الله أرسله لش
والله كتبه من نصيبش
لا تشغلين بالش بالتفكير اللي ماوراه فود
ليه وشهو عشانه؟؟
وافقي وبس
وأسبابه اسمعيها منه بعدين
ومهما كانت أسبابه
فرجال مثل سعد أسبابه أكيد مامنها خوف
لأنه رجال يخاف ربه

وبعدين أنا متأكدة إنش صليتي استخارة كم مرة
قلبش وش يقول؟؟؟"

وهي غارقة في أفكارها وفيما قاله لها قلبها

سمعت صوت الباب يُفتح
خطوات مترددة
ورائحة عطر عذب رقيق تغشى المكان

تبتسم مريم وهي تزيح مكانا جوارها

" تعالي عنودتي
بتنامين؟؟ وإلا مجرد زيارة؟؟"

العنود بعذوبة: بأنام.. ممكن؟؟

مريم بحنان: أكيد ممكن

العنود تتمدد بجوار مريم ونعومتها ورائحتها العذبة العميقة تغمر ماحولها بسحر خاص بها..
سحر هو خليط من أنوثة طاغية وبراءة عذبة

مريم بحنان أمومي مصفى: ياحظه اللي بتنامين في حضنه عقب أسبوع
أمه وضحى بنت فيصل شكلها كانت تدعي له ليل ونهار

العنود تبتسم بحزن: مهوب كنتي تقولين داعية عليه..

مريم بعتب: أمزح يا قلبي.. حد يلاقي عنود الصيد وتكون أمه داعيه عليه

العنود تحتضن كف مريم بالقرب من صدرها: خايفة يا مريم من فارس
فارس قاسي واجد..
مريم بحنان وهي تحتضن العنود ابنتها الصغيرة قبل أن تكون شقيقتها:
مهما كان قاسي مستحيل يقسى عليش
أنتي مخلوق مستفز للعواطف
الواحد غصبا عنه لازم يحبش

العنود بحزن: هذا عشانش أنتي تحبيني.. بس فارس......

مريم تقاطعها وهي تقول بحزم حنون:
العنود اسمعيني.. الرجّال مهما كان قاسي 
المره تقدر تحتويه بحنانها
وتجبره يقابلها بحنان مشابه
وأنا ما أوصيش في فارس
لا تقصرين في حقه... فارس صدق رجّال حار وعصبي 
بس بعد هو فعلا رجّال بمعنى الكلمة
فلا تقصرين في حقه.. وإن شاء الله إنش أنتي اللي بتكسبينه

العنود بتوتر: أنا ماني مقصرة في حقه بس..

مريم بحنان: لا بس ولا شيء
أنتي أرضي ضميرش وربش من ناحيته ولا تخافين من شيء
غرفة هيا ومشعل

مشعل يتمدد على سريره وظهره مسند لظهر السرير
وينظر بوله لهيا التي تمشط شعرها أمام المرآة
وكأن ضربات المشط تمر عبر روحه

هيا أنهت تمشيط شعرها
ثم توجهت له
مشعل أشار على فخذه
وهيا تمددت ووضعت رأسها على فخذه
ومشعل يمرر أصابعه خلال خصلات شعرها بحنان

هيا باستجداء: لازم روحة القنص ذي؟؟

مشعل يبتسم: أنتي ما تيأسين؟؟ خلصنا حبيبتي

هيا بعبوس: خلصنا.. خلصنا

ثم قالت كمن تذكر شيئا وهي تنهض وتستوي جالسة
وهي تقول بخجل: ظنك عماني ماخذين على خاطرهم مني؟؟

مشعل يجذبها ويريح رأسها على صدره
وهي تشدد احتضانها لخصره
ويقول لها بحنان: بعد أنتي الله يهداش الكلام اللي قلتيه ماينقال

هيا تبتسم وتهمس ووجهها مدفون في صدره: أنتو يا آل مشعل غريبين
يعني أنا ماقلت شيء يزعل

مشعل يطبع قبلاته على شعرها ويهمس: 
من حيث هو يزعل إلا يزعل ويزعل.. لا تقولين ماقلت شيء يزعل

هيا تتذكر ماحدث اليوم بعد صلاة العصر
حين ناداها مشعل لمقابلة عميها

وجدت الاثنين يجلسان متجاورين
بديا لها مذهلين
لهما ألق غريب وحضور كاسح
وعبق وجودهما في المكان عميق وحنون وشامخ ومفعم بالكبرياء

قبلت رأسيهما
ثم جلست بجوار مشعل

بعد السلامات المعتادة
كان محمد أول من تكلم
قال لها بحنان: أدري عادش تعبانة وتوه البارحة عشاش عند عبدالله
وبكرة مشعل رايح القنص
فعشاش بعد بكرة عند أمش أم مشعل وخواتش مريم والعنود

هيا باعتراض: بس يبه...

محمد يقاطعها بحزم: خلاص يا أبيش لا تراديني

هيا باحترام: خلاص يبه تم

عبدالله فتح الموضوع الرئيسي وهو يقول بهدوء:
أكيد يا أبيش أنتي تدرين إن جدش 
توفى قبل أبيش الله يبيح منهم كلهم

هيا انتفضت بعنف 
وذكرى وفاة والدها تحضر
ابتلعت ريقها وصمتت

ومحمد يكمل وهو يبتسم: مهوب المفروض تسألين عن ورثش؟؟

هيا انتفضت وهي تقول باحترام: أبي خلا لي حلال واجد
الله يبيح منه كان كل شيء مسجلة باسمي قبل يموت
أراضي وفلوس في البنك.. وزيادة عن كذا وش أبي
عبدالله بهدوء: جعلش في زود
بس سلطان أبي خلا له ورث مهوب شوي
وهذا حقش واحنا الحين نبي نسلمه لش

هيا بهدوء: إذا بتكلمون في حق.. فأنا لي نصه بس
والنص الثاني لكم.. لأنه البنت ما تحجر الورث عن عمانها

محمد وعبدالله وقفا كلاهما بغضب
والاثنان يحاولان كتم غضبهما
وهيا انتفضت بعنف من وقفتهما المفاجئة
وردة فعلهما المتشابهة

محمد بغضب وهو يستعد للخروج: مشعل فهم مرتك
إنه مهوب حن اللي ينقال لنا ذا الكلام

محمد خرج وعبدالله خرج خلفه 

هيا التفتت على مشعل وهي مستغربة:
اشفيهم زعلوا مشعل؟؟ أنا ماقلت شيء يزعل

مشعل تنهد وهو يقول لها بعتب:
إلا قلتي شيء يزعل بس ما تنلامين لأنش مابعد تعرفين إبي وعمي
هيا.. أبي وعمي لو بيموتون من الجوع ماحطوا عينهم على ورثش
أشلون وهم عندهم خير ربي ولله الحمد

هيا بعناد: بس أنا بعد عندي خير.. وأنا ماتكلمت إلا في حق

مشعل بحزم: هيا خلاص.. الموضوع منتهي
ولا عاد تفتحينه مرة ثانية
أنا بأخلص لش اجراءات الورث وأحوله كله باسمش قبل نرجع أمريكا

اسى الهجران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن