..................البارت الاول................

123K 962 52
                                    


ف احدى المحافظات المصرية البسيطة..التى يغلب عليها الطابع الريفى..وبالتحديد ف فيلا محمد العزايزى تلك الفيلا التى تعتبر اكبر بيت ف تلك المحافظة البسيطة ولكن رغم بساطة الفيلا..الا انها كانت راقية..فان بوابتها فضية اللون مع اللون الاسود..وبها ممشى جميل مزين بالورود من الجانبين وصولا الى الباب الرئيسى للفيلا..ويوجد هناك طريق ف الحديقة الامامية يؤدى الى الخلفية..فالحديقة الخلفية اجمل واجمل..فهى تحتوى على جميع انواع والوان الورود ذات الروائح الذكية الطيبة..ويوجد ف وسط تلك الحديقة..حوض مستدير مزين بورود الياسمين البيضاء من الجوانب وف الوسط توجد الورود ذات الالوان الزاهية والرائحة العطرة..فهناك الحمراء..الصفراء..الوردية..الزرقاء.كانت هناك فتاة ف اواخر العشرينيات..ترتدى بنطال اسود اللون وقميص قطنى كحلى اللون ذو اكمام وحجاب احمر اللون..يبرز جمال عيونها العسلية البراقة..وبشرتها البيضاء مثل الحليب..ولكن رغم جمالها هذا..الا ان وجهها حزين ويُظهر كمية وجع كبيييرة جدا..ترى ماسبب ذلك الوجع؟!..
كانت تروى الورود ف شرود تام..غير مبالية بما يحدث حولها..
( برضو سرحانة)..
افاقت ع ذلك الصوت الحنون..ونظرت خلفها فوجدت رجلا ف التسعينيات من عمره ويظهر عليه الحكمة والطيبة وكانت عيونه عسلية اللون..فهذا هو كبير العزايزة..محمد العزايزى..معروف بين الناس بشدته ف جلب الحق لصاحبه..ومعروف انه لا يُظلم من استشاره ولا يُخذل من استعان به..فنظرت له مع ابتسامة..ووضعت خرطوم المياه ع الارض واتجهت اليه..
تاليا:صباح الخير ي جدو..
وطبعت ع خده قبلة الصباح التى اعتادت ان تعطيه اياها منذ ان كانت طفلة صغيرة..وهو قد اخذها بين احضانه وطبع قبلة ع راسها وقال بحنان:صباح الفل ي قلب جدو..فطرتى ولا لسه؟!
تاليا مازحة: وهو انا برضو اقدر افطر من غير ميدو حبيبى..
ضحك محمد وقال لها:ي بت بلاش ميدو دى هتضيعى هيبتى..وبعدين انتى بتحسسينى بالكلمة دى انى ابن اختك..
تاليا بمزاح:وانت محسسنى انك عجوز ُكُهنة..دا انت لسه شباب..دا انا بدورلك ع عروسة ي ميدو..
محمد: عروسة؟!..ليه ي اختى شيفانى اتجننت..دا الى يتجوز مرة مايعملهاش تانى..(ضحكت تاليا ع خفة دم جدها)..المهم تعالى بقى نفطر لانى هموت من الجوع..
ودخلا الى الفيلا..وجلسا ع طاولة الطعام.
محمد وقد جلس ع مقعده مترأسا المائدة:ي سعاد..هاتى الفطار..
فجأ له صوتا نسائيا من المطبخ: حاضر..
محمد وقد نظر الى حفيدته بتأمل..ان وجهها حزين مهما حاولت هى ان تظهر العكس..فقال مازحا محاولا تغير مزاجها:تعرفى انى مش عارف استفاد منك بحاجة ي بت انتى..
ابتسمت تاليا ابتسامة خفيفة:ازاى يعنى؟!
محمد:يعنى حبكت تكونى دكتورة نسا وولادة..ماكونتيش عارفة تبقى دكتورة ف حاجة تانية استفاد منها..
ضحكت تاليا:معلشى ي جدو..المرة الجاية بقى..
محمد ضاحكا: ع رايك..(بدات ملامحه تتحول الى الجدية قليلا)..كنتى سرحانة ف ايه بقى ف الجنينة؟!..
اختفت ابتسامة تاليا وقالت بشجن وحزن:سرحانة ف الى فات..
محمد:لو الواحد قعد يفكر ف الى فات عمره ماهيقدر يعيش الحاضر..
تاليا:معاك حق..بس لو الحاضر بتاعك كل حاجة فيه بتجرحك..يبقى لازم تفكر ف الماضى..تفتكر ذكرياتك الحلوة..لحظاتك السعيدة..(بدات عيونها تذرف الدموع)..والناس الى بتحبهم اكتر من نفسك..هتلاقيك قادر انك تعيش حياتك..
حزن محمد ع حفيدته..فانه مهما حاول لا يستطيع ان يجعلها تنسى الماضى..فهى اسيرة فيه ولا تستطيع الخروج منه..وضع يده ع يدها..فنظرت له بعيونا دامعة..وقال لها:كل دا اختبار..ولازم تكونى قده..ماتخلنيش ابقى قلقان عليكى وانتى بعيد..
اخذت تاليا تمسح دموعها وقالت له:ماتقلقش عليا ي جدو..انا هبقى كويسة..وبعدين دا انا حفيدة كبير العزايزة..يعنى لازم اكون جامدة ولا ايه؟
محمد بابتسامة:طول عمرك جامدة ي حبيبتى..(اراد تغير جو الحزن هذا)..هو احنا مش ناويين نفطر ولا ايه؟!..
............................................................
