٢٤

13.1K 206 12
                                    

شقة هيا
الساعة 6 وربع صباحا

مازال رنين ضحكات سلطان الصغير يعمر أذنها
يا الله ما أروعه!!
هل الروعة كُتبت لكل من اسمه سلطان؟!!

هزها بعنف أن عمها سمّى ابنه على والدها
مشاعر مختلفة غزت روحها
هل كانت تتمنى أنه لم يسمِ على أبيها
حتى تبقى تقنع نفسها أنهم نسوا والدها وألغوه من حياتهم؟؟!!
حتى تبقي سببا لحقدها عليهم وكراهيتها لهم

هاهو سلطان آخر يعيش بينهم
سلطان صغير تشعر بلهفة عميقة لرؤيته
فرد جديد ربطها أكثر بعائلة آل مشعل بعد جدتها هيا
هناك الآن اثنان تتلهف لرؤيتهما في الدوحة
جدتها
وسلطان الصغير
فهل هناك من مزيد؟!!
الدوحة
بعد صلاة العصر
يوم الخميس

مشعل بن محمد يصل لبيته
حتى يأخذ أولاده للنقيان كما اعتادوا غالبا عصر كل خميس
حين يكون الجو معتدلا

لطيفة تقرر أن تنزل له

لم يتوقع مطلقا أن يراها
فهي كانت تتجنبه طوال الأيام الماضية

رآها تنزل.. مبهرة
مبهرة تماما..
في دراعة صفراء ذكرته بشروق الشمس
كأن الشمس لم تبزغ إلا من أجل أن تنير على وجنتيها

كم تؤلمه رؤيتها..
تذكره بخسارته التي يرفض كبرياءه الاعتراف بها!!

كانت لطيفة تقترب وأولادها يحيطون بوالدهم مستعدون للذهاب

اقتربت لطيفة وهي ترسم على وجهها ابتسامة
رغم أنها ترغب في أن تعضه لا أن تبتسم في وجهه

لم تفتها نظرة حمود المنكسرة المراقبة
نظرته نحرتها في الصميم.. وجعلتها أكثر عزما على تنفيذ ما نزلت من أجله
اقتربت من مشعل
ومشعل مستغرب اقترابها هذا

مالت على مشعل وطبعت قبلة على جبينه
ثم جلست لجواره

حين شعر بها مشعل تميل إليه
شعر برائحة عطرها تخترقه حتى النخاع
ثم ملمس شفتيها العذبتين على جبينه
(ما الذي يحدث؟!!
أي لعبة تلعبينها اليوم يا لطيفة؟؟)

لطيفة قبلته وهي ترغب في البصق في وجهه 
ثم جلست جواره وهي تتمنى لو ترفسه
ثم احتضنت ذراعه وهي تتمنى لو تكسرها

همست في أذنه من قرب: ترا حمود داري إنه فيه شيء بيننا
وقايل لاخته إنه احنا بنتطلق

كلماتها نحرت مشعل تماما وهو ينقل نظراته بين أولاده

لطيفة قالت بصوت عالي: ها حبيبي مشعل .. شغلك ما خلص..
خلاص الليلة إن شاء الله بترجع صح؟؟

مشعل بهدوء: إن شاء الله.. خلصت الشغل اللي كان عندي وبأرجع

مشعل ولطيفة معا كانت نظراتهم مركزة على حمودي
الذي نفرت من عينه دمعة بريئة 
مسحها بسرعة وهو يظن أن لا أحد رآها ويبتسم ابتسامة شاسعة:
يالله يبه تأخرنا.. ولا تنسى بكرة تقومني أروح معك صلاة الفجر
بعد صلاة العشاء
بيت عبدالله بن مشعل
جميع فتيات العائلة يجتمعن اليوم
عدا لطيفة التي اعتذرت بأنها تريد الدراسة
مادام أبناؤها ذهبوا مع والدهم

اسى الهجران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن