعاض:
_جرا إيه يا بخيتة، البت متعرفش كتير عن عوايدنا، نسيتي أنها جاية تخدمنا أسبوع لحد ما أمها تتعافي، أعتبريها ضيفة حدانا..

شهقت بخيتة قائلة بفظاظة:
_ضيفة، بجا بنت الخدامة أسمها ضيفة، وده من امتى..
نظرت الفتاة لأثرهم بشمئزاز، وغادرت دون ان تتفوه بشيء.. نظر مصطفى لوالده الذي كان يتناول طعامه بشراهة غير مبالي بما حدث منذ قليل فتحدث بحنق:
_مش هتجول حاچة يابوي.
رفع صابر نظره لـ نجله قائلاً ببلاهة:
_و أجول إيه ياولدي ماليش دخل بحودايت الحريم دي، وأنت كمان، كُل، كُل..فكك منيهم.

متطت بخيتة شفتاها وقالت بخفوت:
_أهو دي اللي أنت فالح فيه؛ الوكل وبس، لولا كِده كان زمانك حاطط ايدك على كل حاچة من بعد موت أخوك.

ضم مصطفى قبضة يده بعصبية وترك كرسيه واندفع مغادراً حيث الطريق التي توجهت إليه الفتاة.. دلف للمطبخ ليجدها تقوم بغسل الأواني وبجانبها خادمة أخرى التي رأته قائلة باندهاش:
_مصطفى بيه..
استدارات "ورد"خلفها لتجده واقفاً محدقاً بها فقال هو:
_نعيمة هملينا لحالنا أنا و ورد..
أطرقت رأسها أرضاً وقالت باحترام:
_أوامرك يابيه..
عقدت ورد ساعديها أمامها قائلة بتهكم:
جاي ليه يابيه!؟.
أرتبك قليلاً بوقفته و تحمحم بخفوت وهتف:
_جاي أعتذر منك على حديت أمي.
استدارت توليه ظهرها وهي تكمل عملها وقالت:
_أمك اللي غلطت مش أنت،  وغير كِده أنا مزعلتش أنا فعلاً بت الخدامة إهنا، بس صدجني يابيه أول ما أمي تتعافى وترجع لهنا هدور على شغل وأول مالاقي هاخدها من إهنا كفاية عمرها اللي ضاع وصحتها اللي راحت بسبب خدمتكم.

نيران_ العشق _والهوىWhere stories live. Discover now