الفصل السابع

15.8K 494 31
                                    

الفصل السابع

***

بإحدى البنايات الراقية...
بالطابق الرابع وأمام المصعد...
وقف عبدالله أمامه يحمل أسيل التي تضع رأسها على صدره وهي تبكي بصمت وهو داني برأسه منها يقبل جبينها عدة مرات بحنان بينما كانت سهير تقف بجانبه وعيناها معلقة بهما بعينين حزينة...
فتحت سهير باب المصعد ليدلف عبدالله هي تليه...

بالأسفل..
خرجوا من البناية وتوجهوا للسيارة التي تقف أمام البناية...
جلسا سهير بمقعد القيادة بينما جلست أسيل بالخلف هي وعبدالله...
قادت سهير السيارة حينما نظر عبدالله لأسيل التي وضعت رأسها على زجاج النافذة...
لم يعجبه الوضع.. فها هي تبكي على الزجاج لا على صدره.. فما كان منه إلا وضع كفيه على خصرها وسحبها لتجلس على فخذيه..
لم تعترض هي بل وضعت رأسها بين كتفه ورقبته وهي تهمس :
- شكرًا لك.. .

لف عبدالله ذراعيه حولها بقوة يبادلها همسها بتنهيدة حارة :
- أحبكِ أسيل. أحبكِ.. .

ورغم ألم قلبها الذي يعاني خذلان وجرح الماضي بسبب سردها للطبيب الذي خرجت من عنده لتوها أستطاع أن يرم على ثغرها بسمة سعيدة بحق..
همست مرة أخرى :
- أظن أنني بدأت أفعل ذلك.. .

ارتخت ملامحه بهدوء قبل أن يسألها بتوجس :
- تفعلي ماذا.. .

- أحبك.. .

لم تكد تنهي كلمتها حتى شهقت وهو ينتشلها من عناقه ممسكًا بذراعيه وهو يقول بدهشة :
- ماذا قلتي.. .

تعجبت أسيل من ردة فعله فقالت بحاجبين مرفوعين :
- ما بك عبدالله انا اقول لقد بدأت.. ماذا ستفعل إن فعلت حقًا.. .

ابتسم عبدالله وهو يقول بعبث :
- وهل تريدين معرفة ما سأفعل هنا بالسيارة وبوجود سهير !.. .

شهقت هي من حديثه العابث وباغتته بضربها على صدره هامسة بحنق :
- لا تكن قليل الأد هكذا.. .

ضحكت سهير وهي تنظر لهما عبر المرآة فشاركها عبدالله الضحك بينما لوت أسيل شفتيها بحنق ووجنتين متوردتن.. .

***

بمنزل فاروق...
خرجت حليمة من غرفة أسيل بعدما اطمأنت على نور وهي نائمة وتوجهت لغرفة سامح..
دلفت الغرفة لتراه يجلس على الفراش وبيده أوراقٍ عدة يناظرها بملامح متصلبة...
ذهبت وجلست بجانبه تأخذ تلك الأوراق من يده وهي تقول :
- أريد الحديث معك.. .

نظر لها سامح بتسائل فوضعت الأوراق بجانبها ثم نظرت له وقالت :
- أنظر بني.. أنت كبير وذات عقل ناضج وتستطيع الوزن بين الأمور و.. .

أوقفها سامح بملل :
- أدخلي بالموضوع من فورك أمي.. .

لوت حليمة شفتيها وهي تقول :
- أنا ووالدك سنزوجك لشهد.. .

هب سامح واقفًا من مجلسه قائلاً بحدة :
- ستزوجيني لمن !... هل ترونني فتاة لتقررا عني مرة أخرى... أليست تلك الحمقاء كانت من أختياركم لكي أتزوجها.. بماذا تختطون انتِ وأبي.. ألا يكفي أسيل التي قذفنا بها للجحيم ولم يسأل بها أحد وكأن قلوبنا ماتت.. .

ووقع صريعًا لهواها Место, где живут истории. Откройте их для себя