ف القاهرة..ف احد المناطق الراقية..توجد فيلا مصطفى العزايزى..او فيلا منصور العزايزى حاليا..انها فيلا كبيرة اشبه بالقصور التى ف الحكايات القديمة..ويوجد بها حراسة ف كل مكان..داخل تلك الفيلا وبالتحديد ف غرفة المكتب..حيث يجلس رجلا ف اوائل الاربعينيات ف هيبة وتكبر ويحمل ف يده ذلك السيجار الكبير المعروف بين الاغنياء ورجال الاعمال..فانه هو منصور العزايزى..المدير التنفيذى لمجموعة شركات العزايزى للحديد والصلب..وهو رجلا تبدو عليه ملامح الصرامة والقسوة وشعره مزيج بين الاسود والابيض وذا عيونا بنية قاسية وكان يشرب السيجار بتامل وفرحة..وكان يقول ف نفسه:خلاص ي منصور..كلها كام يوم وكل حاجة تبقى ف ايدك انت..انت وبس.
حتى قطع تفكيره دخول زوجته امينة..فهى سيدة بسيطة رغم ان زوجها يمتلك اموالا كثيرة.. وكان يبدو ع وجهها الطيبة والحنان..عندما راها منصور تغيرت ملامحه من الفرحة الى الغضب وقال:انتى ازاى تدخلى المكتب من غير ماتستأذنى؟!..
امينة بنوع من الخوف:انا خبطت بس انت ماسمعتنيش..فقلقت عليك ودخلت..
منصور بجمود وببرود:بعد كدا لو دا اتكرر مش هيعجبك تصرفى ولو مارديتش بعد كدا تبقى تفهمى وتاخدى بعضك وتغورى ع اوضتك..مفهوم؟!..(فاومأت له بالموافقة ونظرها ف الارض)..جهزتى الاوضة بتاعة تاليا ولا لسه؟!.
امينة:اه وضبتها وجاهزة..بس هى هتيجى امتى؟!..
منصور:هتيجى ع المغرب كدا..هو عمار فين؟!..
امينة:لسه نايم..
منصور:نايم لغاية دلوقتى..دى الساعة ١٢..(ونظر اليها نظرة غاضبة وتغيرت نبرته)..هو كان سهران امبارح برضو؟!..
فتوترت امينة اكثر..اتجيبه ام لا؟!..فهى خائفة من رده فعله..
منصور بغضب وقد خبط المكتب بيده بقوة مما افزع امينة:ماتجاوبينى ي هانم..
امينة بتوتر وخوف:هو..انا والله حاولت امنعه..بس ماعرفتش..
منصور:ماعرفتيش؟!..ي فرحتى بيكى ي اختى..ماشى..
وخرج من المكتب وتوجه الى الاعلى..ودخل غرفة ابنه عمار..فوجده نائما ببنطال جينز بنى اللون وقميص ابيض..فتوجه اليه منصور قائلا له بلهجة غاضبة:انت ي زفت..اتنيل قوم اصحى..
عمار بنعاس:ي ماما بس بقى سيبينى..
منصور بغضب اكثر:انت ي زفت..
ففزع عمار واستيقظ..فوجد والده يقف بجوار السرير ويبدو ع وجهه الغضب الشديد..
عمار:ف حد يصحى حد كدا ي منصور..
منصور:واد انت..اتنيل قوم وفوقلى كدا..
عمار بضجر وهو يحك راسه من الخلف:ف ايه ي بابا ع الصبح؟!..
منصور بلهجة امره:فوق وانزلى تحت وانا هعرفك ف ايه..خمس دقايق والاقيك تحت..
وتركه وخرج من الغرفة..ان عمار شاب ف منتصف الثلاثينيات ذا شعرا بنيا قصير وبشرة قمحية وعيونا بنية مثل والده وذا جسدا رياضيا..وبعد ان خرج والده قال:ايه الناس النكدية الى ع الصبح دى؟!..
وبعد عدة دقائق..نزل عمار الى والده ف المكتب..وعندما راه منصور قال له ف غضب:هو انا مش قلتلك بلاش تسهر امبارح ي زفت انت..ممكن افهم خرجت ليه؟!..
عمار:ي بابا ماانت بتقول طول ما تاليا هنا لا اشرب سجاير ولا خمرة ولا اسهر ..قلت لما اخرج اتهنى باخر ليلة واعمل الى انا عايزه..
منصور:ماشى ي عمار..بس اخر مرة تكسر كلامى وتعمل حاجة من غير ماتقولى..
عمار:تمام ي بابا..المهم هى هتيجى امتى؟!..
منصور:جدك بيقول ع بعد المغرب كدا..المهم..عايزك تبان قدامها ملاك..عايزها تحبك..مفهوم؟!..
عمار بتكبر:عيب عليك ي بوس..دا انا عمار..
منصور:ماتتغرش بس..اما نشوف..
............................................................
ف القاهرة...ف احد الاحياء الراقية..ف عمارة جميلة..كانت تسكن فتاة ف اواخر العشرينيات ذات عيونا بنية وبشرتها مزيج من الابيض والقمحى..كانت سعيدة جدااا..وكانت تقف امام الدولاب ف حيرة لكى تختار ما سترتديه..
(المعاناة الى كل بنت بتعانيها كل يوم😂😂..وانا اولكم والله😂😂)..
حتى قطع حيرتها..رنين هاتفها..فاخذته..
على:صباح الفل ي قلب قلبى..
انجى:صباح النور..
على:تصدقى انك ماعندك دم..يعنى انا بدلعك وبتصل اطمن عليكى..تقوليلى صباح الخير بس..
انجى:ايه ي عم الماسورة الى ضربت دى..اهدى ع نفسك ي لول..
على:والنبى انا ماعارف انا حبيتك ع ايه؟!
انجى بغرور طفولى:حبيتنى ع حلاوتى وجمالى وخفة دمى..
على:لا والله..ماشى ي انوج..المهم..هتيجى المستشفى النهاردة ولا لا؟!..
انجى:لا مش جاية..ابقى اعملى اذن بقى..
على:هتروحلها امتى كدا؟!..
انجى:هى قالتلى ع بعد المغرب هتكون وصلت فاانا هروحلها ع العشا كدا..
على:ماشى ي قلبى..ابقى سلميلى عليها..الا بقولك ي انجى؟!..
انجى:نعم..
على:مافيش بوسة كدا قبل مااقفل..
انجى:لا ي حبيبى ف شبشب هيجى فوق دماغك لو ماقفلتش دلوقتى..
على:خلاص خلاص اهدا ي شبح..سلام..
واغلق الهاتف..فجلست انجى ع السرير وقالت بطفولة:والله غلس..مش عارفة انا اطصيت ف نظرى وحبيته ازاى دا؟!..(نظرت ال الدولاب وقالت بضجر)..اما نشوف هنلبس ايه ف يومنا دا؟!..
............................................................
ف امريكا..ف احد البيوت الراقية..كان هناك منزلا يتكون من طابقين..ف الطابق الاول كان هناك المطبخ وغرفة المعيشة وغرفة الرياضة وهناك سلالم تؤدى الى الطابق العلوى حيث غرف النوم..ف غرفة الرياضة..كان هناك شابا ف اوائل الثلاثينيات..ذا عيونا زرقاء وشعرا بنى كثيف وبشرة قمحية اللون ولحية خفيفة تزيده وسامة وكان يرتدى بنطال قطنى ازرق وتى شيرت كات..وكان يتدرب ملاكمة..وكان يضرب بكل جموحه وبكل غضبه...وكيف لا يفعل ذلك وهو الفهد الجريح؟!...حتى قطع تدريبه صوت رنين هاتفه..فخلع قفازات الملاكمة واخذ هاتفه..ورد:الو..
حازم:اهلا ي دكتور..ايه ي عم هو احنا لو ماسالناش مش بتسال؟!..مش اخوك انا ولا ايه؟!..
فهد:لا اخويا ي لمض..عايز ايه؟!.
حازم:دا انت دبش صحيح..المهم ماما بتقولك طيارتك هتيجى امتى؟!..
فهد:وانتوا عايزين تعرفوا ليه؟!..
حازم:ايه الى عايزين نعرف ليه..عشان نيجى نستقبلك..
فهد:لا ي عم مش عايز حد يستقبلنى..
حازم:ف ايه ي فهد مالك؟!..انت لا عايزنا نستقبلك ولا خليتنا نيجى نزورك طول ماانت كنت ف امريكا..
فهد وقد تغيرت نبرته الى العصبية:عشان انا عايز كدا..ودا اخر كلام عندى..
حازم:خلاص ي عم اهدى..ماكانوش كلمتين الى هيخسرونا بعض..
فهد وقد هدات نبرته قليلا:طب انا مضطر اقفل عشان اخد دوش عشان الحق اوضب الشنطة..
حازم:ماشى ي فهد..اشوفك ع خير..
واغلق كلا منهما الخط..جلس فهد ع اريكة كانت بجواره..واخذت ذكريات الماضى تتدفق الى رأسه كالسيل..
....................Flash Back......................
ف احد الايام المشرقة ذات الصباح الجميل..ف فيلا عزيز الجيار..كانت الاسرة مجتمعة ع مائدة الطعام..عزيز الجيار..رجلا ف منتصف الاربعينيات وكان شعره ابيضا دليل ع حكمته وخبرته ف الحياة وكانت عيونه بنية اللون..وكانت تجلس ع يمينه زوجته ندى.سيدة طيبة وحنونة وكل مايعنيها ف الحياة هو زوجها واولادها وراحتهم..ويجلس بجوارها ابنها الصغير حازم وهو ف ثانوية عامة ادبى..شعره بنى وعيونه زرقاء اللون كوالدته..
عزيز:هو فهد لسه مانزلش ليه؟!..
حازم بمزاح:اصله كان بيدح امبارح..
عزيز:عقبالك لما اشوفك بتدح زيه كدا ي خويا..
حازم:ادح ايه بس ي بوب..احنا حاجتنا سهلة مش محتاجة دح..افهم وهعرف اجاوب.وخلاص.خلصت..
(وهو انت بتفهم اساسا)..
نظر حازم الى صوت اخيه الكبير الذى كان هابطا من ع السلم مرتديا قميصا ابيض باكمام وبنطال اسود..
حازم:اه ي خويا بفهم..شايفنى حمار ولا ايه؟!..
فهد مازحا:والله كل واحد حاسس بنفسه..
ندى:خلاص بقى كفاية مناقرة انتوا الاتنين..اقعد ي فهد عشان تفطر..
فجلس فهد ع يسار والده..وتناول الفطور..وخرج لكى يركب سيارته الهامر السوداء.وارتدى نظارته الشمسية التى تزيده وسامة مع لحيته الخفيفة.وجلس امام المقود واخرج هاتفه وقال:اما نشوف الاستاذ صحى ولا هياخرنا زى كل مرة..(فقام بالاتصال ع صديق طفولته)..دا انت لو لسه نايم دا انا هنفخك..
فرد عليه على قائلا بصوت نعس:الو..
فهد:انت لسه نايم ياض ولا ايه؟!..
على بنعاس:اه ولسه عايز انام..
فهد:وحياة امك ي على لو انا جيت مالقيتكش لابس وجاهز ف ظرف عشر دقايق لاكون نافخك..
على:لا وع ايه..الطيب احسن..انا اروح البس بكرامتى..سلام..
اغلقا الهاتف..ووضع فهد هاتفه ع المقعد بجواره وبدا القيادة متجها الى منزل صديقه على..كان على يسكن ف منطقة راقية ف القاهرة..وصل فهد الى منزل صديقه..ونزل من السيارة ودخل البيت..ورن الجرس..ففتحت له سيدة طيبة جدا وكانت ترتدى اسدال الصلاة البنى اللون..
فهد بابتسامة وقبل يدها ف حب:صباح الخير ي مريومة...
مريم بابتسامة:صباح النور ي حبيبى..تعال اتفضل..
فدخل فهد معها..وجلس ف الصالة ف انتظار على..وجلست معه مريم وقالت له:وانت عامل ايه ي حبيبى؟!..وباباك ومامتك وحازم اخوك كويسين ولا لا؟!..
فهد:اه الحمدلله ي مريومة..المهم ي قمر انتى اخبارك ايه والواد الاهبل الى عندك عامل معاكى ايه؟!..
مريم:الحمدلله ي حبيبى..بس بقولك ادخل صحيه اصلا لو سيبته كدا مش هتروحوا الكلية النهاردة..
فهد:دا انا مصحيه قبل مااجى..(وذهب الى غرفة صديقه..فوجده لازال نائما)..وحياة ربنا لانفخك..(فقام بالقفز فوقه)..قوووم يااااض..
على بفزع:عبو اشكالك ع الصبح..ف حد يصحى حد.كدا ي متخلف؟!..
فهد وقد جلس ع مكتب على:والله انا حذرتك قبل مااجى وقولتلك لو ماجيتش لاقيتك جاهز هنفخك..وانت مش بتسمع الكلام..اعملك ايه بقى؟!..وبعدين ياض انت انا مش قايلك امبارح تتخمد بادرى..افتح الواتس الصبح الاقيك قافل الساعة ٢ بليل..ليه بقى؟!..
على وهو يحك مؤخرة رأسه:بكرة ي خويا لما ترتبط تبقى زيى..وانا هبقى اعمل فيك الى انت بتعمله فيا دا..
فهد:لا ي عم وع ايه..انا لا عايز ارتبط ولا احب..انا سنجل وافتخر..
على بسخرية:سنجل وتفتخر؟!..اللهى ي رب اشوفك ي فهد ي ابن طنط ندى واقع ع بوزك ف واحدة تجننك ي رب..
فهد وقد رمى عليه احد الكتب:ي اخى دى دعوة تدعيها..عبو شكلك ع الصبح..اتفضل قوم غير عشان نمشى.
وبالفعل ذهب على ليقوم بتغير ملابسه وعندما انتهى اخذ كتبه ونزل مع فهد للذهاب الى الجامعة..وعندما وصلا الى موقف السيارات ف الجامعة..نزل على لكى يجيب ع الهاتف..وعندما كان فهد يغلق محرك السيارة..لمحت عيناه فتاة ف منتهى الجمال ذات بشرة بيضاء كالحليب وعيونا عسلية وترتدى دريس نيلى وحجاب فسفورى هادئ..هل من المعقول ان يكون هناك احدا كامل الجمال هكذا؟!..ام اننى اتخيل؟!..
قطع تفكيره دخول تلك الفتاة الى مبنى الادارة..ترى من انتى؟!..أانتى حقيقة ام خيال؟!..
على:ايه ي عم انت ناوى تبات ف العربية ولا ايه؟!.
افاق فهد من شروده وتفكيره ف تلك الملاك الفاتن:يخربيتك فزعتنى..
على:فزعتك ايه ي ابنى انت؟!..انجز المحاضرة كمان عشر دقايق..
فنزل فهد من سيارته وارتدى نظارته الشمسية التى زادته وسامة..واتجها الى السيكشن..ومرة اليوم عاديا جدا..رغم ان فهد كان يتمنى ان يرى تلك الملاك مرة اخرى حتى ولو للحظات..ولكن لم يرها..وف وقت المغرب..كانا عائدان الى المنزل..ولكن على جاء له مكالمة من امه تطلب منه بعض طلبات للمنزل..فتوقف فهد امام السوبرماركت ودخلا معا..وذهبا معا..كان على يحضر طلبات والدته..
فهد:ي عينى عليك ي لول..بقى دى اخرتك
على بضجر:بكرة ي خويا لما تتجوز هتيجى وتشترى الطاق طاقيين بس انت اصبر ع رزقك بس..
فهد:هو انت عايزنى اتجوز ليه؟!..هو انا عامل فيك حاجة ي بنى عشان تدعى عليا
على:لا ي حبيبى دا انا بدعيلك..انك تلاقى واحدة تحبها وتخطف قلبك كدا وتخليك مش دريان بالدنيا ولا بالناس وتحبوا ف بعض وتحل عن دماغى شوية..
وابتعد عنه قليلا لكى يحضر شيئا ما...
فهد:والله ي خفيف..وانا هلاقى الى احبها فين دى بقى؟!..هتنزلى من السما مثلا؟!..(ولم يكمل جملته حتى اصطدم بشخصا ما)..ماتفتح ياض.
تاهت وضاعت منه الاحرف عندما نظر الى تلك العيون الساحرة..أانا احلم ام ماذا؟!..
فهد ف نفسه:يخربيت جمال عيونك..
تاليا:انا اسفة ماكانش قصدى..
فهد:................
تاليا باستغراب:ي استاذ هو انت كويس؟!.
على قادما وهو يحمل معه علبة حليب:فهد هى دى كبيرة ولا معقولة؟!..(وعندما نظر الى صديقه وجده يقف امام فتاة ولا يتحدث..ينظر اليها فقط)..الواد دا واقف كدا ليه؟!..
فذهب باتجاهه..وعندما راى تاليا..
على:ازيك ي تاليا عاملة ايه؟!..
تاليا:الحمدلله ي على..انت ايه اخبارك؟!..
على:والله ي اختى مش كويس..
تاليا:ليه بس كدا؟!.
على بمزاح:يعنى ابقى مرتبط بقريبتك وابقى كويس؟!..
تاليا بابتسامة ساحرة جعلت فهد يبتسم هو ايضا لااراديا:ف دى عندك حق..ربنا يكون ف عونك..
على:اه والله ي اختى..المهم انتى واقفة كدا ليه؟!.
نظرت تاليا الى فهد الواقف امامها ف صمت كانه مغيب ف عالم اخر:اصلى خبطت ف الاستاذ وكنت بعتذرله بس هو مابيتكلمش ليه؟!..
على باستغراب:دا مابيتكلمش؟!..دا كان صوته ملعلع من شوية..
تاليا وقد نظرت الى عينى فهد الزرقاء كالبحر:ع العموم انا اسفة مرة تانية ي استاذ..عن اذنكم..
على:ابقى سلميلى ع طنط خلود و عمو مصطفى..
تاليا:يوصل..باى..
وبعد ان ذهبت تاليا..نكز على ذراع فهد وقال:خلاص ي عم مشيت..
فافاق فهد من شروده وحاول ان يظهر عكس ماكان عليه فقال بنبرة لا مبالاة:مين دى الى مشيت؟!..
على بخبث:عليا انا..الى انت كنت مبلم قدامها زى الصنم ي خويا..
فهد بتوهان:والله انا ماعارف انا حصلى ايه؟!..بس اول ما بصيت ف عنيها حسيت انى مش ف الدنيا دى خالص..
على بنظرة سعادة:الفهد شكله وقع ولا ايه؟!..
فهد بابتسامة وهو يحك مؤخرة راسه:مش عارف..بس اول مرة اتوتر اوى كدا قدام بنت..
على:بصراحة اه..دا انت كنت صنم صنم يعنى..
فهد:بجد؟!..(فاومأ له على بابتسامة سعادة)..بس تعال هنا قولى..انت تعرفها منين اصلا؟!.
على:تعال بس ندفع ونمشى وهقولك ف السكة..
وبالفعل..دفع على ثمن المشتريات وصعدا الى السيارة..
فهد بنفوذ صبر:ها قولى بقى تبقى مين وتعرفها منين واسمها ايه؟!.
على:اهدا اهدا ي عم وخد نفسك..وبعدين اسمها ايه ي اهبل ماانا قايل اسمها قدامك جوه..
فهد بتوهان:انا كل الى انا فاكره عنيها وابتسامتها وصوتها الى شبه الملايكة..
على:لالالا..انا مش متعود ع الرومانسية دى منك..بس انا هخدمك برضو..دى تبقى تاليا بنت خالة انجى حبيبتي واتعرفت عليها يوم لما ارتبطت انا وانجى واتكلمنا وعرفنا بعض..هى بنوتة طيوبة اوى ودمها خفيف..وهى تبقى بنت رجل الاعمال مصطفى العزايزى بتاع شركات العزايزى للحديد والصلب..ومعانا ف الكلية كمان..
فهد بتعجب:معانا ف الكلية ازاى؟!..انا لسه اول مرة اشوفها ف الكلية كان النهاردة؟!..
على بخبث وقد رفع احدى حاجبيه:يعنى انت شوفتها قبل كدا؟!..
فهد:بصراحة اه..شوفتها النهاردة ف الجامعة..مش عارف ايه الى خلانى بصيتلها هى بالذات رغم ان كان فيه بنات كتير بس عينى ماشافتش غيرها..
.......................Back In.........................
فهد وقد افاق من سيل ذكرياته:وياريتنى ماشوفتها ولا عرفتها..(وقف من ع الاريكة وقال وعيونه مليئة بالغضب)..بس خلاص..كل واحد دلوقتى هيعرف مقامه الحقيقى ايه..
............................................................
ف القاهرة..امام قصر العزايزى..كان منصور وزوجته وعمار يقفون امام القصر ف انتظار سيارة تاليا..
عمار بضجر وهو ينظر الى ساعته:هى ماجاتش ليه دى؟!..الساعة داخلة ع ٨..
منصور:مش عارف..
امينة بقلق:طب ماتتصل عليها كدا تشوفها اتاخرت ليه..اصلا يكون جرالها حاجة بعد الشر ف السكة!!.
منصور:وهو انا ي ام الذكاء لو معايا رقمها ماانا كنت هتصل من بادرى..
عمار:طب ماتتصل كدا ع جدو..
منصور:ايوا صح..(اخرج الهاتف من جيبه واتصل ع والده)..ايوا ي اباه..
محمد:اهلا ي ولدى..خير ف حاجة ولا ايه؟!..
منصور:لا ابدا ي اباه...بس كنت هسالك ع تاليا..هى ماجاتش ليه؟!..
محمد:ومين قالك ان هى ماجاتش؟!..
منصور:ماهى ماجاتش الفيلا ي اباه فقلقت عليها قلت لما اسالك..
محمد:لا فيك الخير ي ولدى..بس هى جت ووصلت ولسه قافلة معايا من شوية
منصور بدهشة:جت؟!..جت فين؟!..
محمد:جت القاهرة ي منصور..
منصور بانفعال:جت ازاى ي اباه؟!..وهى فين اذا ماكانتش ف الفيلا؟!..
محمد بنبرة تحدى:وانت اصلا مين الى قالك انى هسيبها تعيش معاك ف الفيلا..ليه كنت اتجننت اسيبهالك بعد الى حصل..
منصور بنبرة قلق:قصدك ايه ي اباه؟!..
محمد:قصدى انت عارفه كويس ي منصور..انا بس قلتلك ان هى جاية القاهرة عشان انت عمها ودا من حقك بس ماقولتلكش ان هى هتعيش معاك ف الفيلا..وعارف ي منصور لو انت وابنك عملتولها حاجة..ورب الكعبة لاوريك الوش التانى لمحمد العزايزى..مفهوم..
واغلق محمد الخط ف وجه منصور مما اثار الدم ف عروقه وجعله يستشيط غضبا..
عمار:ها ي بوب..قالك ايه؟!..
منصور بغضب:قالى انها وصلت ومش هتقعد معانا ف الفيلا..
عمار بنبرة سعادة:والله احسن اهو الواحد مايبقاش متكتف ويخرج ويسهر براحته..
منصور بصوت عال وغاضب:هو دا الى همك ي زفت..مش همك انى مش هعرف احط ايدى عليها..
امينة بقلق:اهدا ي منصور ماتعملش كدا عشان صحتك..
منصور بغضب:اهدا ايه انتى كمان؟!..انتى ايه مابتفهميش..بقولك الى كنت مخططله كله باظ..افهمى بقى..(ثم تحولت نبرته الى تحدى)..بس وحياتك ي حاج هنفذ الى ف دماغى..وهتشوف..
............................................................
امام احدى العمارات الكبيرة ف حى المعادى..توقفت سيارة BMWسوداء اللون وهبطت منها تاليا وهى ترتدى بنطال جينز فاتح وقميص ابيض وعليه جاكيت جينز من نفس لون البنطال وحجاب اسود..ونظرت الى العمارة ف حنين وشوق..وبعد ذلك اخرجت حقيبتيها من شنطة السيارة الخلفية..فقابلها البواب وهو رجلا كبيرا ف السن ويرتدى جلبابا وعمامة ويدعى عم حسنين..
عم حسنين وهو مقبلا عليها ف سعادة:ي مرحب ي مرحب ي ست العرايس..
تاليا:مرحبا بيك ي عم حسنين..عامل ايه واخبارك واخبار خالتى شربات والعيال ايه؟!..
عم حسنين:دى خالتك شربات لما تعرف انك جيتى بالسلامة هتفرح اوى..
واخذ منها الحقائب وصعدا معا ف المصعد ثم توقف المصعد ف الطابق الخامس..فخرجا من المصعد وتوجهت تاليا الى الشقة التى تقع ع اليمين..فاخرجت تاليا المفتاح وفتحت الباب فوجدت الشقة ف ظلام دامس فاتجهت الى مقبس الضوء وفتحت الانوار..فوجدت الاثاث مغطى بالاغطية البيضاء ويكسوها الاتربة..
عم حسنين وقد وضع الحقائب:لو كنت اعرف انك هتيجى ي دكتورة كنت خليت خالتك شربات تنضفهالك وتروقلك عليها..
تاليا:لا ماتقلقش انا هظبطها انا ماتتعبش خالتى شربات..(واخرت بعض الاوراق النقدية واعطتهم اياه)..خد ي عم حسنين.
عم حسنين:خيرك سابق ي ست الدكتورة.
تاليا باصرار:لا خير ولا حاجة ي عم حسنين..خدهم بقى..يعنى هتكسفنى.
عم حسنين وقد اخذ منها النقود:ربنا يديم عزك ي بنتى ويحميكى ويهدى بالك ي بنتى ي رب..
تاليا ف نفسها:ي رب ي راجل ي طيب..
وخرج عم حسنين واغلق الباب خلفه..فوضعت حقيبة يدها ع احدى الحقائب واخذت تنزع الاغطية من ع الاثاث..ثم جلست ع الاريكة وارجعت رأسها للخلف واغمضت عينيها وتدفق الى ذهنها سيل من الذكريات...
...................Flash Back.......................
ف جامعة القاهرة..كلية الطب..تحديدا داخل الكافيتيريا..كانت تاليا مرتدية دريس نبيتى اللون ذا حزام ذهبى وعليه حجاب نبيتى بلفة بسيطة تجلس مع انجى التى كانت ترتدى بنطال جينز وقميص زيتونى اللون وعليه جاكيت من نفس درجة القميص والحجاب كذلك ولكن درجته اخف..كانت انجى تحتسى النسكافية مع ساندويتش بينما تاليا كانت تحتسى كوبا من الشاى..
انجى وهى تنظر حولها:انا مش عارفة الزفت دا ايه الى اخره؟!..
تاليا:مين الزفت؟!..
انجى وقد نظرت اليها وقالت بنوع من الغضب:هيكون ابويا مثلا..زفت الطين والاطران..قدرى الاسود..الحاج على..
تاليا بابتسامة:ي بت ارحمى الواد شوية من نكدك دا..دا انتوا ع طول ناقر ونقير كدا..امال لما تتجوزوا هتهببوا ايه؟!..
انجى بثقة:هنموت بعض..
تاليا وقد رفعت احدى حاجبيها وقالت بابتسامة:والله انا بقول كدا برضو..الله يكون ف عونك ي على..
(بصراحة عندك حق ي اختى)..
نظرتا الى الخلف..فوجدوه على مرتديا قميص كحلى ف ازرق وبنطال جينز غامق..ومعه فهد الذى كان يرتدى قميص اسود وبنطال جينز غامق وتلك النظارات الشمسية التى تزيده وسامة..وجلسا معهما ع المائدة..
على محادثا تاليا:والنبى انتى الى حاسة بيا ي تاليا وب..
فنكزته انجى ف ذراعه وقالت بنبرة حذر:وب ايه ي خويا كمان؟!..
(فطبعا على زى كل الرجالة الى ف الظرف دا بتقلب كتاكيت بلدى😂😂)..
على بغزل:ايه بس ي انوج..دا انت الى ف القلب برضو ي جميل..
فنظرت له نظرة حادة وقالت:كل بعقلى حلاوة ي خويا كل..اتاخرت ليه؟!..
على:انا اتاخرت؟!..لا ابدا انا كنت جاهز من بادرى بس فهد الى اخرنى..مش كدا ي فهد؟!..
ولكن فهد لم يجيبه لانه كان مغيبا ف عالم اخر..مغيبا ف دنيا اخرى..شاردا ف تلك العيون التى تخطف العقول من نظرة واحدة..تلك العيون العسلية التى عندما تنظر اليها تغرق بها..وافاق من شروده عندما وجد تلك العيون تنظر اليه..
نكزه على ف ذراعه وهمس ف اذنه:اتلم شوية قاعد تبص للبت كدا عينى عينك..(ثم رفع صوته وقال)..مش انت الى اخرتنى ي فهد..انا كنت جاهز من بادرى..
فهد وقد خلع نظارته التى كانت تخفى عيونه الساحرة وقال بسخرية:اه ي خويا جاهز من بادرى.جاهز من الساعة ٤ الفجر.
فضحك الجميع ولكنه لم ينتبه الا لتلك الابتسامة الخلابة التى اثرت قلبه وخصوصا وجود تلك الغمازات التى تزيد من سحر ابتسامتها..فابتسم هو ايضا بدون ارادة..
انجى:انت بما انك اتاخرت هتعزمنا ع حاجة دلوقتى..كعقاب..
على:امرى لله..(وقف واخذ وضعية النادل)..تامروا باية سيادتكم؟!..بس خليكوا حنينين..انا مش معايا غير ٦٠٠جنية..
انجى بمزاح:ماتقلقش ي لول..لو عوزت ابقى اسلفك..
على:تسلفى مين ي جاربة؟!..وانتى حيلتك حاجة..دا انتى اخرك تشتالى ف الشنطة ١٠٠جنية..
انجى:وحياتك هما ٥٠ جنية الى حيلتى..
فهد بمرح:ماتخلص ي على ف يومك دا..عايز افطر ي حبيبى..
على:ايوا ي خويا ماانت مش دافع حاجة من جيبك..اتنيلوا قولوا عايزين ايه؟!.
تاليا:انا مش عايزة اى حاجة..انا فطرت قبل مااجى..
على:شوفوا الناس المحترمة..صدقت لما قلت انك الوحيدة الى حاسة بيا ي تيلو..(كان فهد ينظر الى على بغضب وكان يريد ان يضربه..كيف يجرؤ ع  تدليعها امامه)..اتنيلوا قولوا عايزين ايه؟!.
فهد بضجر:هاتلى نسكافية..
انجى بنبرة لؤم:انا بقى مش هطلب كتير ي لولو..
على:النبرة دى مش مريحانى..هاتى من الاخر..
فوقف انجى وامسكت بذراعه وقالت بطفولة:لا انا هاجى معاك اختار انا...
على:تيجى معايا تختارى؟!..كدا ضمنت ان ٦٠٠جنية الى حيلتى راحوا..تعالى ي اختى..
فاخذها وذهبا لكى يحضرا الطعام..لم يعلم فهد بماذا يتحدث..او كيف يفتح معها الحديث..حتى بدأت هى حديثها
تاليا:انا اسفة..
فهد بعدم فهم:اسفة ع ايه؟!..
تاليا:اسفة ع الموقف بتاع السوبرماركت امبارح..
فهد:لا ابدا ماتتاسفيش عادى بتحصل..بس انا اول مرة اشوفك هنا ف الكلية؟!..انتى منقولة ولا ايه؟!..
تاليا:لا..بس انا اخدت اول سنة انتساب..كنت باجى ع الامتحانات بس..
فهد:اه..قولى كدا..طب والسنة دى؟!..
تاليا:والله كنت بفكر اخدها هى كمان انتساب بس ماينفعشى بقى عشان سيكشن العملى وكدا..
فهد بابتسامة ويقول بداخله:دا لان ربنا بيحبنى وعايزنى اشوفك..
وكان ينظر اليها ف هيام..وهى قد لاحظت ذلك واخذت وجنتيها ف الاحمرار قليلا:انت بتبصلى كدا ليه؟!..
فهد بهيام:مش عارف..
تاليا:طب هتفضل تبصلى كدا كتير؟!..
فهد بهيام:مش عارف..
فابتسمت تاليا ابتسامة خجل وهو كذلك ابتسم لابتسامتها..
(منك لله ي انجى ي بنت عم زكريا)..
فنظرا الى مصدر الصوت..وجدا على قادما ومعه صينية يوجد عليها ٥علب مياه غازية و٦اكياس رقائق بطاطس وبعض الساندويتشات وانجى قادمة بجواره وتحمل معها كوب النسكافية..وضع على الصينية ع المائدة ووضعت انجى النسكافية امام فهد..وجلس كلا منهما ع مقعده..
على بضيق:منك لله ي انجى ي بنت عم زكريا..كل دا ليه ي مفترية؟!..
انجى:ايه ي عم انت هتبصلى ف الاكل كمان ولا ايه؟!..
على:ي مفترية هتاكلى كل دا لوحدك!!!..
انجى:لا طبعا..بس جيباهم عشان ابقى اتسلى كدا..(ثم غيرت نبرتها الى الغزل)..يعنى يرضيك ي لول ان انا افضل جعانة طول النهار؟!..
على:اه ي اختى يرضينى بس ماادفعش انا ع حاجات انا مش مستفاد منها..
نظرت له انجى بغيظ:بقى كدا..ماشى..وبعدين دافع ايه ي معفن؟!..دا الحاجات دى ماكاملتش ٣٠٠جنية ي معفن..
فهد:ماخلاص بقى انتوا الاتنين هتفرجوا علينا الجامعة..
انجى:قوله هو الكلام دا المعفن البخيل..
على:كدا ي انجى..طب وحياة امى لما هنخرج يوم الجمعة الجاى ماهجيبلك حاجة..
انجى وهى تاكل الساندويتش:مش هخرج معاك..
تاليا:خلاص بقى..صدعتونى انتوا الاتنين.
رن هاتف تاليا..فاستاذنت لكى تجيب..فتضايق فهد..ترى من هذا الذى ذهبت لكى تجيب عليه؟!..ولماذا لم تجب عليه امامنا؟!..هل ي ترى هناك شخصا ف حياتها؟!..وكان يراقبها وهى تتحدث..انها سعيدة جدا وتضحك..ي ترى من هذا؟!..انهت تاليا المكالمة وعادت للجميع..كان يود ان يسالها مع من كانت تتحدث..ولكن باى صفة سيسال مثل هذا السؤال؟!..
تاليا:ميدو بيسلم عليكى ي انجى.
انجى:هو الى كان بيكلمك؟!..طب ماخليتينيش اكلمه ليه؟!..دا واحشنى اوى
زادت النار التى بداخل فهد..ترى من هذا ميدو التى كانت ف قمة سعادتها وهى تتحدث معه..وكيف سيعرف اجابة هذا السؤال؟!..
على بغضب الى انجى:مين دا الى واحشك؟!..ماتتلمى..
انجى:انت فهمت ايه ي اهبل؟!..
على:هو ايه الى فهمت ايه؟!..واحد قاعدين تدلعوا فيه وانتى بتقولى انه واحشك..عايزانى افهم ايه؟!..
انجى:تاليا فهميه انتى..اصلا انا لو اتكلمت هخلى يومه اسود النهاردة..
على:دا انا الى هخليه اسود ومنيل ع دماغك..مين ميدو دا ي بت؟!..
تاليا:اهدى ي متخلف هتفرج علينا الجامعة بصوتك دا..ميدو دا يبقى محمد العزايزى..يبقى جدى..
على وفهد ف نفس الوقت:جدك؟!؟!..
