بعد موت تاتسويا .اختلفت خارطة حياتي .واصبح العيش في طوكيو جحيما لا يحتمل ..فذاك الذئب لا يمل من ملاحقتي .وجميع في هذه المدينة يرتعب من مجرد رؤية ظل يشبه ظلي.
مند موت تاتسويا اتضحت معالم اللعبة وباتت ايلينا اشد جرأة ،، احتدم اللعب معها واصبحت تأبى مفارقة خيالي .. لم تعد كما كانت في الماضي بل امتدت قوتها الى القاء عبارات التهديد والاوامر ..فبالامس مثلا سحبت الكرسي الخشبي بجوار سريري واخدت تحدق في هااتفي وهي تدندن بصوت خافت ثم رفعت مقلتها بإتجاهي وقالت:
- "سيتصل "
وقبل ان اجيبها وضعت يدها على فمي واشارت بالاخرى الى الهاتف ..واخدت تقول " اششششش ..1 2 "
لم تكمل عدها حتى اضاءت شاشة هاتفي..كان "هاروكي " المتصل
نظرت اليها خوفا فرأيت عيناها ..تقطران دما ..خفت على صديق طفولتي ..وسندي الوحيد الذي حمته الغربه من مخالب ايلينا ..رحت احدق في عيناها. اكثر فأكثر ..بدت للحظه خائفه وللحظة حزينه ..وللحظه تود ان تحرق الدنيا وما فيها خفت كثيرا فحاولت اسكات هاتفي وما من جدوى ..رن جرس الباب ..فاحمرت عينا ايلينا اكثر
تركتها خلفي وركضت نحو الباب .. ادرت القفل ببطئ وقمت بفتحه ..واجهتني عينا هاروكي اللامعه وابتسامته . . اغلقت الباب بسرعه وانا اصرخ ارحل لا اريد ان افتح الآن ..
كنت على يقين بأنه سيكون ضحية ايلينا القادمه فرفضت فتح الباب
كنت اسمع صوته مستغربا من ردة فعلي ...لكن يد ايلينا التي وضعت على كتفي وابتسامتها ومقلتها الداميه ..جعلت اناملي ترتعش خوفا ..تراجعت الى الخلف تاركة الباب نصف موصد ..
شعرت ان قدماي لم تعد تحملني فسقطت ارضا ..
ولم ادرك كيف دلف هاروكي ولا كيف لحق به الرجل الذئب .. .
كل ما كنت اعلمه في تلك اللحظه ان جريمة ما على وشك ان تحدث وان الرجل الذي ابعدته عني لسنوات عاد اليوم ليلقى حتفه امام ناظري
قطع هاروكي حبل افكاري بعد ان مد لي يده وسحبني اليه ثم ضمني الى صدره ..وكأنه يحاول اسكات شوق سنوات مضت ..
لم استطع امساك دمعي .الذي انهمر فجأه ولا صوت شهيقي ..ولا حركاتي المكهربه تلك ..
. .كنت احاول اطفاء حنين الخمس سنوات الماضيه ..لكن صوت نحنحة الرجل الذئب انقذني من نفسي عدت الى الخلف بحركه تلقائيه محاوله اخفاء ارتباكي وقلت بصوت من يحاول التهرب :
- كيف تذكرت صديقتك ...بعد كل ذلك الغياب وما الذي جاء
بك من امريكا.
_ومند متى طلبت صديقتي الغاليه مني طلبا ورفضته
نظرت اليه باستغراب وقلت كمن نكز بابره :
-ماذا تقصد
-ما بالك يا ميا انت من راسلتني قبل اسبوع وطلبتي ان اعود واخبرتني عن موت ذلك السائق وانك مثأثره به ..وعاودتي مراسلتي قبل دقائق لتتأكدي من قدومي الى بيتك
كنت استمع الى كلماته وانا انظر الى اليلينا التي كانت تجلس ارضا تضم كلتا قدميهاوتنظر الي نظرات خوف وتوجس ...تكدست الكلمات في حلقي وعلمت ان ايلينا هي من راسلت هاروكي ..رفعت عيناي بإتجاهه وقلت بصوت خافت :
-واين ستبقى ؟
رد ممازحا .."اافهم من كلماتك ان لا مكان لي عندك "
غصت الكلمات في حلقي ولم اجد عبارة تفسر حالي ..كان من المستحيل ان اجمع هاروكي وايلينا في بيت واحد ..لم اكن اريد ان افقده الى الابد ...قد ابعدته عني كل تلك السنوات خوفا من ان يلحقه الاذى الان وقد تيقنت ان ايلينا هي القاتله ..لن ارضى ان تجتمع به وان كنت سأفقده الى الابد
سمعت صوت الذئب وهو يسرق الكلمات من حلقي كمن يقرأ افكاري "ستبيت عندي يا صديق "
كنت اود ان احتضن ذلك الذئب واخبره عن امتناني لولا كرهي الشديد له
ضحك هاروكي وقال "أفهم من هذا ان ميا تود طردي حقا "
رفعت رأسي ببطئ فرأيت ايلينا تضحك وهي تحدق في هاروكي مرددة"فلتبقى سأعتني بك يا عزيزي "
صرخت دون ان انتبه "لا يمكن بقاؤك مستحيل"
اختلط صوت روي وهاروكي متعجبان "ما المستحيل في ذلك "
لا اعلم كيف وجدتني شابكة اصابعي في يد الذئب واضعة رأسي على كتفه ..موجهة ناظري الى هاروكي "الواقع يا هاروكي ...الليله هي ليلة خاصه لي انا وعزيزي روي..لذالك نعتذر ..منك بإمكانك ان تبيت في بيت روي ..هو في الجوار ولا يبعد كثيرا "
لا اعلم ما مصدر تلك الوقاحة التي تلفظت بها لكن ما ادركه حقا اني قد تورطت مع هذا الذئب ..
