° الفصل الخامس °

Start from the beginning
                                    

راح يتحدث متذمرا من كلمة جدي ، اذ يحس بالضيق و الاختناق كلما نادته هي بذلك ، فكل شيء به يصرخ بالحيوية و الشباب .

قلبت عيناها متمتمة ب " عجوز خرف " .
" أ قلتِ شيئا صغيرتي ؟ "

ربت على شعرها متظاهرا بعدم قدرة اذنيه على إلتقاط ما قالته و كله راغب بثني غضروف اذنيها حتى يصدر صوت الفرقعة .

حوّل بصره نحو الأخرق ، مكلفا نفسه الابتسام .
شيء ما غريب بهذا الفتى و قلبه ينقبض كلما حدق به . و هو لن يتوانى حتى يعرف ما يخفيه .

" أ لن تلقي التحية يا فتى ؟ "

" أ و ليس القادم من يلقي التحية على الجالس ؟ "

تمتم بكل أريحية ما جعل الأخرى تتوعده بنظراتها فها هو جلالته يهدم ما كانت تعمل جاهدة لبناءه .. صياص تحمي كلاهما ريثما تُفَك اللعنة .

إماءة اصدرها جونغ داي بينما يبوز شفتيه بإعجاب .

" و وقح ايضا ! "

ما ان نطق هو باحدى ملكاته حتى صار عقلها يعصف بكل صفات السوء على شاكلة اغنية " من هو بيكهيون ؟" و بوجود موسيقى الروك الصاخبة كان جسدها في اتم الاستعداد لرقص رقصتها المفضلة .. رقصة القردة الهائجة للاسف .

صعود جدها للاعلى كان بمثابة جنة مؤقتة .. فهذا يعني انه لم يعارض على بقائه . شكرت الخالق فان فنّد العجوز طلبها كانت ستضطر لاختراع كذبة حلوة اخرى .

ارتمت على الكرسي امامها مبددة تنهيدة راحة و من ثم استدارت رقبتها نحوه بمئة و ثمانون درجة كما فعلت قسمات وجهها التي بدت تستشيط غضبا ؛ فقد كاد يدمر كل شيء .

" اجننت ؟ "

همست نحوه بغضب لكن ما تلقته رده البارد الذي يستفز خلايا دماغها "ماذا ؟ " ما جعلها تتخبط بمكانها كمن تلقى صعقة كهربائية .

ابعد عيناه عنها بملل ، ا وليس ما قاله منطقيا ؟
لكن البشر حسب خبرته الواسعة متشابهون يدّعون المنطق و حين يُطَبق لا يتحملون عواقبه .
أغلق كتاب ذاكرته ، فلا داع لنبش تلافيف الماضي المؤلمة و ندوب قلبه لم تشفى بعد و لن تفعل .

" وشم عنقك .. إنه يلمع ؟ "
كانت يدها تسعى لِلَمْسِ عنقه صافي البياض . اتسعت عيناها فضولا و لمعة احتلت بؤبؤيها ..اعجبها المشهد فهي من المولوعين بالوشوم منذ الطفولة .

وقفت على ركبتيها فوق الكرسي مستندة بيسراها على حافته تقترب منه و يدها ممدودة تبتغي الشعور به - الوشم - .

قـاتـم || B.BHWhere stories live. Discover now