الفصل الثاني

Start from the beginning
                                    

ابتلع المسافة بينهم بخطواته السريعة وقبض على يدها ودارها نحوه لينظر داخل عينها بتمعن وقال:
_بعاد مش هتبعدي، وأنا مستعد أديكي مبلغ كل شهر و اجعدي أنتي وامك في بيتكم..

دفعت يده قائلة:
_أسمع يابيه أحنا مش عاوزين صدجة منيكم، أنا بكل صحتي و اجدر أشتغل واطلع جوت يومي.

صك مصطفى على أسنانة قائلاً بغيظ:
_على جثتي.

قالت ورد بحنق:
_علمونا من واحنا صغار ياولد الأكابر ان بنت الخدامة عمرها ما تكون هانم وان العين متعلاش عن الحاجب..

صمت مصطفى وظل قليلاً ينظر داخل أعينها؛ كان حواراً صامتٍ؛ ولكن به الكثير من الرسائل التي توحي بأن هناك عاشقان أمامهم الكثير من الصعوبات.
تراجع مصطفى للوراء وألتفت ليغادر وما أن وصل لحائط المطبخ الخارجي حتى وجد اعتماد مائلة بأذنها على الحائط ومن الواضح بأنها أستمعت لحديثهم.. فزفر بقلة حيلة قائلاً:
_خلصنا يا مرات عمى من دجايق  فوتي شوفي عاوزة إيه.

انتفضت اعتماد فور نطقه وقالت بريبة:
_وياترى كنت عتمل إيه فالمطبخ ياولد بخيتة؟!.

قال مصطفى بتهكم:
_موضوع لا يخصك من بعيد ولا قريب يامرت عمي..
ألقى جملته تلك مغادراً.
وعندما اختفى من أمامها اندفعت للداخل قائلة لـ ورد التي كادت تنهى عملها:
_بت ياورد.
نظرت لها ورد وقالت باحترام:
_نعم ياست إعتماد.
طالعتها إعتماد من رأسها لأخمص قدمها،ووضعت يدها بحنو على وجهها قائلة:
_حلويتي وكبرتي وبقيتي عروسة يابتي.

رمقتها ورد بتعجب وهي تدفع يدها وأردفت قائلة:
:_إيه ياست إعتماد مالك فيكي حاچة ولا إيه.

اجابتها إعتماد قائلة:
_كل خير يابتي، لو بتحبي ولد بخيتة اجوزهولك..
اتسعت أعينها قائلة بلهفة:
_حديت إيه ده ياحجة لا، أنا ما بفكرش فيه حتى.
ابتسمت إعتماد ضاحكة وقالت:
_كل العشاق عينهم فضحاهم يابتي.

حدجتها ورد بريبة وهتفت قائلة:
_ومن أمتى الكلام ده ياست إعتماد، وإيه الحنية دي، اللي يشوفك يقول مش دي الست اللي كانت بتعامل أمي بقسوة، أنا بحمد ربنا على إني بنت الخدامة، أفضل من أني أعيش في ظلمات ومظاهر كدابة.. 

تراجعت إعتماد خطوة، وشحب وجهها ونظرت لها بأعين دامعة وأردفت :
_ياريتني مت ولا سمعتك يابتي.
ألقت جملتها تلك وغادرت المكان، فقالت ورد باندهاش:
_غريبة، مالها دي..

                    *************
كانوا مازالوا يتناولون طعامهم على المائدة وجالس أيضاً من بينهم مصطفى الذي عاد مرة أخرى صدح صوت جهوري لإمراة قائلة:
_ولد أخوي الغالي البلد كلها ع تحكي على رجعت ولد وهدان وأنا مصدجتكش غير لما شوفتك جدامي.

استقام أيوب قائماً وارتسمت على وجهه ابتسامة واقترب منها فعانقها بود قائلاً:
_كيفك يا عمتي، أخبارك إيه.
ربتت شقيقة والده على ظهره بعزم وقالت:
_بخير ياولد الغالي.
انفصلا عن بعضهم فقبضت على يد الفتاة التي كانت بجانبها قائلة بخفوت:
جربي يابت..
وتطلعت به واسترسلت:
_دي نجوان بنتي يا أيوب.

نيران_ العشق _والهوىWhere stories live. Discover now