جناح فارس والعنود
العنود تتشجع وتمد يدها لتلمس وجه فارس الذي كانت تظنه نائما
لمست أولا القطع في طرف حاجبه اليمين بطرف سبابتها
كان غائرا نوعا ما
ولكنه منحه طله رجولية موجعة بعمق
فارس شعر بثوران مشاعر كاسح منذ أحس بملمس أصبعها الناعم على وجهه
لكنه قرر أن يستمر في تمثيل النوم
حتى لا يحرجها.. وحتى يرى ما تود فعله
انتقالها التالي مباشرة كان للطرف الأيسر من شفته السفلية
حيث القطع الثاني
حينهاثار غضبه فعلا
فأكثر شيء يكرهه في حياته
والشيء الذي لم يستطع تجاوزه أبدا
أن يكون اهتمام الآخرين هو بشكله
هي لم تلمس وجهه تعبيرا عن مشاعر كما فعل
ولكنها تريد أن تتأكد من مواصفات شكلية لذا اقتصرت على لمس موقعين محددين فقط
وهذا الشيء أثار غضبه لأبعد حدفتح عينيه وهو يصرخ بها: شتسوين؟؟
العنود انتفضت وهي تتراجع للخلف وتهمس بوجل: آسفة .. آسفة
فارس صرخ فيها: إياني وإياش تعيدينها
العنود صمتت وهي تبتلع عبراتها ومرارتها وإحراجها
فارس قصد بجملته والذي يجب إلا تعيده أن يكون اهتمامها هو بشكله
بينما العنود فهمت أن الذي يجب إلا تعيده هو الاقتراب منه أو لمسه
وهذا الأمر جرحها
جرحها بعمق
كما لو أنه هو فقط من يحق له لمسها في الوقت الذي يشاء
بينما هي لا يحق لها ذلك.. وكأن علاقتهما يجب أن تكون من طرف واحد
يكون هو المرسل وتكون هي المستقبلة
المستقبلة لكل شيء لمساته.. قسوته.. حدته.. كلامه الجارح
أ يريدها أن تتحول لمخلوق بلا مشاعر مهمته فقط أن يكون حاوية لاستقبال جنونه؟!!!
قبل صلاة الظهر بقليل
مشعل يعود للبيت ليتوضأ ويذهب للصلاةوجد هيا تجلس على جهازها المحمول
سلم وهو يميل عليها ليقبلها ويسألها بحنان: شتسوين؟؟
هيا تحتضن وجهه بكفها وتهمس: أشوف إيميلي صار لي كم يوم ماشفته
ثم أردفت: وين رحت من صبح؟؟ابتسم مشعل وهو يبتعد ليخلع ثوبه ليدخل الحمام:
شغل تحريات وإلا غيرة نسوان وإلا مجرد فضول؟؟هيا تبتسم: اللي هو
مشعل وهو على باب الحمام: رحت أجيب مشاعل
استدعوا ناصر يشارك بسباق ضروري في الأردنمشعل دخل الحمام وهيا مستغربة
(يروح يشارك في سباق صباحية عرسه!!!!)هيا تقلب بريدها الإلكتروني.. تجد رسالة مهمة.. تقرأها باهتمام
حين خرج مشعل تقول له باهتمام:
حبيبي البعثات طالبيني يقولون فيه أوراق ناقصة يبونهامشعل بهدوء: خلاص حبيبتي الأسبوع الجاي بأروح لهم وأشوف وش يبون
هيا بهدوء: عادي حبيبي أنا باروح
أنت تقرأ
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...