الفصل التاسع

15.8K 474 24
                                    

الفصل التاسع

***

ليلاً بقصر الأحمدي...
كان جميعهم جالسون بالحديقة الخلفية يضحكون ومن بينهم حمزة..
جائت الخادمة وهي تحمل بيدها صينية عصائر فواكة...  اعتطهم جميعًا ثم توجهت لعبدالله فاخذ منها الكأسين وأعطى أسيل عصير الفراولة التي تعشقه وهو المانجو...
نظرت فاطمة لأسيل مبتسمة قائلة بحنان حيث أنها منذ ما حدث لها وهي تتعامل معها بود :
- كيف كان يومك حبيبتي.. .

أبعدت أسيل الكأس من على فمها وقالت ببهجة من مبادرتها بالحديث معها كما إعتادت مؤخرًا:
- كان مبهج للغاية عمتي.. فعبدالله لم يترك لعبة إلا وجعلني ألعبها.. .

اتسعت بسمة فاطمة ببهجة لرؤية السعادة على محياها.. فهي لم تكن ترفض أسيل لشخصها بل للمبدء نفسه.. فأسيل عمرها مقارب لخديجة.. فقط تسعة أعوام.. لذا كانت تعتقد أنهما لن تتفقان.. ولكن يا للحظ حدث العكس واصبحتا صديقتين.. حانت منها نظرة لعبدالله لتراه ممسك بكف أسيل يقبله عدة مرات مع همسه بكلمات تترائة لها أنها عاشقة...

وعلى الجانب الآخر كانت سهير تجلس بجانب والدها تتحدث بهاتفها مع تالا غير دارية بعينان لامعتين تتابعان تعابير وجهها -التي تتغير من حين لحين آخر أثناء محادثتها- بشغف.. يتمنى أن تكون بين ذراعيه كما صديقه وزوجته الذي يجلس بجانهما...
دنى عبدالله بوجهه منها وهمس بعبث جانب أذنها :
- أريد أخبارك بشيءٍ هام بالأعلى طفلتي.. .

توردت وجنتيها وهي تقول بخجل :
- لا تكن قليل الحياء عبدالله.. وأبتعد الأن فبالتأكيد الجميع ينظر لنا.. .

ابتسم بمرح يهمس مرة أخرى دون الابتعاد عنها :
- دعيهم ينظرون.. ليروا كم أنا عاشق ولهان يخنع لطفلته ويطلب منها كلمة قليلة الأحرف ولكنها بالنسبة لي العالم بأثره.. .

رفعت أسيل نظرها له تناظره بعينين لامعة وبسمة رقيقة تعبر عن حالتها الأن.. فوقف عبدالله بحسم ومال بجذعه يحملها فشهقت هي بدهشة وقبل أن يذهب أوقفه سيف :
- انتظر عبدالله.. فهناك ضيف قادم.. .

طالعه الجميع بتسائل بينما هتف عبدالله :
- ضيف!!.. من هو.. .

وما إن انهى حديثه إذا بصابر - الحارس - قادم نحوهم وهو يقول محدثًا سيف :
- سيد كريم مدحت بالخارج سيدي.. .

رفعت سهير حاجبها بدهشة هامسة بتعجب :
- ما الذي أتى به إللى هنا !!.. .

نظرت لوالدها وهو يأمر صابر بدخوله للحديقة فامتثل الكهل له وخرج حيث البوابة..
جلس عبدالله مرة أخرى بعدما اجلس أسيل بجانبه والجميع يترقب دخول هذا المجهول عدا سيف.. .

***

شعرا بدلوٍ من الماء البارد ينسكب عليهما... صدمة كبيرة ارتسمت على ملامحها عندما سمعت كريم يطلبها للزواج من والدها أمام الجميع...
ألتفتت برأسها لحمزة دون وعي كي ترى ردة فعله.. لترى عيناه تنظران لكريم بسواد الليل..
لحظة واحدة.. أحمزة يغار عليها.. أيشعر حقًا بما تشعر به... لم تعي ذاتها وهي تقف من مجلسها وتركض للداخل وهي تقفز بمرح طفولي....
ضمت أسيل شفتيها بضحك وهي تنظر لعبدالله الناظر لشقيقته بتعجب.. بينما نظرت فاطمة لكريم وشقيقيه بخجل.. اعاد سيف نظره لكريم وشقيقيه وهو يقول بحرج :
- بالتأكيد خجلت.. فابنتي خجولة للغاية.. .

ووقع صريعًا لهواها Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt