استهلال

38 8 0
                                    

_ دلفت أورلينا بفستانها الأقمر الطويل إلى ردهة عظيمة فارهة ، كان هنالك شمعدان معلق بالثريا يبعث إنارة خفيفة شاحبة في أرجاء المكان .

رفعت فستانها برفق و تقدمت بخطواتها الدمثة إلى حيث يقبع سموه . ألقى إليها نظرة دقيقة كعادته و هو يهم بوضع الكتاب الذي كان بصدد قراءته على طاولة صغيرة أمامه .

" ألن يرافقني طفلي إلى مكان ما ؟ " همست أورلينا ثم قلصت المسافة بينهما لتصبح أقل من خطوة واحدة

" الإرهاق يعتريني " نبس بينما يسند رأسه على كفه يرمقها بتحديقات ناعسة

" إن لم تأت فاعلم أن قدماي لن تطآ غرفتك ثانية ! " حذرته مستخدمة سبابتها و هي ترفعها أمامه ليبدو الأمر جديا قليلا ، أطلق تنهيدة خامدة ثم استقام بقامته التيَّاهة أمامها جاعلا إياها تمدد تلك الخطوة التي خطتها منذ هنيهة .

" ضعي يدك بيدي و دعينا نسير هكذا " شبك أصابع يديهما ببعضهما و راح ينظر إلى زمرديتيها بغرام لم تألفه منه قبْلاً

" ماكسويل، فالنبلِ كما يريد والدك " ألغت الجسر الوردي الذي توسط أعينهما بقولها ذاك، أعتقت تشابك أصباعهما و تعلقت اناملها بكم قميصه الأبيض جاذبة إياه وراءها دون أن تترك له المجال ليعلق.

" سمو الأمير ماكسويل و الأميرة أورلينا يودان رؤية جلالتك " انحنى برايسي _ عمدة الحرس _ بجذعه أمام الملك و عيناه لم تجرآ على أخذ نظرة خاطفة إلى وجهه، رفع الأخر رأسه في ثبات بعد أن كان يعاين خاتما ذا حجر أخضر

" فالتدخل أورلينا بمفردها " أمر بصوته القصي فانصرف برايسي لينفذ .

_ ظلت أورلينا في الرواق الذي به مكتب الملك تنتظر إذنه للدخول بينما ماكسويل يقف برزانة محدقا بها

" لمَ كل هذا التوتر؟ و كأنها مرتك الأولى التي تقابلين فيها والدي " نبس ساخرا فيما كان يستند على الحائط بذراعة

" أنا متوترة لأنه في العادة يأذن لي بالدخول دون الحاجة إلى أن يعلمه الحرس بذلك ! " أخذت تهز قدمها بينما تخبره بذلك، غير أنه لم يكن يصغ لها بتاتا بل جل ما كان يفعله هو التحديق بها لا غير .

" إن تطلب الأمر، ألق عليه إحدى تعويذاتك " شافهها بذلك و لا يزال مستندا على الحائط الضخم بتعابيره الساكنة التي يستحيل أن تتغير .

" سموكِ، يطلبكِ الملك على انفراد " قدِم برايسي أخيرا و أَعْلَمَ أورلينا بما جعلها تتصنم لوهلة مستذكرة الزلات التي اقترفتها اليوم

" ألم أخبركَ أن الوضع عويص.. " صاغت أورلينا تعبيرا يشي بمدى توجسها فما كان من ماكسويل إلا أن يحتضنها برفق كما لا يفعل دائما

| La Femme D'Or |Where stories live. Discover now