jonnar//جُنّار J.k

part 16

جو القصر و المدينة كان يسوده توتر عظيم
و خوف من القادم فعدوهم ليس بشخص هيّن فبعد احتلاله للجزيرة حصنها جيدا و بدأ بنشر جنوده على المناطق المجاورة في شكل كتائب استكشافية
و لكن على مايبدو ان غرضه هو الاستيلاء على اكبر عدد ممكن من المناطق
ودع الجميع القائد و الجنود البواسل برمي الورود و الاحضان و الدموع الغزيرة المنسكبة فلربما يكون اخر لقاء
فمامن حرب تنتهي دون خسائر من تيتم اطفال و ترمل نساء و ثكل امهات و انفطار قلوب عشاق حكم عليهم القدر بعدم اللقاء

حال الملكة لم يكن احسن من حال بقية شعبها الملتف امام القصر منتظرين اشارتها لانطلاق الجنود بينما لازالوا يتمتعون بٱخر لحظاتهم مع احبائهم بقيت تتأمل وجوه الناس القلقة الندية من اثر البكاء بينما هي نفسها تحاول كبح مشاعرها فٱلاف من الجنود سيقادون لمصير مجهول
ودت لو بإمكانها ردع هذه الحرب عن الانطلاق فبتأجيلها لأسبوع كان اكبر دليل على ذلك
و ارسالها لرسول يطلب من الملك المجاور الانسحاب كان كذلك دلالة خير من قبلها و لكن رجوع رسولها مقطوع الرأس مقيد على فرسه بسلاسل لم يكن علامة خير ابدا فمهما كانت العداوة بين الاطراف لا يجب ان يصاب الرسول بشئ هذا ما جرت عليه الحروب مدى السنين
تأملت زوجها الذي يتفقد رباط فرسه بينما مرتدي حلته الحربية و واضع فوق رأسه خوذته الحديدية تقدمت منه بخطوات مرتعشة غلفتها بغلاف القوة الكاذبة متجاهلة دقات قلبها المرتجف
امسكت كفه  بلطف شديد بينما عيناها لم تفارق الارضية
"ستعود اليس كذلك ؟"
"اعدك ان احاول اقصى ماعندي لأعود اليكما "
"تعلم ان الحرب لربما تدوم لأشهر ...هل ستكون قادرا على الحضور لحظة ولادة ابنك !"
"لن افوتها سأنهي هذه الحرب بأقصى ماعندي سأسترجع اراضينا لأسترجعك لأحضاني ثانية "
"انت تهمني اكثر من كل الأراضي"
"اتعنيها حقا !"
"نعم ...عد بخير جونقكوك انا و ابنك سننتظرك "
لم يستطع جونقكوك امساك نفسه اكثر فبعد سماع كلمات الملكة تلك احس كأن صلواته قد استجابت امسك وجنتا الملكة بلطف ليضع شفتيه على خاصتها بقبلة مُسكرةً جمعت مابين الوداع و الاعتراف و الوعد بالعودة و الانتصار بمقابل الانتظار .
قطع لحظتهما تلك صوت الجماهير التي علا صوتها فرحا و تأثرا بالمشهد الذي امامهم ليفصلا قبلتهما و ينحني جونقكوك نحو بطنها مقبلا اياها هي الاخرى ثم قفز على جواده بعد ان عدل خوضته الحربية ليعطي اشارة الانطلاق فتحرك الجيش من بعده و لم يبقى سوى ذويهم يودعونهم بأعين دامعة و قلوب واجفة .
¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥
مضت ثلاثة اشهر على انطلاق الحرب و لم تنتهي بعد فبعض المعارك تكون نتيجتها لصالح رازونيا و الاخرى تكون لصالح العدو
موازين القوى متقاربة و الخسائر متزايدة
و الجنود قواها بدأت تنهك و قلوبهم حنت الى احبائهم لكن مع ذلك همتهم لم تنقص بل اصرارهم على الانتصار زاد
و في جو كل هذا التوتر كانت بطن الملكة تزداد انتفاخا و جمالا مستمتعة بكل لحظات حملها مع تمنيها لوجود جونقكوك الى جانبها
و قد اشتاقت اليه حقا عندما تحرك الجنين ببطنها لأول مرة فعندما احست بدغدغته اللطيفة لم تكبح دموعها بل جعلتها تنسكب بينما تهمس
"ليتك هنا"
اما عن كريس و ستيفان فلم يفارقا جانبها و خصوصا مع اقتراب موعد ولادتها .
قطع تحسسها لبطنها دخول ستيفان و كريس لتأمرهما بالجلوس
"مولاتي ...وصلتك رسالة من االقائد"
"هاتها بسرعة ..."
اشالت الملكة الختم الأحمر بسرعة لتهم بقراءة الرسالة. 
   ~~

من قائد الجيش جيون جونقكوك
الى ملكة رازونيا
اما بعد مولاتي ارسل لك تحياتي و تمنياتي ان تكوني بخير و بصحة جيدة انني جد مشتاق لك و لابننا صورتك لم تفارق ذهني و انا اتخيلك بشكل بطنك اللطيف اعلم انك تبدين بغاية الجمال بها انني ابذل قصارى جهدي لانهي هذه الحرب و اعود قبل موعد ولادتك لازال شهرين فقط عليها ولقد وعدتك بالمجئ في الوقت المحدد لذلك فإنني و جنودنا البواسل نبذل قصارى جهدنا حاليا لاسترجاع ممتلكاتنا و الرجوع للعاصمة و بهذا اعلمك انني سأشن هجوما مفاجئا على القصر المحلي بالجزيرة حيث يقبع العدو سنقوم بذلك بعد يومين من وصول رسالتي و اول ما انتهي بنجاح و احرر جزيرتنا سأرسل رسالة اخرى اعلمك بها بانتصارنا و بموعد رجوعي ارجو ان يمر كل شي بسلاسة و كما خططت له و لذلك الحين ارجوكي كوني بخير و اهتمي بصحتك و اهتمي بابننا انني اتوق للقائكم فالشوق قد اخذ مني كل مأخذ
مع قبلاتي و احترامي
قائد الجيش وزوجك جيون جونقكوك
~~
تأملت الملكة الكلمات الملقاة على الورقة بينما فؤادها يقبل كل حرف منها ...لربما لا تكون واقعه في حب القائد و لكن لا يمكنها دحض فكرة اشتياقها الكبير له و لحاجتها الماسة لتواجده  بحياتها
رفعت رأسها لتقابل أعين ستيفان و كريس المتلهفان للأخبار لتخبرهم بمحتواها مع تجاهل كل ما ورد من كلام بحقها فقط القت عليهم خبر الهجوم

"هل سيكون القائد قادر على النجاح بهذه المهمة!"

"انا متأكد من هذا لربما انت لا تعرفه جيدا و لكن لا يوجد مثيل له في حنكته الحربية
فكأنه خلق ليكون قائد جيش عظيم "

"اتفق مع ستيفان و ارجو ان يعود بخير قبل موعد ولادتي "

همهم ثلاثتهم ليستأذن الرجلان بينما تركاها مع رسالة زوجها تعيد قراءتها .