موضي تألمت من ذكر حمد الذي أعاد لها الذكريات المرة
لكنها ضحكت وهي تقول:
يا ملغك بس
هم المزايين كلهم مليغين وإلا أنت بس؟؟

فارس ينهرها: مويضي..

موضي تبتسم: قول مويضي على كيفك
المهم منت بعندي تزنطني

فارس ضحك: لو أني مني برايح لمشعل الحين 
كان مريتش وزنطنش

موضي قفزت في بالها فكرة شيطانية: لا تروح لمشعل الحين
روح له عقب المغرب

فارس باستغراب: وليش بعد المغرب؟؟

موضي بخبث: حبيبة القلب بتكون هناك عقب المغرب
لأنها عندها محاضرات بترجع منها لبيت مشعل
هي قالت لي قبل شوي في التلفون

فارس شعر أن قلبه يغوص بين قدميه
ومجرد ذكرها بعث قشعريرة انفعال هزت جسده
ولكنه رد ببرود: وخير يا طير

موضي وهي تصطنع لهجة عدم اهتمام: صح خير ياطير
كنت بأخليك تشوفها بس
هذه المرة شعر فارس أن قلبه انتزع من مكانه بقوة قاهرة
ولكنه رد بذات بروده: أنتي نصابة
أشلون أشوفها وبيت مشعل الحين مليان ناس
أمه وأخته مريم.. حتى أمي راحت لهم واكيد أمش بعد

موضي تضحك: اعترف أول أنك أنت اللي تبي تشوفها
وعقب خلها على قدرات أختك الذهبية

فارس لا يريد أن يراها فقط
بل سيجن ليراها.. ولكنه ليس هو من يتنازل
لذا رد بكل بروده وثقته الشهيرة: والله بتخليني أشوفها بدون ما تحرجيني بخبالش
زين على زين
بتكثرين علي البربرة اقلبي وجهش المغبر

موضي تضحك: يمه منك
أدري أنك مستحيل تقول لي لو سمحتي يا أختي خليني أشوف عنودتي
لأني من يوم شفتها المرة اللي فاتت وأنا ما أمسي الليل
بس أختك قلبها طيب.. يا الله موب لازم أني أنا أنبسط يوم تترجاني شوي
المهم أنت تنبسط والله يعطيني على قد نيتي

خلاص أنت تعال بعد المغرب.. وخل الباقي علي..
شقة مشعل بن عبدالله
بعد العشاء

كانت هيا ترفع صحون العشاء عن الطاولة
ومشعل يشرب شايا أمام التلفاز

رن هاتفه
ألتقطه بهدوء ورد بهدوء: أهلا دكتورة باتريشيا

هيا ارتعشت يدها
وسقط الصحن من يدها على الطاولة
ليحدث دويا بسيطا ولكن دون أن ينكسر
لأن المسافة كانت قريبة..

لكن الصوت كان كافيا لجلب انتباه مشعل
الذي هتف بهدوء: لا بأس دكتورة باتريشيا
سأحاول الحضور إن استطعت

ثم أغلق الهاتف
وتوجه لهيا وقال لها بهدوء: سلامات.. فيش شيء؟؟

هيا لم ترد على سؤاله ولكنها قالت بغضب مكتوم: وش تبي باتريشيا هانم؟

مشعل بهدوء: عندها بكرة ندوة.. تعزمني عليها

هيا بذات الغضب المكتوم: وبتروح؟؟

مشعل بهدوء: ما أدري ما بعد قررت..

هيا وهي تصر على أسنانها: لا تروح

مشعل بحدة: نعم؟؟

هيا بحدة مشابهة: أقول لا تروح..

مشعل بغضب: أنتي تامريني أنا..

هيا بغضب أكبر: اعتبره مثل ما تبي

مشعل بغضب ناري: يظهر إنش فهمتي حلمي عليش ومراعاتي لش غلط
وخلتش تبين تحطين رأسش برأسي
أعتقد إني الرجّال هنا.. فاحفظي حدودش
وإعرفي أشلون تحشمين رجالش

هيا لم ترد عليه
وهي تتوجه لغرفتها وتغلق بابها عليها بصوت مدوٍ

كان بود مشعل أن يتوجه خلفها
لأنه لم ينهِ كلامه معها بعد

فهذه ليست المرة الألى التي تحتد فيها حين تكلمه باتريشيا بالذات
ولكن حدتها وقلة أدبها –كما يرى- تجاوزت الحد هذه المرة
لذا تحتاج لمن يوقفها عند حدها
عاجز عن تفهمها وتفهم تصرفاتها الغريبة
وأتعبته محاولة الفهم
لذا قرر أن يتصل بإحدى شقيقاته ويسألها
فالأنثى أكثر فهما للأنثى
مبدئيا كان يريد الاتصال بلطيفة
فهو يثق في بعد نظرها كثيرا
ولكنه يعلم أن مشعل مريض –كما أخبروه- لذا لابد أنها مشغولة معه
لذا قرر الاتصال بموضي

موضي التقطت الهاتف بلهفة: هلا والله بقلب أخته
هلا برجّال هيونه

مشعل ابتسم: هلا والله بالغالية.. ورجال هيونه يبي استشارة نسوية 
عشان هيونه حيرته

موضي تبتسم: حاضرين.. وبدون ما تقول: الاستشارة بيني وبينك
بس مهوب تنسى أتعابي..

مشعل ابتسم: فديت اللي فاهمني يا ناس

مشعل حكى لموضي كل شيء
وكان رد موضي عليه إنها استغرقت في ضحك عميق
ثم حاولت التماسك وهي تقول: وحضرة الدكتورة باتريشيا مزيونة؟؟

مشعل يضحك من ضحكها: بصراحة ما اهتميت.. بس إيه مزيونة

موضي مازالت تضحك: مزيونة شوي وإلا واجد؟؟

مشعل يبتسم: فوق الواجد بواجد..

موضي لا تستطيع مسك نفسها من الضحك: قول كذا يا ابن الحلال!!

مشعل مبتسم: خلصيني يا بنت الحلال.. 
والله إني عجزت أفهم ليه تركبها العفاريت عند طاري ذا الدكتورة

موضي بحنان: ولو أنك أنت اخي الكبير وبتصير دكتور بعد كم شهر..
بس بريء الله يرج عدوينك
مرتك غيرانة عليك.. زين إنها مافقعت من الغيرة لحد الحين
وأنت ولا مهتم ولا داري

مشعل باستغراب: هيا غيرانة علي أنا؟!!

موضي برقة: لا غيرانة على ولد الجيران..
حرام عليك مشعل.. راعي مشاعرها شوي
إذا هي ما تكلمت.. المفروض أنت تفهم من تلميحاتها لك
المسكينة ترا فاض بها
زين ما ثارت عليك من زمان..
وإذا تبي نصيحتي
بلاها سالفة ذا الدكتورة.. مافيه داعي تجرح زوجتك من أولها

مشعل أغلق من موضي وهو يشعر أن غشاوة أُزيلت عن ناظريه
شعر أن كثيرا من تصرفات هيا غير المبررة
بدت له الآن مفهومة
ولكنه يعرف أن الغيرة دليل حب

فهل يعقل أنها .......؟؟

مشعل تنهد وتوجه لغرفة هيا
فتح الباب ليجدها منكبة على سريرها وتبكي
فُجع 
لم يتوقع أن تكون ردة فعلها هكذا!!

اقترب منها بهدوء

اسى الهجران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن