قسمه ونصيب

الفصل الثاني

وهكذا كانت تمت خطبة الاء من قبل ياسين  ولم تدم فترة الخطوبة طويلا بطلب من السيد صادق فثم الزفاف بعد شهرين فقط
كان زفافا دافئ وجميل بدى فيه ياسين في قمة سعادته أحاط فيه عروسه بحب اهتمام كبيرين
وكان كل من يراه يظن أن بينهما سنين من الحب والعشق
اقتربت منها صديقتها بثينة قالت
بثينة : ما تفكي التكشيرة دي يا الاء مش شايفه الواد طائر بكي ازاي لو ماكنش اعرفك  كويس كنت قولت انك ماشيا معاه من ورايا يابت
الاء : اتلمي يابثينة مش ناقصة استضرافك
بثينة: مالك يانكدية
الاء : يعني انت مش فاكرة الي ما يتسمى ادم يوم الفرح ماهو كان كدا بردو وبعدين كل طار
نظرت اليها بثينة وفهمت ملامحها
بثينة : خايفة
الاء : ايوى خايفة
بثينة : عندك سنة جواز قبل كدا وخايفة
الاء : اهو الي شفتو في السنة دي مخليني مرعوبة
بثينة : يا قلبي اطمني مش كل الرجالة زي بعض

انتهى الزفاف وذهب الى عروسين الى عشهما
حين وصلو باب الشقه قام ياسين بحملها بين يده برفق بالغ كأنها دمية زجاجة يخاف أن تنكسر
أخفت الاء قلقها وتوترها خوفا من أن يضحك عليها فهذه مهما كان زيجتها الثانية
لكنها تفاجأت من معاملته لها وكأنه لا يعلم بزيجتها الاولى عاملها برقة و احتواء وصبر وتمهل
صلى بها   لاطفها اغرقها بكلام الحلو مازحها غازلها
داعبها اطال في ذلك إلى أن سلمت حصومها بكل
ود ليمتلكها كزوجة برضا بالغ منها
في صباح استيقضت على رائحة الطعام وقهوة
نهضت واتجهت إلى المطبخ لتجده واقفا يعد الفطور
ياسين : صباح الخير يا عروستي
الاء:  صباح النور
ياسين : ثواني واحلى فطور يكون جاهز لاحلى عروسه في الدنيا
خجلت واحمرت وجنتاها وقالت : تعبت نفسك ليه
كنت صحيني وانا اعملو
ياسين : ومااعملوش ليه هو انا عندي اغلى منك اعملها فطار
أحست الاء بدفئ في مشاعر هذا الرجل الذى من الله عليها به لكن الخوف من القادم مازال موجودا

بعدها سافر ياسين ومنه لقضاء شهر عسل او بالأحرى
اسبوع عسل
عاد بعدها ياسين الى عمله في الورشة وعادت الاء الى عملها بالجامعة
أعطى ياسين الاء بعض النقود وحين سألت عن ماهيتهم قال لها :
ياسين : دا مصروفك
الاء : هو انا صغيرة حتديني مصروف
ياسين : مش انت لما تروحي الجامعة تحتاجين مصاريف
لاء : بس انا بشتغل ومعايا فلوس
ياسين : بصي ياستي مش حقولك انا الراجل ولازم اصرف عليكي والكلام دا ،احنا حنتفق  تصرفي من المصروف الي بدهولك ومرتبك تحوشيه علشان
تشتري بيه عربية ترحمك من المواصلات وتطمني اكثر عليكي اتفقنا
الاء : التى اعجبت حكمته فقد جعلها تقبل النقوذ منه بكل رضا : اتفقنا
ياسين :طب هاتي بوسه الاتفاق بقا
خجلت الاء وهربت  منه
ياسين ' والله ماانا خارج الا ما أخدها وادي قعدة
رضيكي شغلي يتعطل
الاء التى اقتربت منه: لا ما يرضنيش
ياسين: وقد جدبها لتقع في حضنه : اموت انا فالي قلبو حنين  اخد يقبلها بشغف
مرت الايام جميلة كان ياسين فيها نعم الزوج
كان يتناولان العشاء سويا حين قالت الاء
الاء : ياسين انت مافكرتش تكمل دراستك  اكيد لو ذخلت اختصاص زي هندسة ميكانيكية حينفعك اوي في شغلك يطور كمان  انا عرفت من خواتك انك خدت ثانويه عامة وجبت مجموع حلو كمان
ياسين : فكرت  كثير  بس لاقيت انو ماينفعش
الاء : ليه
ياسين علشان تخصص دا لازم التزام وحضور  محاضرات وعملي وتطبقي وانا  مع شغلي في الورشه
ما عنديش الوقت لكل دا
ثم نظر إليها  وقال : انت مش راضية عن مستويا التعليمي يا الاء
الاء : لا  انا بقول كدا علشانك عوزاك  تبني طموح وطور شغلك غير كدا والله مابقت فارقه معايا ،ابتسم ياسين حين احس الصدق في كلامها
ياسين : اذا كان كذا اطمني انا عندي طموح وبشتغل علشان أطور شغلي
انا فتحت جنب الورشة محل لقطع الغيار  وشغال حلو اوي،وانشاء الله حدخل شراكة مع واحد صاحبي في ورشة كبيرة نصلح ونجدد فيها عربيات ونعدلها كمان
هي خطوات صغيرة انا عارف بس  اني التحرك وربنا يسهل انشاء الله
الاء بنظرة فخر  :انشاء الله
طب يلا كل علشان يدوب اخلص توضيب  واروح اشتغل على جزء الرسالة الي حوديه للدكتور المشرف على الماجستير بتاعي
ياسين : لا روحي انت تشتغلي وانا حوضب كل حاجة
الاء : لا مش ممكن انت كمان جي تعبان من شغلك
ياسين : الاء من غير كثر كلام خشي اشتغلي
ولا تحبي اجي اسكتك بنفسي
الاء : لا  على ايه اطيب احسن  وفرت هاربة

بعد ايام في الجامعة
بثينة : يعني حبتيه والسحر انقلب على الساحر
الاء : ايوى حبتو و حبيتو اوي كمان
بثينة : والمستوي والعلم
الاء مش مهمين المهم طبيعة الإنسان الي بتعاشريه
وأصلو
بثينة : يا عني ياعيني الحب ولع في الذرة
الاء : اوالله يابثينة  ، ياسين اثبتلي ان الإنسان دينو واخلاق وتربيتو مش بمستواه العلمي أو مكانتو الاجتماعية .
بثينة: طبعا يا حبيبتي مش حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :اذا رضيتم دينه فزوجوه
ماقلتش علمه ولا قال نسبه والدين اخلاق وتربية
الاء : صلى الله عليه وسلم
رن هاتف الاء وكان هذا ياسين الذي اخبرها أنه ينتظر ها عند باب الجامعة ليوصلها الى المنزل
الاء : تعالي نوصلك فطريقنا
بثينة : مع اني حكون عزول لعصافير الحب بس مش
حرفض اصل المواصلات بهدلة
الاء : ههههههههه طب امشي يا عزول
وصلو باب الجامعة  فوجدو ياسين يقف أمام سيارته
يرتدي سروال جينز ازرق  وتشيرت ابيض ابزر تناسق جسمه الرياضي كما يضع نظارة شمسية جعلته وسيما جدا
وكان هناك مجموعة من الفتايات تقفن قبالته ونظراتهن مسلطة عليه
وحين مرت أمامهن سمعتهن يتغزلن به وبوسامته
حتي أن احداهن قالت إنها ستذهب لمكالمته
مما جعل الاء تستشيط غيرة وغضب
بثينة: الحقي جوزك حيتشقط
صعدو السيارة وملامح الاء غاضبة اوصلو بثينة وهي
ما زالت غاضبة وصامتة
الا أن تحدت ياسين : ممكن افهم الجميل مالو من ساعة ما طلعت العربية وانت ساكتة و هو فيه حد زعلك
الاء : اسال نفسك
ياسين: أسأل نفسي ليه هو انا عملت حاجة
الاء : بغضب اخر مرة يا ياسين تجي تاخدني من الجامعة ،مش عاوزاك تقرب ناحية الجامعة اصلا
ياسين : طب ليه كدا طيب
الاء : هو كدا ثم مالك انت ومال الجامعة خليك في الورشة بتاعتك
ياسين : وقد فهم كلامها على انها تتحدت عن مستواه الدراسي
عندك حق ايه الي حيودي اسطى ميكانيكي للجامعة
الاء : بحزن وقد أحست انها جرحته بكلامها بذون قصد فقد خانها تعبير فقط
فقالت :وقف العربية يا ياسين
فتوقف ياسين على  جانب الطريق  لكنه تجنب النظر إليها
إلى أن وجدها تحتضن يده بين كفيها
الاء : انا اسفة علي قلتو ،وانت فهمت كلامي غلط انا ما قصدتش كدا
ثم اردفت بخجل : انا تنرفزت ولما شوفت البنات  كانو واقفين يعاكسو فيك
نظر إليها ياسين وقد تغيرت ملامحه
الاء : ايوى كان كلامي غيرة ماقدرتش استحمل بصاتهم ليك  ياسين انا ...
ياسين : بحبك يا الاء بحبك من اول يوم شفتك فيها في الفرح
الاء : وانا كمان والله بحبك اوي اوي اوي
بحبك يااسطى