١٩

1.2K 58 0
                                    

كان جالسا في المقهى يتناول الفطور حين اتصل به الطبيب قائلا

-" سيد أنور لقد استفاقت السيدة ليليان، تعال إلى الغرفة 57 لرؤيتها "

أغلق أنور الخط و أسرع نحوها، لكن قبل أن يفتح الباب تردد كثيرا و لم يعرف ما الذي سيقوله لها، عدل تسريحة شعره و أدار مقبض الباب بارتباك، و نظر إليها كانت مستندة إلى عارضة السرير تمشط شعرها، لتنتبه إليه و تقول

-" متى جئت ؟! "

أجابها بهدوء

-" كنت هنا منذ أسبوعين "

أومأت له لتربط شعرها في ظفيرة، ليقول بأسف

-" أعتذر منك ليليان، لم أقصد أن أعاملك بتلك الطريقة، غيرتي أعمتني فأرجوك أن تغفري لي "

سقطت دمعة يتيمة من عينها لتقول بصوت متحشرج

-" أريد رؤية طفلاي "

-" سنذهب إليهما ليلي، سنعود لمنزلنا "

لم تجبه ففهم كونها تريد البقاء بمفردها لذا خرج و أغلق الباب خلفه، لتعدل هي وسادتها فتلاحظ الظرف، فتحته و هي تعلم جيدا ما يوجد به

-" طاب يومك عزيزتي ليليان، بما أنك تقرئين هذه الرسالة فهذا يعني أنك صرت بحال أفضل، أنا آسف على كل ما حدث، لم أقصد أن أؤذيك بتلك الطريقة، كل ما فكرت به هو انتزاعك من زوجك، لم أستطع تحمل رؤيتك معه، لكنني أدركت أن الأوان قد فات، و لم يعد لحبي أي أهمية، حسنا دعينا من هذا كله، أنور رجل صالح و يحبك، و طفليك لطيفين بالرغم من أن جوري تبدو حادة الطباع، أنا سعيد لأجلك و كان من الرائع رؤيتك مجددا، و الآن حان الوقت لأتخطى الأمر أنا أيضا، و أبحث عن السلام، دمت بخير و سعادة ليليان
مع خالص حبي إياد "

أعادت الرسالة إلى الظرف و وضعته في حقيبتها، ثم نزعت المغذي من يدها و إستقامت تنظر من النافذة، ليدخل الطبيب بابتسامة حاملا ملفا، و يقول بلطف

-" مرحبا سيدة ليليان، سررت بمعرفتك، أنت بالفعل قوية لقد نجوت من الموت بأعجوبة، يمكنك العودة إلى أطفالك، لكن قودي بحذر من الآن فصاعدا "

نسيان [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن