تحتَ الأفرِشة -٠١-

61.4K 4.6K 3.2K
                                    

فوتز وكمونتز +مُتابعة بتسعدني أميرتي 🥀✨..












تقِفُ أمامَ رئِيس الفرعْ والإبتسِامةُ تشقُّ ثغرها َ عزيزتِي تاتيانَا ،هي تَنتظِر بفارغِ الصبرِ أن تقُوم بأوّل معاينةٍ لها كمُتدرّبةً....

ذو العقدِ الخمسِيني قد نزَعَ نظّاراتِه الطبيّة مُطالعاً هاتِه البشوُشةِ التي مُذ أن قدّمت لهُ أوراقَها وهي تصنعُ السعادةِ...

"مُتدرّبةٌ جديدة؟" يستفهِم منها لتومئَ له مُحرّكةً رأسهاَ

"نعم "

هو تنهّد مُفرداً كلا يديهِ على جوانبِ المكتبِ الخاص بِه ،أخرَجَ مفتاحاً من أحدِ الأدراجِ ليتّجِه ناحِية خزنةٍ كانت موصدةٍ في أحدِ أركانِ غُرفةِ مكتبِه، تاتيانَا كانت تتبَعهُ بنظراتِها....

هو قد حرّك ذلك المفتاح على نقشِه ضاغطاً على عدّةِ أرقامٍ لتنفتِح تلكَ الخزنة....

لقد جذبَ منها ملفًّا أبيضاً مع مفتاحٍ كان فوقه.....

"ملفُّ مرِيض غرفة ١٠١"

هذا ماإقتصرَه من كلامٍ معها ،هي أسرعتْ بخطواتِها تأخُذ ماقدّمه لها رئيِس الفرعِ...أوّل مريضٍ لها ،هي بالطّبع ستبذُل قصارى جُهدها.....

"إقرئيِ معلوماتِه جيّداً، إنّه من أصعبِ المرضى بالمُستشفى"

خرجَ بعدَ ذلِك تارِكها عاجِزةً عن فهمِ مغزى كلامِه ،جلستْ علىَ تلكَ الأريكةَ المتواجِدة بمنتصفِ الغرفة ممعنةً النظر والقراءةَ بمعلوماتِ مرِيض غرفة ١٠١....

"إنفصام"



"الهوس"


"هيستيريا"


"جنون"



"إكتئاب"



"إنطواء"

"الوسواس القهري"



"ثنائي القطب"

"الأرق"

تلكَ العناوِين كانت كفيلةًَ بغلقهاَ للملفِّ وهي لم تقرأ سوى ورقةٍ واحدة منه ....

كوّرت قبضتَها جاعلةً من الدّماء تحتقِنُ وتُبرزُ عروقهاَ الخضراء، وهي عادتُها للتّخفيفِ من توتّرها.




الجلسة الأولى : سنة٢٠١٣ ،يومَ الإثنين السّاعة ١٥:٠٠ ، د.لي.

س:أتعلمُ سببَ تواجُدك هنا رقم ١٠١؟

المرِيض أخذ رُبع ساعةٍ من الصّمت ليُجيبَ السّؤال ......

١٠١:لأنّني مميّز ومختلفٌ عنكم.



س:يتّهمونَك بالجنونْ؟ أأنتَ كذلِك؟

١٠١:يتّهموننِي بالجنون ِ وأنا عاقِل في عالمهمْ.






أغلقت تاتيانَا الملفّ مجدّداً ماإن قرأت مايتضمنّه ملفّ المرِيض من أولِ جلسةٍ ،الدّكتور لي!؟ كان أوّل من قامَ بمعاينتِه ! ولم يسترجِع ماهيّته! هي لم تُصدّق ماقرأته......



"مُستعدّة؟" سألها أحدُ الحرّاس الذي كانت تنتظِره من أجلِ الذّهابِ لغرفةِ المريِض....

هي ليستْ مُستعدّةً البتّة لذا بَلعت مابِحلقِها مومئةً له ، تأخذُ شهيقاً وزفيراً وهي تسلُك أروقة المشفى البارِدَة والمُخيفةَ للمرضى على غرارِهم....

"وصلناَ"

همسَ بحذرٍ لتجدَ رجلينِ يحرُسانِ غرفةٌ بها بابُ حديدي أشبهُ بخاصّةِ السّجن وكم تتواجدُ به سلاسِل ومفاتيِح وبابٌ عادي خلفَه.......

هيَ إنتظرت طوِيلاً ليفتحوا تِلك الأبوابَ الموصدةُ....

تحدّث أحدُ الحُرّاسِ قبلَ دخولِها....

"خاتمُك ،ساعةُ يدكِ ،عِقدُكِ ، أقراطُكِ سلّميها لنا قبل دلوُفكِ"

ليُكمل كلامَه موصداً الباب الحديدي بعد أن دلفتْ منهُ هي

"الباقيِ لكِ"

،جعلهاَ هذا تفزعْ ...هي فقط أحكمت على يدها المُرتعِشة بالأخرىَ لتوقِف توتّرها ،هي ستسقُط حرفيًّا فقدماها ماعدتاَ تحمِلانِها..ولكنّه عملُها!، هذا ماسعتْ من أجلِه...

مُعتمةٌ وباردةٌ كالثّلج،رائحةُ حبرٍ جديدٍ تغزوُ تلكَ الغرفةَ البارِدة جعلَ قشعريرة ً تسريِ على طوُلِ جِلدِها.....


"إنزعيِ حذائكِ"







رأيكم؟





ستتوضّح الكثيِر من الأشياء بالتشابترز القادمة⁦🥀


تحتَ الأفرِشة ||ج'ج.ك✓Where stories live. Discover now