٢

278 20 8
                                    

لماذا؟

يقال أن أي شخص طبيعي يقيم علاقات و يعرف أناس.. و انَّ من خالف ذلك لا شكَّ انَّ به علّة.. أو أنه اقترف شيء مخزيً..

إذا لماذا كلما ضقت ذرعا من العالم انطوي بنفسي مع كتاب؟.. لماذا أجد الكمال المفقود بين السطور؟.. لماذا أرى الورقة و القلم الملاذ و المأوى؟.. لماذا أرى الصدق في حروف كاتب مجهول ؟..

لابُدْ اني جننت ! أو اني شاذة عن تعاليم المجتمع ! أ ربما اكون مِتُّ و بعثت من جديد؟! لا، لا أظن ذلك لطالما أخبرتني أمي اني إنطوائية .. و لطالما كنت ذلك الشخص الذي لا يكثر الكلام في الجمعات.. إذا لماذا هذا الاستغراب الآن؟.. لماذا هذا النفور كلما إبتعدت عن كثرة القيل و القال؟

لنكن صريحين.. هذا ليس خطئي و ليس خطأ من هم مثلي.. نعم ربّما تتحمل شخصيتي القليل من اللوم.. و لكن يقع العاتق على أمي، على أبي، على المعلمين، و على كل المفكرين..

اذا كانو يريدون جيلا يصاحب من هبّ و دبّ لماذا قالو الصاحب ساحب؟ لماذا قالو خير جليس في الزمان كتاب؟ لماذا حذّرونا من رفاق السوء؟ لماذا قالو في المخالطة شبهات؟ لماذا غرسوا في ذهوننا فكرة أن الكل يريد مصلحته؟ أن الجميع خائنون؟ أن الغدر و المكر صفات متأصلة في البشر منذ بدء الخلق؟......

نحن قوم حاكمه إله السماوات السبع، دستوره كتاب ربِّه، يسير على نهج نبيِّه، نحن في الاصل لدينا ضوابط و قيود تسير حياتنا في المسار الصحيح، اذا لماذا هذا التحكم الزائد؟ لماذا هذا التزمت؟ و يقولون لك إتقي شر الخلق
.
اين الشر ان كنّا كلنا أصلنا واحد و مرجعنا واحد؟ الشر نحن من زرعناه في النفوس، بالتفرقة، بالغيرة، بالنميمة، بالحذر الزائد..

أدري في الأخير اني لن أحدث أي فرق بخربشاتي هذه، لكن مع ذلك يبقى السؤال نفسه... لماذا؟؟

شَظاياَ أفكار Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora