الفصل الثاني

21.1K 683 60
                                    

بالحديقة ، تقف فاطمة بجانب زوجها سيف الذي يهنئه أحد الأشخاص ووجهها يكسُه الضيق ، نظر لها سيف بعد ذهاب هذا الشخص وقال لها :
- ما بكِ فاطمة.. .

طالعته بضيق قائلة :
- أتظن ما فعله عبدالله يصح!.. .

أمتعض سيف بحنق من حديثها بهذا الأمر مرة أخرى يقول :
- ماذا قلنا فاطمة ، عبدالله ليس بصغير كي تقولين يتزوج ولا يتزوج.. .

لوت فاطمة شفتاها بعدم رضى وقالت بسخط :
- أنا لا أقول له تزوج فلانة ، ولكن يتزوج فتاة من عمره وليست فتاة تقارب عمر ابنته سيف.. .

تأفف سيف بحنق ورمى كلماته عليها قبل أنا يتركها ويذهب :
- وأبنته لم تعترض فاطمة فأتمنى أن تصمتي وتتركي ولدك وشأنه.. .

***

وقف حمزة بالسيارة أمام باب المنزل ونظره معلق على صديقه بضيق عبر المرآة ، ترجل عبدالله من السيارة متجهًا للباب الثاني ، هندم سترة حلته السوداء ثم رسم على ثغره بسمة جذابة وفتح باب السيارة للتي تكاد تموت خوفًا مما قادم ، لم تترجل من السيارة فأتسعت ابتسامته وهو يعلم أنها خائفة ، فمال بجزعه العلوي يمد كفه لها ، فنظرت له بتردد ولكنها أمام نظرته الغريبة مدت كفها تضعه بكفه ثم ترجلت من السيارة ، وحينما وقفت بجانبه ترك كفها ولف ذراعه حول خصرها يقربها منه ليلتصق جانب جسدها بجانب جسده ، اتسعت عيناها بصدمة من إلتصاقها به فخرج صوتها بتوتر وهي تنظر له :
- ماذا تفعل!.. .

مال عبدالله برأسه عليها يهمس أمام أذنها لتلفح أنفاسه وجهها :
- أقول أنكِ ملكي للجميع بطريقتي.. .

أبعدت رأسها للخلف كي تتجنب قرب وجهه وأنفاسه منها وقالت بنبرة غلبها الكسرة :
- ليس لأنك أشتريتني بالمال أكون ملكك ، أنا لست ملك لأحد.. .

حرك أنامله على خصرها بحنان جعلت من وجهها يتورد وجسدها يصيبه قشعريرة غريبة عليها ، وهمس بحنو متغاضيًا عن جملتها الأولى :
- بل ملك لي ، لي وفقط.. .

كلماته بالنسبة لها إمتلاك مريب فنظرت أمامها مرة أخرى وعيناها تلمع بعبرات جديدة وإحدى كفيها يحاول فك حصار أنامله عن خصرها ، لكنه أحكمها عليه وهمس مرة أخرى ببسمة حنونة بدأت تبغضها :
- لا تحاولي لأنها ستنتهي بالفشل ، لأنني لن أترككِ.. .

- أرجوك توقف عن ما تفعله بأناملك ، فأنت تضايقني.. .

هتفت بها أسيل وعبرتها نزلت على صدغها ، فتنهد عبدالله بصبر وترك خصرها ، لكنه أمسك بكفها وقال قبل أن تعترض :
- لن أترك يدكِ أسيل ، فلا تحاولي من الأن.. .

تأففت بضيق سمعه عبدالله فزفر بدوره حانقًا ، فهو بدلاً من إسعادها يحزنها أكثر ، رفع كفه كي يمسح صدغها لكنها دفعت كفه بكفها تقول بضيق :
- أنا أعلم جيدًا كيف أمسح دموعي ، فلا تلمسني.. .

ووقع صريعًا لهواها Where stories live. Discover now