تاليا بدهشة مما حدث:اه جدى..مالكم مستغربين كدا ليه؟!؟!..
انجى لعلى:شوفت ي خويا يعنى مابخونكش ولا حاجة..طول عمرك ظنان عبو شكلك..
(وطبعا كاى شاب مصرى ف هذا الموقف..هيتموحن عشان يخلع😂😂)..
على بغزل:ي انوج والله ماكان قصدى..انا بحبك وبغير عليكى مش اكتر..دا انتى الحتة الجوانية ف القلب ي قلبى..
كانت النار الهائلة التى بداخل فهد قد انطفأت نهائيا..ولكن كيف سيتاكد انه لايوجد احدا ف حياتها؟!؟!...
تاليا وقد نظرت الى هاتفها:يالا بقى ي انجى السيكشن هيبتدى ومش عايزين نتاخر..
انجى وكانت تضع اكياس الشيبسى وعبوات المياة الغازية ف حقيبتها:حاضر ي اختى..اصبرى يعنى ورانا الديوان..
على وهو ياكل بعض رقائق البطاطس:اصل دى ناس مجتهدة مش فاشلة زيك ي اختى..
انجى وقد انتهت من تعبئة حقيبتها:وهى الفاشلة بتتجوز ايه ي عنيا؟!..
على بتسرع:فاشل طبعا..
انجى بابتسامة:طب كويس انك عارف نفسك ي لول..
تاليا بابتسامة:انجزى ي حاجة انتى وهو..
وذهبتا الى مكان السيكشن..وكان كل ذلك تحت اعين الفهد الهائم والعاشق..لم تعلم تاليا ماسبب التفاتها لكى تراه مرة اخرى؟!..وهو لا يعلم لماذا ابتسم وفرح قلبه عندما التفتت اليه؟!..
.......................Back In.........................
افاقت تاليا من ذكرياتها ع صوت طرقات ع الباب..فذهبت لكى تفتح الباب فوجدتها انجى مرتدية بنطال اسود وقميص شيميز احمر وحجاب احمر..وفور رؤيتها قامت الاثنتان باحتضان بعضهما البعض..
انجى:وحشااااانى موووووووت ي قلبى..
تاليا:وانتى اكتر ي عمرى..
ودخلتا الى الشقة واغلقت تاليا الباب..جلستا ع الاريكة..
تاليا:معلشى بقى ي انوج مش هعرف اضايفك حاجة اصلى لسه مااشتاريتش حاجات للتلاجة..
انجى:تضايفى مين ي بت انتى هبلة؟!..هو انا غريبة؟!..وبعدين ي اختى انا مش جاية اتضايف انا جاية اقعد معاكى واعرف احوالك..قوليلى انتى عاملة ايه؟!..
تاليا بنبرة حزن:زى ماانتى شايفة..اهو عايشة..
انجى:ايه النبرة دى؟!..ايه ي بت مالك؟!..انتى مش عايزة تبقى عايشة ولا ايه؟!..
تاليا:ف حالتى انا..عايشة زى ميتة..مافيش اى فرق..
انجى:يخربيت التشاؤم..ايه الكأبة دى؟!..فين تاليا الى الضحكة عمرها ماكانت بتفارقها؟!..الى كانت تقلب اى حاجة للهزار عشان تخلى الى حواليها يضحكوا؟!..
تاليا بحزن:ماعادتش موجودة..(رات تاليا ان الجو بدا يبدو حزين وكئيب فارادت تغيره)..سيبك منى انا بقى..وطمنينى عليكى..اخبارك ايه؟!..(وامسكت بيدها اليمنى)..والدبلة دى لسه بتعمل ايه ف الايد دى؟!..ماتنقالتش ف الشمال ليه؟!..
انجى وقد ادركت ان تاليا تريد تغيير الموضوع:لا ماتقلقيش هتتنقل الشهر الجاى..
تاليا بدهشة:لسه الشهر الجاى؟!..ي مفترية دا انتوا بقالكم اربع سنين مخطوبين..دا انا قلت هاجى الاقى معاكى عيلين..ايه الى عطل جوازكم اوى كدا؟!..
انجى بمرح:ابدا..اصل على سافر امريكا عشان الدكتوراه الى كان بيحضرها وقعد سنتين فلما رجع بقى حبيت اعاقبه فزودت انا السنتين التانيين..
تاليا بابتسامة خفيفة:والله العظيم مجانين واتلموا ع بعض..
انجى بمزاح:وايه الجديد؟!.انتى اول مرة تعرفى..
وظلتا معا تتحدثان ف كل شئ حدث طوال تلك الاربع سنوات..
............................................................
ف احد اكبر المستشفيات الخاصة ف القاهرة..كان على مع الدكتور صالح مدير المستشفى وصاحبها كذلك الذى كان يعتبره مثل والده..فهو رجلا ف اوائل الستينيات ذا شعرا ابيض ولحيته ايضا بيضاء وعيونه عسلية اللون..
على:خير ي دوك كنت عايزنى اعدى عليك قبل مااروح ليه؟!..
صالح:ي اخى قول السلام عليكم الاول عامل ايه ي دكتور ازى احوالك..مش داخل زى القطر كدا..مافيش فيك فايدة..
فجلس على ع احدى كراسى المكتب:ي دوك انجز..حظر التجول بتاعى فاضل عليه ربع ساعة يادوبك الحق اروح فيهم..
صالح بابتسامة تشفى:ايوا قول كدا..ي عينى ع الرجالة..خايف من خطيبتك ي دكر..
على:اتريق براحتك بس انجز..
صالح:ماشى..انا بس حبيت اقولك.......................
على:لمين؟!..
صالح:.......................
على وقد قفز من ع الكرسى بصدمة:مين!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ي ترى ف ايه؟!..
ي ترى ايه هى خطة منصور؟!..
وليه على نط من ع الكرسى كدا؟!..

وبكدا نكون خلصنا حلقة النهاردة..ونتقابل ف الحلقة الجاية😉😎

أسيرة عشق الفهد❤Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz