الفصل الأول

46.7K 768 68
                                    

الفصل الأول

***

غرفة صغيرة متواضعة ، جدرانها باهتة ، سقفها تالف ، خزانة ملابس خشبية مائلة قليلاً وإحدى أبوابها منكسر ، بها ملابس فتاة بسيطة كغرفتها ، ضوء شبه خافت يكفي لرؤية ما بالغرفة ، مكتب أسود مكعب الشكل كبير نسبيًا ، وفراش صغير يكاد يكفي لشخصين.. .

نائمة على فراشها والدفاتر والكتب أمامها بجانب إنصاتها لأغنيتها المفضلة للمغني "عامر منيب " ، فهي لا تستطيع الدراسة إلا وهي تنصت للأغاني!! ، تنظر بعينيها الزيتونية إلى دفترها وأناملها تخط بالقلم ما يحتويه الكتيب من أسئلة ، شعرها الأسود معقود للخلف ككرة صغيرة ، شفتيها الوردية تتحرك بإنسجام مع كلمات الأغنية المنبعثة من هاتف شقيقها الأوسط ، بشرتها البيضاء تختفي خلف ضوء الغرفة الأصفر الباهت فجعل من بشرتها خمرية ، وحينما كانت الفتاة منسجمة فيما تفعله أقتحمت الغرفة فتاة أخرى بنفس عمرها تفسد أجواء الغرفة بصوتها المرتفع :
- مرحبًا بحبيبتنا أسيل التي تجلس هنا وتستمع لأغاني ووالدها يريدها.. .

لم يظهر على ملامح أسيل أي رد فعل كأنها لم تستمع لصديقتها فرفعت صوتها قليلاً تردد الكلمات بلامبالاه ، لكنها توقفت عن الغناء الخافت عندما أُطفئت الأغنية بفعل صديقاتها ، فنظرت لها أسيل بحنق قائلة :
- ماذا هناك يا هادمة اللذات.. .

أقتربت منها صديقتها وجلست على جانب الفراش تقول :
- والدكِ يريدكِ بالخارج.. .

أعتدلت أسيل جالسة مربعة الأرجل ، ثم نظرت لصديقتها بغيظ هاتفة :
- ولمَ يريدني ، ألا يكفي أنه منعني من ذهابي للجامعة بسبب عدم الإصراف في المال وأنتِ من تأتي بكتيب المحاضرات.. .

رمقتها الأخرى بضيق ظاهر بوضوح على وجهها ولكنها قالت بهدوء :
- قفي وأذهبي له منعًا للمشاكل ، فأنتِ تعلمي أن والدكِ غبي وغير متفاهم.. .

- احترمي ذاتك مرح من هو الغبي.. .

قالتها أسيل بحدة طفيفة ضحكت على أثرها مرح التي وقفت من مجلسها وقالت :
- حسنًا أذهبي له وأنا سأذهب لمنزلي كي أتحدث مع آدم قبل أن يغلق هاتفه.. .

لمعت عينا أسيل بلهفة تناسبت مع نبرتها :
- آااادم .

نظرت لها مرح بنصف عين تقول :
- نعم آااادم يا حبيبة والدتك .. .

لوت أسيل شفتيها بتقزز هاتفة :
- ستظلين طوال عمركِ غير راقية وكلماتكِ عفِنة مثلُكِ.. .

رفعت مرح كتفيها بالامبالاة قائلة بخطوات متجهة للخروج :
- لا أهتم حبيبتي والأن لقد إنتهى وقت جلوسي معكِ ، سأذهب لأحدث آدم.. .

هبّت أسيل من مجلسها وامسكت بكف مرح بلهفة قائلة بهيام :
- بالله عليكِ أبلغيه سلامي.. .

قهقهة مرح على طفولة صديقتها قائلة :
- حسنًا ، لكن بالله عليكِ إذهبي لوالدكِ  قبل أن يأتي هو ويجلبكِ من خصلاتكِ الناعمة تلك.. .

ووقع صريعًا لهواها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن