┊هوتنوت℡┊

1.9K 222 20
                                    

"إنها طريقة الهوتنوت!"

كنت أُصغي إلى ثرثرة السائق الذي توقف ليُقلني في توصيلة وعيناي تتنقلان إلى الخلف حيث القفص والشكل المُظلم القابع فيه . . كان سائق شاحنة يحمل قفص غوريلا إلى حديقة الحيوان !!

توصيلة غريبة لكن من الجيد إنني وجدتُ سيارة تُعيدني لطريقي في مثل هذا الطقس الماطر بغزارة .

"إنهم قومٌ رائعون وغُرباء كما أَخبرتك فأنا كُنت بينَهم وشهدتُ عمليات "الحيونة" التي يُجرونها على البشر !"

"يقومون بأخذ الطفل بعُمر الرابعة وحبسه ليل نهار في كهفٍ أو تجويف ضيق حتى لا يستطيع الوقوف على أربع ! ثُم يبدأون يإطعامه اللحوم النيئة ويشحذون أسنانه لتبرُز كالأنياب . . يُعاملونه بوحشية إلى أن يقتنع بأنه حيوان.

ثُم يأتون بجلد نمرٍ أو فراء دُب أو أياً كان ويبدأون بخياطته بجسمه بغُرز وخيوطٍ لحمية حتى يلتحم كُلياً بجلده . .

وبعدها تاااداا . . أصبح لدينا "هوتنوت" جديد هجينٌ وحيواني جداً يُصارع النمور ويفترس الأُسود !"

كُنتُ مُصغياً إلى آخر التُرهات وضحكت بسخرية وطلبتُ منه إنزالي قُرب محطة الوقود التي نقترب منها .

لكن الغبي تجاوز المحطة وأنا أصرُخ طالباً منه التوقف حالاً .

سمعتُ جلبةً في الخلف فإلتفتُّ إلى الغوريلا الذي وقف مُمسكاً بالقضبان رافعاً ذراعيه ومُحدقاً بنظراتٍ عميقة بإتجاهي . . عِندها وقعت عينّي على منطقة الإبط التي تُظهر غُرزاً تحت الفرو الأسود مُتصلة بجلدٍ أبيض !!

قبل أن أكتشف أن باب السيارة مُغلق ونظرةٌ جُنونية ترتسم على وجه السائق مع إبتسامةٍ ذات معنى !! .

"إنتهى!"

•مُقتبسة من قصة "حديقة الحيوان" ل لافكرافت / بِتصرف .

مايكروفيكشن | Microfictionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن