5- وريثة للأنتقام

2.2K 55 0
                                    


وصلت أبريل بعد خمس دقائق , لتجد روزالبا واقفة حيث تركها شبح الأنتقام .... وقد شلّ الذعر أوصالها وأخرس الخوف لسانها , قالت لها بتأفف واضح :
" لماذا تقفين هكذا , كأحد تماثيل هذا القصر , وأنا أبحث عنك في كل مكان ؟".
وأضافت معاتبة مؤنبة :
" كنت أعلم أنك غير مهتمة بعرض الأزياء , ولكنني لم أتصور أطلاقا بأنك ستصلين ألى حد تركنا ومغادرة القاعة! تضايق الجد روسيني كثيرا , وكان على وشك الأمتناع عن شراء أي شيء لك ... ولكنني تمكنت من أقناعه بعكس ذلك".
أمسكت أبريل بمرفق أبنة خالها وبدأت تدفعها برفق نحو بوابة القصر , وهي تقول لها بزهو وفرح شديدين :
" ليس هذا وحده فقط , ولكنني تمكنت أيضا من أقناع بعض كبار المصممين العالميين ببيعنا نحن دون سوانا ملابس صممت هذه الليلة... ووقّع عليها أمام الجميع , وبمشاركة صاحبة الدعوة نفسها! هذا العرض هو الأخير خلال الموسم الحالي , وقد أوضحت للمضممين أننا لن تمضي هنا ألا فترة قصيرة جدا .. وأننا بحاجة ماسة ألى أحدث الأزياء الأنيقة والمبتكرة , وافقوا بعد تردد لم يدم طويلا , لأن الجد روسيني أصر على ذلك وعرض مبالغ سخية لا يمكن لأحد رفضها أو حتى تجاهلها !".
لاحظت أبريل الضاحكة أن ملامح روزالبا لم تتغير أو تتبدل , وكأنها لم تسمع حرفا واحدا مما قالته لها , فتوقفت فجأة عن متابعة سيرها السريع وهزت قريبتها قائلة بحدة وعصبية:
" أليس ثمة شيء في هذا العالم ,يوقظك من سباتك ويثيرك؟ أشعر الآن , يا روزالبا , وكأنني فتاة صغيرة مضطرة ألى حمل أوزان ثقيلة لا يقوى عليها الكبار والأقوياء ..... أو كزورق صغير يجر وراءه مرساة سفتية ضخمة! هيا , أستيقظي وأسرعي ! تلك الملابس الرائعة تدعوني , وأنا أريد تلبية دعوتها على الفور!".
منتديات ليلاس
 تمكنت روزالبا أخيرا من أستعادة صوتها , فقالت لأبنة عمتها :
" أبريل , مهلا! توقفي دقيقة واحدة وأستمعي , لأنني سأقول لك شيئا بالغ الأهمية!".
هزت أبريل رأسها تأففا , ولكنها سيطرت على نفاذ صبرها عندما لاحظت أن أبنة خالها متضايقة بشكل جدي , قالت لها روزالبا متلعثمة :
" لا أعرف كيف ... ومن أين.... سأبدأ ,ثمة رجل .. رجل يبدو وكأنه زعيم عصابة . رجل يلاحقني منذ وصولنا ألى باليرمو! والليلة .... قال لي ... هدّدني .... رباه لا أعرف بماذا هددني , ولكنني أعرف أنه... أنه رجل يشكل خطرا كبيرا!".
أجلست أبريل قريبتها المذعورة على مقعد حجري قريب ,وهي تقول لها كمن يمازح طفلا صغيرا :
" يشكل خطرا كبيرا ... على من.... يا عزيزتي؟".
ثم وضعت يدها على جبين روزالبا , فأحست بالعرق البارد يتصبب منه , قطبت حاجبيها , وسألتها:
" هل أنت واثقة من أنك بخير ... من الناحية الصحية؟".
" طبعا , طبعا!".
لم تصدقها أبريل , بل وضعت يدها على كتف روزالبا مواسية , وقالت :
" أجلسي هنا ولا تتحركي من مكانك , فيما أذهب أنا لأطلاع الجد روسيني على حقيقة الأمر , أعتقد أنك تهذين , وبحاجة ألى طبيب يعالجك فورا , لن أغيب ألا بضعة دقائق , فلا تخافي! أؤكد لك بأنه لم يعد هناك في صقلية اليوم أي رجال عصابات ! وكيف يمكن لأحد أن يلاحقك ويهددك , طالما أنك معنا طوال الوقت ؟ أرجوك ألا تقلقي , فأنت لا تواجهين أي خطر على الأطلاق!".
راقبت روزالبا أبنة عمتها وهي تركض نحو القصر , وقالت لنفسها أنها هي وحدها المسؤولة عن الأستنتاج المنطقي الذي توصلت أليه أبريل , أنها هي وحدها المسؤولة عن الأستنتاج المنطقي الذي توصلت أليه أبريل , فهي لم تذكر لها أي شيء من الحديث الذي تبادلته مع الغريب الغامض ,ولم تطلعها أطلاقا على الحادثة التي تعرضت لها في السوق ... كما أنه لم يكن بأمكان أبريل معرفة ما حدث لها داخل القاعة وفي الفترة التي تلن ذلك , وعندما رأت جدها الكونت يهرع نحوها , ومعه أبريل وسائقه , تأكد لها بأن أي محاولة للأحتجاج أو التبرير ستكون عقيمة الفائدة... وبخاصة بعدما سمعت أبنة عمتها تقول:
" كانت تهذي عن أشياء خيالية.... عن رجال عصابات يلاحقونها ويهددونها , كانت عيناها زائغتين , وكأنهما تحدقان في المجهول .... وكانت ترتجف كورقة في مهب الريح , مع أن جبينها كان حارا عندما وضعت يدعليه

على حد السيف - مارغريت روم - روايات عبيرالقديمةHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin