2

9.6K 441 45
                                    

وأنا أقول له بابتسامة :

- " ممكن استعمل الحمام يا حاج " - انت إيه اللي دخلك الشقة دي يا بني وعايز مين ؟

قالها لي الرجل فقلت له وأنا أمسك نفسي عن الذهاب للحمام :

- " والله العظيم أنا جاي علشان أقابل واحد صاحبي ساكن في الدور التالت وافتكرت دي شقته ودخلت جوه ، ولقيت ناس عادية بعد كدة الشقة ولعت و . . . إلا هو أنا شكلي عبيط يا حاج ؟ "

جاء الرجل ليسند جسدي قبل أن يقع وهو يقول لي بحزن :

- " حظك وحش یا بني معلش معلش ، أظن أنا عارف إيه اللي حصل جوه الشقة دي ، لكن انت كنت جاي تزور واحد اسمه إيه "

كنا قد دخلنا من باب الشقة والطفلين مازالا ينظران لي بخوف

- " اسمه ( عبعزیز ) یا حاج توقف الرجل فجأة وهو يقول لي بدهشة :

- ده ابني ؟ ؟ وجه هنا من شوية وسأل حقیقی عن أي حد من أصحابه جه البيت لكننا قلنا ليه إن محدش سال فقام نزل

تاني "

أوصلني لأجلس على مقعد ضخم في الصالة ثم جلس هو أمامي ، كان رجلا وقورا أصلع الرأس يرتدي بيجامة وذو شارب رفيع ووجه هادئ ، بعد أن جلس أمامي قال لي :

- : معلش يا بني على اللي انت شوفته في الشقة اللي جوه بص أنا هاضطر أحكيلك على حكايتها ، من حوالي عشر سنين كان فيه واحدة جارتنا ساكنة هي وبنتها وابنها من زمان وكانت علاقتنا بيهم كويسة ويعتبر ( عبعزيز ) متربي معاهم ، لكن للأسف في يوم من الأيام وهما بيصلحوا کهربا الشقة وكان الكلام دة حوالي الساعة 4 أو 9 ونص ، وانفجرت أنبوبة الغاز وبرغم أن الأنبوبة كانت مش مليانة إلا أنها قضت على الكهربائي وأم شاهندة و ( حمادة ) وكلهم ماتوا قبل ما يوصلوا للمستشفى . . الله يرحمهم ، المشكلة إن في أيام معينة من الشهر بنسمع أصوات جاية من الشقة ، في الأول قلنا حرامي دخل الشقة بس نيجي نفتح الشقة نلاقيها فاضية وفي الآخر اتعودنا إن كل كام يوم بليل نسمع صوت جاي من الشقة أو صوت ناس بتصوت وتزعق زي ليلة موتهم بالظبط "

كانت عيناي في اتساع وفمي مفتوح وأنا استمع للتفصيلات

- " كلامك صح يا حاج أنا لقيت اللي اسمها ( شاهندة ) بتقول للعفاريت اللي حواليها إن الساعة عدت 9 ونص وبقت

عشرة وإن معادهم كل يوم 9 ونص ومیعادهم فات خلاص وقامت الشقة ولعت "

رفع الرجل حاجبيه بدهشة . . بالتاكيد لن يصدقني ولكنه هرش في صلعته مفكرا ثم قال :

- " انت شوفت عفریت ( شاهندة ) وهو بيقولك إن الساعة عدت 9 ونص وبقت ۱۰ وإنهم اتأخروا عن ميعاد كل يوم ؟ "

بلعت ريقي وأنا أقول : - " والله العظيم أنا شوفت ده وكمان لقيت نتيجة متعلقة "

لم يدعني الرجل لأكمل جملتي بل وجدته يضرب أخماسا بأسداس بغضب وهو يسب ويلعن ، وفجأة سمعنا طرقات على باب الشقة فجرى أحد الأطفال ليفتح الباب لنجد :

حكايات فرغلي المستكاوي لـ حسن الجندي   Where stories live. Discover now