بدأت تتحدّث، كانت دائِماً في نظرِها مُتحدّثةً سيّئة، تفتحُ عدّةَ مواضِيعٍ مُختلفة، او تتحدّثُ بـطرِيقةٍ غيرَ واضَحة، لـرُبما لـهذا السّببِ لم تكُن تُحبّ التّحدّثَ كثيراً، لم تُفهم أبداً.

"انا أتفهّمُكِ، أكملِي أرجوكِ." طلبَ لـتنظُرَ له، وبدا انّهُ مُهتّمٌ بـالفِعل، مِما دفعها لـإستكمالِ حديثِها.

"وافقتُ على مُواعدَتِه، ولا أعرِفُ حقّاً لمَ فعلتُ ذلِك. رُبّما الأمرُ كانَ مِثل الأفلام، او كـمُتلازمةِ ستوكهولم، لا أعرِفُ حقاً." قالت مُقهقةً أثناءَ وصولِهما الى المقهى لـيبتسمَ لها ليام لـتستأذنَ مِنهُ لحظةً قبلَ ان تذهبَ وتُحاولَ إحضارَ طلبِها بـنفسِها.

شعرُ بـالحُزنِ عليها كثيراً، ليسَ لـأنّه يشفِقُ عليّها او ما شابَه، لكنّها كانَت مُحطّمة، يُمكِنُه الشّعورُ بـذلِك، وتبدو انّها لا تزالُ كذلِك، مِمّا جعلُه يحزَن. إنطفئَ بصيصُ النّورِ الصّغيرِ بـداخِلها، باتَت فقَط جسداً أُجبرت على التحوّل إليّهِ بـغيرِ إرادتْها، وكذلك ليست سعيدة بما هيَ عليّه الآن، هي مُجرّدُ جسدٍ خاوِي.

لاحظَ إبتسامةً كبيرةً على وجهِها وعاملةُ الإستِقبالِ تُعطيها كوبينِ لـيُدركَ انّها أحضرت لهُ كذلكَ لـيبتسمَ على حركتِها الّـلطِيفة، وعادَت لهُ بـإبتسامةٍ وهي تمُدّ كوباً لهُ.

"لقد كانَ صعباً حقّاً ان أتعاملَ هُناك، لـحُسنِ حظّي أتَت تلكَ الشّابّةُ الّتي تتحدّثُ الإنجليزِية عوضاً عن الشّابّ الفرِنسي. تفضّل." قالت تبتسمُ لـيأخذُ الكوبَ مِنها، شاكِراً إيّاها على حركتِها الّـلطيفة.

"فلـتُكملِي إذا أردتِ، أُريدُ ان أعرفَ ما حصل."طلبَ منها بـلُطفٍ لـتبتسمَ لهُ أثناءَ سيرِهما بـعشوائِيّة، لـتشترفَ من كوبِها قبل ان تُكمِل.

"إذَن، واعدتُه. كانَ في الواقِعِ الأمرُ جميلاً للـغاية، لا أعرِف، أظُنّ انّهُ أحبّنِي حقّاً. لكِن في مرّةٍ فكّرت، هُو أحبّني لـأجلِ مظهرِي، لو كُنتُ تلكَ الفتاةَ البدينة، لما توقّفَ عن السّخرية، لـذا إستيّقظتُ اليومَ التّالِي وٱنفصلتُ عنه، وانا متأكدّةٌ انّ ما فعلتُهُ كان الإختيارَ الصّحيح." إستأنفت قصّتها، ولـسببٍ ما، أُعجبَ ليام بـطرِيقةِ تفكيرِها الّتي باتت سليمةً للـغاية، مُقارنةً بـقصّتها.

"غضِبَ أصدقائِي كثيراً، قالوا بـأنّني لم أكُن بدِينةً فقَط، بل عقلِي سميكٌ أيضاً لـأفعلَ ذلك، ولم أرى يوماً ولو عن طرِيق الصّدفةِ نظرةَ ندمٍ من أحدِهما على ذلكَ الحديث، لـذلكَ كُنتُ مُقتنعة تماماً انّ المُشكلةَ بِي، وليست في جسدِي."

