بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية
الساعة التاسعة والنصف صباحاموضي تجلس في الأسفل
جدتها تتمدد في غرفتها
وأمها في المطبخ
والجو يعبق به روح تأثر عميقة لغياب مشاعل
موضي تعرف أن الاثنتين مفتقدتان لمشاعل بوجع مستشري
لذا جدتها ادعت التعب وتمددت
وأمها تتلهى في المطبخ عن التفكيربعد دقائق نزلت هيا
سلمت وسألت عن الجميعموضي بابتسامة: غريبة وش فيش مصبحة بدري عقب سهرة البارحة
هيا تبتسم: مصبحة مثلش هذا أولا
ثانيا مشعل جاه اتصال مهم على قولته وطلع
وأنا عقب ماطلع ماقدرت أنامموضي تبتسم: عيني يا عيني على أهل الغرام
هيا ترد بخبث: نشوفش عقب كم يوم أنتي والشيخ راكان
رغم الضيق الذي سببه الموضوع لموضي إلا أنها ضحكت:
حووو.. رويترز ما يدس شيء عليشهيا تبتسم: خله يدس علي عشان أقص رقبته
ثم أردفت باهتمام: إلا شبر القاع وينه؟؟ اليوم ماعنده مدرسة وينهموضي بضيق حقيقي لأنها هي ذاتها متضايقة من اشتياقها لأختها
همست بصوت منخفض:
سلطان متضايق ومكتئبهيا بقلق: من جدش أنتي... سليطين متضايق ومكتئب؟؟
موضي بحزن: مشتاق لمشاعل وما يبي يقول.. وكاتم في نفسه
هيا بشفافية: لحق يشتاق.. توها عرسها البارحة
موضي بتأثر: مشاعل أكثر حد فينا ريم وسلطان متعلقين فيه
ريم عادي عبرت عن مشاعرها وهذي هي تنحط فوق
وأنا ماني بشايلة همها
لأني أدري إنها بتبكي وتفضي اللي في رأسها وترتاح
بس سلطان وذا العرق الأمحق اللي في رياجيل آل مشعل
كاتم في روحه.. شكله يكسر الخاطر جد
ودي إنه يبكي عشان يرتاحهيا بتأثر: وينه ؟؟
موضي: في الصالة الداخلية يلعب بلاي ستيشن وهو في صوب واللعبة في صوب
هيا نهضت وهي تحكم لف جلالها على وجهها وتدخل على سلطان في الصالة الداخلية المفتوحة على الصالة الرئيسية
هيا بمرح مصطنع: هلا والله بشيخهم.. هلا بالشيخ سلطان بن عبدالله
سلطان رد بهدوء وعينه مثبتة على شاشة التلفاز: حياش الله
هيا بذات المرح: أفا وش ذا الحفوة الباردة يا ولد عمي
كنها طردة.. أبي ألعب معك.. ممكن؟؟سلطان بعفوية: مشاعل كانت تلعب معي
أجاب بالشيء الذي يشغل باله
هيا تبتسم: وأنا أعرف ألعب بعد
سلطان صمت
هيا جلست قريبا منه وهي تتمنى لو كان بإمكانها احتضان هذا السلطان الغالي
(كم من الكبرياء الكريه في عروقكم
حتى الاطفال لم ترحموهم منه)
أنت تقرأ
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...