الباب السادس عشر: استجواب لالة حسنة مدرار

Beginne am Anfang
                                    

- حتما! هل تقودين السيارة؟

- بالطبع !

- بذراع في الجبس؟

- أستطيع فعل ذلك، ولكنني لم أقم بعمل كهذا!

- جئت إلى هنا مع جارتك؟ من كانت تقود ؟ " الحاح بطاش كان يجعل حسنا تربت بنرفزة على ركبتها و اجابته بقلق :

- قادنا جارنا إلى هنا، وللعودة سوف نهاتفه.

- أريد أن أتفحص بطاقتك الوطنية! « حدق فيها بطاش بحدة.

- عندي نقاب ! " صوت حسنة صدح في المكان !

- وأنا عندي صلاحيات... أنا شرطي !

- شرطي قليل الأدب، هذا حرام، لا يمكنك رؤية وجهي، ليس من حقك هذا!

- لدي هذا الحق، وحقوق أخرى كثيرة، أنا لا أطلب سوى التحقق من هويتك، و سأستعمل القوة إن اضطررت لذلك... تقدم منها وأمسك بذراعها المجبس !

- أنا لا أسمح لك بهذا !

- إذا ناوليني بطاقتك الوطنية !

- أخرجتها ورمتها أرضا "هذه الحركة التي قمت بها نحوي ستدفعون ثمنها غاليا !

وقفت و همت بالانصراف

- ابقي جالسة استجوابي لم ينته بعد !

- استجواب ! إذا أنا متهمة !

- حتى يظهر العكس أنت كذلك، اسمك حسنة مدرار ولدتي في المتيجة في أولاد براحلة... تلك القرية الشهيدة...

- إنها فقط قرية مسقط رأسي !

- أنت تلبسين النقاب منذ متى ؟

- منذ تقريبا خمس سنوات !

- المشكلة هي في صورة بطاقة التعريف الخاصة بك لا تلبسين النقاب، وهذه البطاقة صدرت منذ سنة فقط

- لقد نزعته ثم أعدت لبسه، اظن أن هذا ليس خرقا للقانون !

- إنها مجرد حرية شخصية، ولكن اشرحي لي لماذا هذه الخصلة الطويلة التي تغط نصف وجهك يا لالة حسنة ؟

- إنها مجرد حرية شخصية ! هل أكملت معي؟

- ليس بعد، في الحفلة هل استسمح أحدهم أو غادر ...

- نعم الانجليزية وتقريبا لمدة نصف ساعة...

- أنتي تطأطأين الرأس لماذا؟

- لا أملك أربع شهود لأتكلم عن ما رأيت !

- أنت تقصدين يا لالة حسنا أنك كنت شاهدة على حادثة زنا !

- لا أستطيع إثباته، لكنني شاهدت أشياء غريبة ومشبوهة

- مثل ماذا؟

- حين صعدت الانجليزية رأيت ذلك الشخص الذي قيل عنه حارس شخصي... يتبعها إلى غرفتها وكانت الكوبية تحت السلالم تحرس... اتجهت اليها وبكل عفوية و طلبت منها إن رأت وشاح العجوز ورايت ما حدث ...

- هل بإمكانكي تحديد كم كانت الساعة بالضبط؟

- بضع دقائق من بعد ما عادت الأضواء، يعني بضع ثواني بعد منتصف الليل

- وفي اي ساعة عادت ؟

- نصف ساعة من بعد ذلك... أخذت دوش وغيرت ملابسها !

- هل هي وخير بقيا مع بعض نصف ساعة !

- أبدا، لم يبقايا نصف ساعة مع بعض !

انفتحت عينا بطاش كان يشبه البوم، فهم أنه قد لمس شيء حساس... اكملت حسنة الكلام...

- المسمى خير خرج من غرفتها راكضا نحو غرفة القتيل، يمكن القول أنه بقي معها ربع ساعة أظن أن ضميره صحى !

- بصراحة يا لالا حسنة، انتابك الفضول لمعرفة ما الذي يحدث فوق، لذلك سوف اكتب في تقريري أنك كنت شاهدة، أفيديني إذا بالتفاصيل، لنقل أنك وبكل عفوية طلبت من الكوبية وشاح لالة فريحة، وهنا ما الذي رأيته؟

- لباقتك تشرفك، والمرأة المسلمة لا يحق لها الخوض في أشياء كهذه، لقد خرج خير للمرة الثانية من جهة الغرفة الأحادية السرير، وذلك الفرنسي الكافر الذي كان من ورائي تلفظ بكلام بذيء لا يمكنني قوله، حين التفت صوب الأدراج، رأيته ينزل منها ودفعنا ونزل إلى المطبخ من جهة غرفة الأكل، صرخ في وجهه سي عبد الرحمن كي يعود، لكنه كان قد توارى عن الأنظار.

- حين خرج من غرفة الانجليزية هل كان وجهه مخضب بالدماء؟

- حدث هذا حين خرج من غرفة القتيل!

- ولم تنتبه إلى الفوضى العارمة التي حدثت فوق !

- الحفل كان صاخبا، اعتذر لاني لم انتبه إلى شيء اخر... آه تذكرت شيئا، ذلك الرجل المقتول، رأيته حين نزل خير يتكيء على الدربوز وهو يصرخ أقتل عبد الله أقتله، كان في حال سيء ثم عاد إلى غرفته...

- هل كان الغرباء يحتسون الخمر ؟

- نعم لقد رأيتهم يشربون وبكميات تتحدى المعقول، ليحفظنا الله." بدأت حسنا تستغفر

- والكل كان يلهو... يرقص... ويضحك.. ربما حتى كانوا يغنون أليس كذلك؟

- نعم لقد اجتاحني صداع من كل هذا ! "

- مشروبات روحية... رقص... حفل... وربما عري... وزنا فوق... كل هذا لا يتوافق... مع تقاليدكي... ومعتقداتكي الدينية... وأنت المرأة المنقبة...

نهضت بجلبة كبيرة و هي تتسخط و تتوعد و نهين المفتش : " انتهى الحديث معك ! " قالتها باستخفاف، ثم واصلت... " أنت شيء وضيع، أنت حقير، وأسألتك التافهة والحمقاء، رجل بدون تربية...

بسبب مشيتها العصبية كان نقابها يصدر تموجات، أغلقت الباب واراءها بعنف، مصدرة صدى داخل الغرفة، ارتعدت بعض إطارات الصور المسمرة على الحائط... اقترب دوكال من المفتش : "إنها تذكرني بملازم حين كنت في الجيش... لقد كان ربع ساعة عنيف بالنسبة لك! " وضع يده على كتف بطاش.

- " لا تغتر بالمظاهر... ادخل التالي "

-رابح مديوني ينتظر !

- ادخله ! "

ثيزيري رواية بوليسية بطلها المفتش بطاش. Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt