° الفصل الثاني °

Start from the beginning
                                    

" لما تحتجزني هنا؟"
نفظت شباك العنكبوت عن حلقي بسؤال كان نتيجة شد و جر و جدال طويل بيني و بيني ، بعد ان نهظت على ساقاي مستعدة للعدو ان استدار بغية قتلي حاملة بيدي اليمنى قنينة معدنية .كانت هدية من ابي الراحل ، و على ذكر الامر ، ربما قد نقيم اجتماعا عائليا قريبا .
" اتقصدين، لما نحن محتجزان هنا ؟ "
فغر فاهي حال استقبال دماغي لسيالة عصبية تحمل قوله ذاك .
قاتل متسلسل، مريض نفسي ياله من هراء !
زدت يقينا ان لي عقيل طفل دون الخامسة .
طردت الخوف بتنهيدة راحة على الاقل لن اموت قريبا . بعد ان غيرت مسار القنينة لتصبح حانية الراس توجه ناظريها نحو الارض.
اقتربت منه بخطا حذرة ، لاترك مسافة متر و نصف بيننا فمازال غريبا لا اعرف عنه شيئا و ربما قد يقوم بفعل طائش في اي لحظة .

" و كيف اتيت الى هنا "
شرعت في الاستجواب ، لعله يخمد براثين فضولي الذي يخزني بابره الحادة ليتحرك لساني مرغما .

رمشت غير مصدقة لافعاله ... شخص عديم الاحترام ، لقد واصل تحديقه كأني احدث الحائط لا هو .
حسنا ، سأسلبك لسانك بطرقي الخاصة ...

" الا تظن اننا وجب ان نتعاون كي نخرج من هنا "

" انت من تحتاجين مساعدتي ، لا انا "

حرك لسانه بتلكئ مفرجا عن كلماته تلك ، مغرور لعين .
" احقا !لنرى كيف ستبلي وحيدا . الم تتعلم ان اليد الواحدة لا تصفق "

كان التجاهل نصيبي للمرة الثانية ، حقا افعاله هذه تمزق صورة مثاليته . فما فتئ يحدق في الحائط امامه محافظا على وضعيته تلك منذ ازيد من نصف ساعة ... و اقسم ان اعضاء جسده تصرخ طلبا الرأفة فيجيبها قائلا " لست بالمهتم " ساعيا ليبدو صعب المراس .

اقتربت اكثر بينما اضيق عيناي ، أتأمل في ما كان يحملق ، كان نفس النص الذي قراته قبل مجيئي إلى هنا منقوشا على الحائط . لكن مالذي يفعله هنا؟ وجب علي لمسه كي اتعرف على عمره.

" اياك و لمس اي شيء هنا فالمكان مملوء بالسحر"
زجرني كلامه عن ما كانت يداي ستقدم على فعله، لتعود خائبة الآمال، بقلب مكسور لجانب وركي متأمّلة كلامه بشكل ملي بعد ان غلفت الجدية ملامحي.
لأعي ان الغبية انا التي كانت تتساءل عن مصدر اللون الاحمر قد غفلت عن حقيقة استعماله لتقوية السحر.
" لقد رأيته قبل مجيئي لهنا"

استدار نحوي اخيرا لتقابلني عسليتاه، ليحرك شفتاه قائلا بعد طول صمت، بينما يرفع حاجبه الايسر .

"و "

" قرأته بضع مرات ، إذ لم افهم أي كلمة مطلقا و من ثم..."
ما لبثت اتم كلامي حتى تحولت بؤرتاه للاسود القاتم و اظلمت ملامحه فتراجعت خطوة للخلف خوفا بينما اعتلت الصدمة ملاحي .
كيف امكنه تغيير لون عيناه ؟! بدا الشك ينتابني حول جنسه حقا !

قـاتـم || B.BHWhere stories live. Discover now