{ مَتـاهة - عَـرينُ الأخـوَين }

Start from the beginning
                                    

وبالصمتِ الذي يغزو المكان حوله.. أنفاسه المُنتظمة هي الوحيدة التي كانت تُسمع، ولكن كل شيء.. انحنى وتنحى جانباً ليخضع لهيبةٍ فُرِضَت بقوةٍ في الغرفة، حين صدى وقعٌ لخطواتِ أقدامٍ متزنة وبطيئة تتجول على الأرضية الخشبية برشاقة، وحينها شعر الصغير بيدٍ تحط على كتفه فجأة واستفاق من شروده رغم انه لم يفُك حاجبيه المُنعقدين ولم يرفع رأسه سوى انه استرخى من فوره لعِلمه ان أخيه بقربه.

كانت لمسة هادئة مليئة بالثقة، وومضَ وقتها بريقٌ لخاتم أزرق ترتديه تلك اليد حين أقترب صاحبها من أخيه الذي يجلس أمامه.

حافظ الأصغر على ثباته وجمود تعابيره بشعوره ان أخيه انحنى بنصفه العلوي اليه حتى منع ضوء الشمس من الوصول اليه وطغى ظله على وجهه، بهدوءٍ وخفة حتى شعر برأسه يستقر قرب خاصته من الجهة الاخرى التي وضع يده عليها.. كان يبدو انه سيريح رأسه على كتف الصغير.

نظراتٌ حادة ومُباشرة جعلت هدفها يدُ أخيه الأصغر، صوتٌ ثقيلٌ وثابت انطلق فجأة ليُحدثه فيدرك الآخر للتو مدى قربه منه حين شعر بأنفاسه المُنتظمة تضرب أذنه..
" دعهُم يعلمون.. انك ذو السُلطة هنا كوك. "

همس بوهن كما لو انه يخبره بسرٍ كبيرٍ استوعبه المدعو جونغكوك بسرعة، أرخى جسده فشعر أخاه بذلك مذ انه يضع يداً على كتفه.. في حين يركز جونغكوك على يده في محاولة أخيرة، تحركت عينّا الآخر بهدوء لتحط على وجهه القريب مُحدقاً بترقبٍ تام كما لو انه يتفحص عينّي الأصغر بنظراتٍ ثابتة تُخبِرُك ان صاحبها مليءٌ بالثقة..
ويحمل (الكبرياء) كـأسمٍ أوسط له.

لم يخب ظنُه ابداً حين أطلقت عينّا جونغكوك ثقةً تُرجِف القلوب، وحينها علم ان لا خوف عليه ولا قلق.. فـبقي يُحدق في وجه أخيه وهناك ابتسامة بدأت ترتسم على شفتيه، هادئة ونرجسية كالعادة في حين تُخبِرك ملامحه انه الرسمة المُفضلة للرب لِشدة المثالية التي تختبئ في وجهه ذو العينين الثاقبتين.

لم يحتَج الى النظر الى يد جونغكوك المنبسطة مذ انه علم انه سينجح، وها هي عُقدة حاجبّي جونغكوك تُفَك أخيراً فتستعيد تعابيره برودها فور ان رأى لهيباً مُشابهاً للهيبِ النار الذي تصنعه ولاعة يتراقص فوق أحد أصابعه فجأة.

استعاد شعوره بما حوله أخيراً وأدرك ان أخاه لا يزال هناك يُحدق في وجهه وعلِم انه أطلق قهقهة صغيرة خافتة فتلامس أنفاسه أُذنه مجدداً، أحتدت عينيه وبدى كـدميةٍ مُتكلمة بكل ذلك الفراغ والبريق الميت فيهما حين تكلم بصوتٍ خافت، ثابت ورجولي نافس صوت شقيقه الأكبر في الثقة.

" ليس كافياً. "

" اوه انه كافٍ!.. لم أقُل ان مُنافسة الكمال سهلة. "

صـــه || HUSHWhere stories live. Discover now