رحت ادقق في عيناه وانا اضغط على اصابعه كمن يترجاه ان لا يفضحني
سحب اصابعه بخفة وراح يمسح على شعره وعيناه تشعان غضبا ثم قال :
-مابالك يا صاح كان عليك ان تفهم من البدايه ان بقائك هنا مستحيلا
شعرت للحظه انه كان يكتم بين شفتيه عباره "اكان ضروريا ان تورطني لتفهم "
ضحك هاروكي وقال :
-حسنا فهمت .
خرج هاروكي وبقي صوت قهقهته في الارجاء .بقيت صامتة ولم الفظ ببنت شفى ..رأيت الرجل الذئب يقفل باب المنزل ويعود الي وعيناه تتقدان غيضا ..ملئ الخوف جوفي وارتعشت اطرافي عدت الى الخلف ...لكن خطواته ظلت ثابته نحوي ..ظللت اخطو الى الخلف الى ان تعثرت قدمي فوقعت على احدى الارائك ..رايته يميل بجسده الي ..وخصلات شعره السوداء تلامس جبهتي ..اقترب اكثر قال بتحد :
-ماذا تظنين نفسك فاعلة
دفعته الى الخلف بحركة سريعه واردفت قائله:
-اعلم اني ارتكبت خطئا لكن ذلك لا يعني ان تستغل كلامي
فعل كهذا لا يليق بشرطي مثل ..ام ان خرق القوانين لعبتك
قفز الى الخلف وجلس على الاريكة المقابله ثم قال :
-استغلال ماذا خرقاء انتي ام ماذا
شعرت بالخجل مما قلت فتداركت كلماتي "لا تلمني على فعل وافقتني عليه "
رأيته يضغط على اصابعه ثم قام من مكانه وسحبني من ذراعي بقوه
صحت فيه :الى اين!!!!
رد بسخريه :لأبرهن لك اني لم اوافقك
-عفوا!!
-سآخدك لنصلح الامر مع السيد هاروكي عندها ستفهمين اني لم اوافقك ...اتسخرين مني يا هاته
ضرب بيده على الجدار وصرخ "لما ..قلتي ما قلته"
-لأنني لا اريد ان ابيت انا وهاروكي في بيت واحد
-ولما ترضين بالبقاء معي الا تخافين
- البقاء معك اءمن
-كيف ذلك ..اليس صديقك
اختلطت الافكار في رأسي وشعرت اني قد حشرت في زاوية ضيقه ...لذلك صرخت فيه دون تفكير:
- لأنني احبه
شعرت في تلك اللحظه ان كل ما كان حولي كان ليسخر مني ...حتى ايلينا نفسها كادت تصفق لي على عبثية المواقف التي وضعت نفسي بين اناملها ...كيف استطعت ان اوهم هاروكي ان روي حبيب لي وها انا الآن اوهم هذا الذئب ان هاروكي هو الحب الذي فارقته منذ سنوات
ساد الصمت للحظات ..ثم. رأيته وهو يرفع كلتا يديه ويصفق لي :
-برافو برافو ...
-هييه يا هاته سأمهلك حتى الغد لتنهي هذه المسخرة
اتجهت نحو الباب وقمت بفتحه ثم قلت:
- حسنا تعال لنصلح الامر حالا ..ولا ننتظر الى الغد ..دعني اخبره ان حظرة الشرطي ..رضي بأول عرض لعلاقة مزيفة ..ولتبرر انت موقفك السخيف في هذه الحاله
لتخبره لما رضيت ولم تكذب حينها
كان يبتلع غضبه بصعوبه نظر الي وقال بنبرة هادئة كالهدوء الذي يسبق العاصفه :
-لن اكرر كلماتي سأمهلك حتى الغد .
قالك ذالك ونزل الدرج متجها الى دراجته النارية
خيل الي ان ظله الذي كان يبتعد رويدا رويدا كان يتضخم بعظم المصيبه التي وضعت نفسي بين مطرقتها وسندانها
لم تعد ايلينا وحدها عدوتي التي ستقودني يوما الى الجنون ..حتى هذا الذئب قد برزت انيابه ويكاد يلتهمني
-----------------------------------
*ما الذي تحاول ايلينا فعله ؟وهل حقا هاروكي هو ضحيتها الجديدة
*هل صدق روي كلمات ميا ..وهل حقا يسخبر هاروكي بحقيقة ما حدث ؟
*وهل ميا حقا تكن مشاعرا لهاروكي ؟
*كيف ستعتاد ميا على كذبتها الجديدة ..وهل ستتمكن من ردع ايلينا لوحدها..ام انها ستحتمي بشخص. ما ؟
اعتذر على تأخري اصدقائي قراءة ممتعة في انتظار انتقاداتكم وارائكم 🌸🌸🌸دمتم بود😊
YOU ARE READING
لاتغضب ايلينا
Mystery / Thrillerتلك الطفلة الهادئه التي اعتاد البعض ان يلحق اسمها بعبارة "المنحوسه" ،وشدد الكثيرون على انها لا تزال صغيرة ،كبرت اليوم.. وماعاد يحق لتلك الافواه المدافعة ان تستمر في دفاعها .،كبرت هي وانحت الظهور التي كانت تستند عليها ،وماعاد براءة الطفولة مشجب تعلق...
