ولم يطل الوقت حتى تعالت الهتافات لوصول
زعيمهم على ظهر فرسه البيضاء بقامته الشامخة
وبرفقته ابنه الشاب على حصان آخرالاثنان توقفا بمنتصف المخيف لينزلا من على
الأحصنة فيقترب أحد الرجال إلى الزعيم ليخبره
بما حصلأخبره عن كونهم استطاعوا القبض على فتاة
عمياء ذات قدرات قتالية مذهلة، والأهم أنهم
حصلوا على حصانين أصيلين و عربة مرصعة
بالذهب والجواهرالزعيم هلهل فرحا وضحك مقتربا من الفتاة
المستلقيةسارع أحدهم ليسحبها بقوة وجعلها تجثوا
على ركبتيها وتخفض رأسها احتراما للزعيمسمعت خطواته الثقيلة تهز الأرض حين سار
باتجاهها، ومن خلال ذلك استطاعت تخيل
حجمه وكتلة جسده، رجل في أواخر الأربعينات
ذو جسد قوي ممتلئ، وعلى الأرجح يرتدي
ثيابا سوداء مصنوعة من الجلود والفرونظر إليها قليلا قبل أن يأمرها برفع رأسها
وفتح عينيها، فقط ليتأكد من صحة أقوال
رجاله بأنها عمياءنفذت أوامره ورفعت رأسها لتفرج عن مقلتيها
المغطاتين بغشاء أبيض، اختفت ابتسامته تدريجيا
ونظر ناحية ابنه الذي بادله النظرات المتفاجئة"ألا تخجلون من أنفسكم؟ ستون رجلا من أشد
رجال مملكة هان يخافون من امرأة عمياء!؟"صرخ برجاله في غضب ليسود الصمت قبل أن
يقطعه أحدهم متحدثا بنبرة هادئة محترمة"هي ليست امرأة عادية سيدي، لقد جرحت
الكثير من رجالنا وقطعت أطرافهم كذلك
يمكنك رؤيتهم بنفسك"أخرج الزعيم خنجره ليتجه نحوها ويفك
وثاقها، لكن ورغم تحررها هي لم تقم بعمل
أي حركة مفاجأة أو هجوم مباغتلقد علمت إلى أي مملكة ينتمون، لكنها ترغب
في اصطيادهم جميعا بلا استثناء، وإذا بدأت
بقتلهم الآن فالبعض سوف يهربون منها ويعودون
إلى مملكتهم ليقوموا بتحذير من أرسلهم، وهي
لا ترغب بذلكتريد التخلص منهم جميعا كما أمرها الإمبراطور
تحضر له أكبر قدر من الأحياء، وتعلق رؤوس
البقية على الرماح في الغابةذهب الزعيم لتفقد الجرحى من رجاله ثم
عاد بعد لحظات مكفهر الوجه يكاد لا يصدق
ما يقوله أتباعهوقف أمامها من جديد وأردف
"حسنا أيتها المحاربة الشجاعة، لقد فاجأتني بالفعل
وأنا لا أنكر ذلك، لكنك في النهاية خسرتي أمام
رجالي، أنت الآن تحت رحمتنا وسط مخيمنا، فلك
الخيار، إما أن تنضمي إلينا وتتعاوني معنا، تصبحين
جزءا منا، وإما أعطي الإذن لرجالي بأن يقوموا
بتمزيق جسدك"