"تعلمِين، رُبّما المُشكلةُ ليّست بكِ، بل إنها مُتصوّرةٌ في النّاسِ الّذينَ إخترتهم لـيتشاركوا حياتكِ." علّقَ ليام بعد ان إرتشفَ من قهوتهِ الدّافئة، لـترفعَ كتفيّها بـإستنكارٍ وهي ترتشفُ من قهوتِها كذلِك.

"حاولتُ ان أخوضَ علاقةً مرّةً أُخرى، لكِن الأمرُ فقط فشل، لم يتحمّل المرّاتِ الّتي كُنتُ غيرَ واثقةٌ من نفسِي بها، لـذا، الحُب، لا ليسَ شيّئِيَ المُفضّل بتاتاً."
علّقت تبتسمُ لهُ وهي ترفعُ كتفيّها بـعدمِ إهتمام.

"تعلَمينَ إيڤ، لم يكُن عليكِ تغييرُ مظهركِ لـأحد، طالما انتِ كُنتِ سعيدةً بـذلِك." علّقَ لـتبتسمَ إبتسامة، بدت لهُ حزينةً للـغاية.

"لم يكُن هُناكَ أيّةُ خياراتٍ أمامِي، لكِن لا بأس، انا جيّدةٌ الآن." قالت تبتسمُ وهي تُعيدُ إحدى خُصلاتِ شعرها خلفَ أُذُنِها.

"انتِ جميلةٌ في الوقتِ الحالِي، وانا متأكّدٌ انّكِ كُنتِ جميلةً في السّابقِ كذلِك." أكّدَ عليها يبتسم، ولم تجِد نبرةَ سُخريةً او ما شابه في حديثِه، بل إبتسامةٌ صادِقة، لـتبتسمَ لهُ.

"انا لم أُحِب مُسبقاً، لم أجِد فتاةً أستطيعُ إكمالَ بقيّةِ حياتِي معها، لـذا سجلّ الحُبّ خاصّتِي خالٍ من أي أحداث." قالَ مُبتسماً لـتبتسمَ لهُ في المُقابِل.

"ليام، انتَ لا تظنّني غريبةَ أطوارٍ او ما شابَه، صحيح؟" سألتْهُ بعدَ ان طالَ الصّمت لـفترةٍ لـيهزّ رأسَهُ بـالنّفي سريعاً.

"لا لا، ليسَ كذلِك، انا فقَط كُنتُ مثلكِ، لـذلك، انا اتفهّمُكِ للـغاية." قالَ لـتبتسمَ لهُ، كانت تُريدُ سؤالَه، لكِن من خبرتها، تعرِفُ حساسِيّةَ الموضوع، لـذلكَ وضعت تلكَ الفكرة جانِباً.

"إنّهُ دورُكَ بـالمُناسبة." قالت وهي تُخرِجُ النّردَ من جيبِ معطفها لـيأخذَهُ منها مُبتسماً وقامَ بـإلقاءِه على الأرضِ لـتضحكَ هي.

"تحدّي، جميلٌ للـغاية." قالت إيڤانچلِين لـيتذمّر ليام وهو يأخذُه مِن على الأرض، لـتنظُر هيَ حولها حتى لمحت ثُنائِيّاً لـتبتسم.

"إيّاكِ." حذّرها لـتنفجرَ هي ضاحِكة، تُفكّر في ما سـتجعلهُ يفعل.

"حسناً ليام، إذهَب الى تلكَ الفتاة، أخبرها 'حبيبتِي، انا سعيدٌ انّني وجدتُكِ، انا أعلمُ انّكِ لستِ سعيدةً معه، فلـنهرب.' هيا الآن." أمرَت لـينظُرَ لها بـدونِ أيّةِ تعابيرٍ لـتضحكَ هيا.

"اذا لم توافِق على التّحدّي، يُمكِنُني تغييرُه، للـأسوء، لكَ حُريّةُ الإختيار." كرّرت جُملتهُ مُبتسمةً لـيتأفّفَ أثناءَ تركِه لـحقيبتها، مُتّجهاً اليّهما.
-

 The Dice » L.P {Completed}Where stories live. Discover now