باكينام بعمق: بس هو جرحني بجد يا هيا..
يعني أنا كنت باقول له أنت مكسيكي.. وكان بيسكت..
ليه ما ئاليش إنو مصري.. ليه يجرحني كده؟!!

هيا بنبرة خاصة: ما نحس بالجرح إلا من الناس اللي نحمل لهم مشاعر خاصة

باكينام وقفت وهي ترتعش: إيه مشاعر خاصة دي
أنا أخرتها هأبص لجرسون لا راح ولا جا
بعد ولاد الوزراء والسفراء اللي ماحدش منهم ملا عيني

ابتسمت هيا: جرسون بس طالب دكتوراه..

باكينام باستنكار: حتى ولو.. جرسون حافي مش لائي ياكل..
اليوم التالي

غرفة لطيفة

لطيفة نائمة
نامت بعد ذهاب أولادها للمدرسة
وبعد مجيء راكان وأخذه لمشعل
فهي لم تنم مطلقا من البارحة

تركت لطيفة هاتفها بجوارها ونبهت تلفونها على صلاة الظهر
رن جرسها
صلت الظهر ومشعل لم يعد بعد

بعد الصلاة
عاد مشعل وشكله متعب أكثر
كان راكان من أدخله

ثم همس لطيفة بصوت منخفض: جروحه ملتهبة
الدكتور كان يبي ينومه في المستشفى بس هو مارضى
انتبهي له.. تلفوني جنبي.. لو تعب عليش أي وقت دقي علي
وهذي أدويته.. أهم شيء المضاد الحيوي الحين

تحاول لطيفة تنحية شعورها العميق بالألم
ولكنها عاجزة
فكل مافيها ينطق بالألم
شرايينها تصرخ ألما له ومن أجله

(هذا مشعل
مهما كابرت.. مشعل
مهما دسيت مشاعري.. مشعل
حتى لو هو ماعرف.. يظل مشعل
مشعل اللي أتنفسه
مشعل اللي يمشي في عروقي بدل الدم
ليش ماقدرت تحبني يا مشعل ليش؟!!
يعني كل ذا الحب اللي أحبك ماحرك شيء في مشاعرك!!)
لطيفة هزت رأسها لتنفض أفكارها
خلعت عباءتها 
واقتربت من مشعل الذي كان ينام على بطنه
همست: مشعل أجيب لك شيء؟؟

مشعل على الجبهة الأخرى اجتمعت عليه كل الآلام الروحية والجسدية
همس بهدوء: لا شكرا

لطيفة بذات الهمس: أشلون يعني؟؟ منت بمتغدي؟؟

مشعل بذات هدوءه: والله ماني بمشتهي

كثيرٌ عليهما كل هذا الألم
يتمدد هو السرير
وتجلس هي إلى جواره
قريبان
بعيدان
متألمان
يدور حولهما إعصار من المشاعر الكثيفة العميقة ينتظر لحظة الإطلاق
لحظة الإطلاق التي يبدو أنها أضاعت الطريق في ضبابية الكبرياء 
خبر إصابة مشعل انتشر
والكل بدأ بزيارته أولهم والده وعمه وجدته

بيت عبدالله بن مشعل
بعد صلاة العصر

موضي تتصل بفارس

فارس يبتسم: من وين الشمس شارقة؟؟
الشيخة موضي متصلة
تدرين كان من المفروض مخلين حمد يطلقش من زمان
عشان تكلميني كل يوم

اسى الهجران Where stories live. Discover now